مؤتمر دولي: أسئلة النهضة في الذكرى السبعين لكتاب| HBKU
مؤتمر دولي: أسئلة النهضة في الذكرى السبعين لكتاب ’شروط النهضة‘ لمالك بن نبي

مؤتمر دولي: أسئلة النهضة في الذكرى السبعين لكتاب ’شروط النهضة‘ لمالك بن نبي

بتنظيم أعضاء برنامج ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية

أولاً: الإطار النظري للمؤتمر

 

أسئلة النهضة وشروطها

كيف تنهض المجتمعات والأمم وتحقق ريادتها وإشعاعها الحضارية؟ كيف تفقد المجتمعات والأمم نهضتها الحضارية وتدخل في ليل الغثائية والتبعية الحضارية المهينة؟ لماذا فقدت المجتمعات الإسلامية نهضتها الحضارية؟ وما تبعات ذلك؟ وكيف تستعيد هذه المجتمعات نهضتها الحضارية من جديد؟ 

تلك هي الأسئلة المحورية الحاسمة التي تمحور حولها كتاب "شروط النهضة" المرجعي الهام الذي صدر منذ ما يزيد عن سبعين سنة حيث كان المفكر الكبير مالك بن نبي مهموما بشروط النهضة الحضارية للمجتمعات الإسلامية المعاصرة، وبمخاطر النزعة المادية والامبراطوية في الحضارة الغربية المعاصرة.

وبالرغم من القيمة المعرفية والوظيفية الهامة، لهذا الكتاب المرجعي المتميز، فإن غالب النخب الفكرية والسياسية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، لم تنتبه إليه، ولم تعره ما يستحقه من اهتمام، بل هناك من حرَّض ضده، وزهَّد الشباب فيه، وحاول التعتيم عليه، وكانت النتيجة هي أن الأمة لم تستفد منه، كما لم تستفد من مقدمة ابن خلدون من قبل.

والغريب هو أن المجتمع الذي ولد فيه هذا المشروع الفكري المهم، وتوجه به صاحبه إليه مباشرة، وهو المجتمع الجزائري، حيث كانت الطبعة الأولى للكتاب تحمل عنوان شروط النهضة الجزائرية. ولكن المجتمع الجزائري لم يستفد من هذا المشروع، بل أصبح صاحبه يخضع لتتبعات ومضايقات أمنية لفترة من الزمن كما تحولت قضيته إلى قضية وطنية! وفضلاً عن هذا، فقد عملت جهات متعددة على محاصرة مالك بن نبي وفكره والتعتيم عليهما، والحيلولة بينهما وبين الأجيال الجديدة، ولكن ثبات هذا المفكر وإصراره على تبليغ أفكاره ومشروعه إلى الأجيال بكل الوسائل التي أتيحت له، أدى إلى فشل مخططاتهم وجهودهم.

 

ذهول الأمة عن كتاب المقدمة لابن خلدون

إن مشروع مالك بن نبي تعرض بدوره للتهميش والإهمال مثلما وقع لمشروع ابن خلدون من قبل، حيث هيمنت عليه الثقافة التجزيئية والتلقينية والخرافية، ولم تستفد منه الأمة في تصحيح وتجديد وبناء نهضتها الحضارية على أسس صحيحة ومتينة، لحد الآن، بالرغم من أهميته الكبيرة على المستويين المعرفي والمنهجي.

ولو قدِّر لمشروع المقدمة ومنهجها المعرفي، أن يُعرَف، ويُعمَّم الوعي به، ويُستكمل ويُعمَّق التأسيس له معرفيًا ومنهجيًا وثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا، لتحول مسار النهضة الحضارية الإسلامية تحولاً جذريًا، ولامتد تألق هذا المسار أمدًا طويلاً في التاريخ الإنساني، ولاستفادت الأمة والإنسانية من بركاته كثيرًا.

 

خسارة الأمة والإنسانية من توقف المشروع السنني الخلدوني

ولا شك أن الأمة الإسلامية خاصة والإنسانية عامة، قد خسرتا كثيرًا من جراء توقف المشروع الفكري والمنهجي السنني المتوازن، الذي أطلقته مقدمة ابن خلدون، وحاولت شق طريق له في المعرفة والثقافة الإسلامية والإنسانية.

فما تعيشه الأمة والإنسانية من ازدواجية تنافرية منهكة، بين المادية والروحية، والدينية والدنيوية، والفردية والجماعية، والعلمانية والإسلامية، والأخلاقية واللاأخلاقية، والاستتبداد والحرية، والإنسانية والوحشية، والفطرة والشذوذ يرجع في الأساس إلى الرؤية الكونية التي تقوم عليها المنظومات المعرفية والعقدية والثقافية والاجتماعية والحضارية للأفراد والمجتمعات.

وكثير من هذه الرؤى الكونية، تقوم على معرفة وثقافة لا سننية، أو على معرفة وثقافة سننية جزئية متنافرة، لا يعترف بعضها ببعض، ويهمش بعضها بعضًا، وينافر بعضها بعضًا، وينهك بعضها بعضًا، في الوقت الذي تحتاج فيه الحياة البشرية لكي تتوازن وتتكامل، وتعظُمَ فعاليتها وخيريتها وبركتها الحضارية، إلى معرفة وثقافة سننية شمولية تكاملية متوازنة، تغطي كل جوانب هذه الحياة، وتضمن لها تنمية فكرية ونفسية وروحية وسلوكية واجتماعية وكونية متوازنة، تخلِّصها من الازدواجية والتنافرية والإهتلاكية المنهكة.

فتعثر وتوقف هذا المشروع السنني الذي أطلقته المقدمة، حرم المنظومة المعرفية والثقافية للأمة والإنسانية، من ثقافة سننية شمولية تكاملية متوازنة، توفِّر للإنسان المعطيات المعرفية السننية الشاملة، التي بها يبني منظوره أو رؤيته السننية الكونية الكلية الصحيحة المتوازنة، المطابقة لحقائق الأشياء والفِطر التي هي عليها فعلاً.

وهذه المعطيات السننية المؤثرة في بناء المنظورات والرؤى الكونية الكلية المتوازنة، موزعة على أربع منظومات سننية كونية كلية متكاملة، هي منظومات سنن الله في الآفاق والأنفس والهداية والتأييد، وهو ما ينطلق منه مشروع المقدمة، ويرتكز عليه، ويؤكد عليه، بحكم مرجعيته القرآنية الكونية السننية المتكاملة والمتوازنة، التي تعترف بكل هذه المنظومات السننية الكونية الكلية الأربع، وتعطي لكل واحدة منها حجيتها وسلطتها المرجعية المستقلة، التي لا ينازعها فيها غيرها من المنظومات السننية الكونية الكلية الأخرى، عندما يتعلق الأمر بما وجدت من أجله، ووُضِع تحت سلطتها.

والمعرفة والثقافة المعاصرة إسلامية أم إنسانية عامة، انشطر فيها الوعي بالمنظومات السننية الكونية الكلية الأربع، وتمحور اهتمام كل منظومة مجتمعية منها، حول منظومة أو منظومتين من المنظومات السننية الكونية الأربع على الأكثر، وتمت مخاصمة وإقصاء أو تهميش بقية المنظومات السننية الأخرى، وبُنِيت حياة الإنسان وحركته المعرفية والثقافية والاجتماعية في هذه المجتمعات، على هذه التجزيئية المتنافرة.

وكانت نتيجة ذلك كله، هي المزيد من الازدواجية والتنافرية والإهتلاكية المعرفية والثقافية والنفسية والسلوكية والاجتماعية والحضارية المنهكة.

 

شروط النهضة وامتداد المنهج الخلدوني

ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة لمشروع شروط النهضة، الذي يأتي في سياق إعادة الربط بين حلقات التاريخ المعرفي والثقافي والمنهجي للأمة والإنسانية من جديد.

فكتاب شروط النهضة ومشروعه الثقافي، هو امتداد طبيعي لكتاب المقدمة ومشروعه الثقافي، وهما معا يتحركان في اتجاه التأكيد على الرؤية السننية القرآنية المتكاملة لحركة الحياة، والقوانين الكلية التي تحكم صيروراتها الحضارية.

من هنا تأتي أهمية العناية بهذا الكتاب المرجعي، الذي يحيل صاحبه حتمًا على المقدمة، ومنهجها، وعلى كل ما يتحرك في أفق المقدمة من معرفة وثقافة إسلامية وإنسانية عامة، تحقق للإنسان التوازن المعرفي والثقافي المطلوب، الذي يحقق له التكامل والتوازن في شخصيته وأدائه الذاتي والاجتماعي في نهاية المطاف. وهو ما تهدف إليه كل المجتمعات الإنسانية.

 

واجبنا تجاه هذا الخط المعرفي والمنهجي السنني في الثقافة الإسلامية والإنسانية

وبمناسبة الذكرى السبعين لميلاد هذا المشروع المرجعي المهم، الذي استطاع فيه صاحبه أن يربطه بمشروع ابن خلدون، وأن يستعيد له حيويته، ويوسع دائرة الرؤية فيه ويعمقها، ويرتقي بها من مستوى الدائرة القبلية أو السياسية الضيقة، إلى مستوى الدائرة الحضارية العامة، التي يتحرك في إطار قوانينها ومؤثراتها الحاسمة؛ الفرد والقبيلة والسلطة والدولة والمجتمع والأمة، وتتحدد على ضوء الموقف منها، مصائر المجتمعات البشرية في عالم الشهادة، ومصائر الأفراد في عالم الغيب الأخروي القادم، حري بنا أن ننظر في بنية هذا المشروح ونفكر في سبل تنزيله على واقعنا المعاصر لتحقيق النهوض الحضاري المنشود.

ثانيا: طبيعة المؤتمر وأطروحته

بمناسبة الذكرى السبعين لصدور كتاب ’شروط النهضة‘، يسر كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة أن تعلن عن انعقاد هذا المؤتمر الدولي من أجل تقييم شامل ومعمق ومتكامل لهذا الكتاب والحوار العلمي الشامل حول مشروع النهضة الحضارية الذي طرحه في إطار الرؤية السننية التي حرص مالك بن نبي على الالتزام بها، وتكريسها في منهجية دراسة الظواهر الفكرية والثقافية والاجتماعية والحضارية.

يطمح المنظمون أن يكون المؤتمر فضاء للعلماء والمفكرين الباحثين لمدارسة هذا المشروع الفكري لمالك بن نبي والقيام بعمل تقييمي استشرافي؛ يقيم مشروع النهضة وأطروحته، ويستشرف آفاق تطويرها والانتقال بها إلى مستوى مستقبلي ينقل أمتنا من التناول الجزئي العشوائي لمشكلات نهضتها إلى التناول السنني العلمي القائم على إعمال سنن الله في الآفاق والأنفس والتاريخ لإحداث نقلة في واقع مجتمعاتنا الاسلامية نحو تحقيق السيادة والاستقلال والريادة الحضارية واستعادة دورها الحيوي في المجتمع الدولي.

ولهذا فإن القائمين على المؤتمر يسعون إلى توجيه دعوات خاصة لشخصيات فكرية وعلمية وقيادية في الأمة للكتابة في احدى محاور المؤتمر، وكذلك استكتاب الباحثين من العالم أجمع لتقديم ورقات مكتوبة حسب الآجال المذكورة في هذه الورقة.

وترتكز عملية الدراسة والتقييم حول الأسئلة التالية:

  1. كيف بنى مالك بن نبي مشروعه لشروط النهضة الحضارية؟ أي كيف شخص وضع الأمة وحلل أزمتها الحضارية؟ وما هي النتائج التي انتهى إليها؟ وما هي الأدوات المنهجية والمعرفية التي استعملها في ذلك التشخيص وفي الوصول إلى تلك النتائج؟
  2. ما هي مصداقية التشخيص الذي قدمه مالك بن نبي لوضع الأمة وأزمتها الحضارية؟ وما هي مصداقية النتائج التي انتهى إليها ذلك التشخيص؟ وما هي المصداقية العلمية للمنهج الذي استعمله في ذلك كله؟
  3. كيف شخص مالك بن نبي تجربة الحضارة الإنسانية المعاصرة؟ ما هي النتائج التي توصل إليها؟ هل الحضارة المعاصرة في وضع طبيعي أم أنها في حالة أزمة؟ ما هي مصداقية التشخيص الذي قدمه مالك بن نبي في مشروع شروط النهضة، للأزمة الحضارية الإنسانية؟
  4. هل استطاع مالك بن نبي أن يؤسس لنظرية كلية في فلسفة التاريخ والحضارة وشروط النهضة الحضارية؟ ما هي معالم هذه النظرية الكلية؟ وما هي المصداقية المعرفية لهذه النظرية الكلية؟
  5. ماذا بقي صالحًا للاستصحاب من مشروع شروط النهضة؟ على مستوى الأفكار والمصطلحات والمنهجية والمشاريع؟
  6. إلى أي مدى اطلعت نخب المجتمعات الإسلامية الفكرية والسياسية والاجتماعية على المشروع الفكري الذي طرحه كتاب شروط النهضة؟ وما هي الجدالات التي أحدثها؟ وإلى أي مدى استفادت منه؟ وما هي العوائق الفكرية والنفسية والاجتماعية والسياسية، التي حالت وما تزال تحول دون تعميم الوعي بهذا المشروع والاستفادة منه؟
  7. ماذا ينبغي فعله لتعميم الوعي بهذا المشروع الفكري، على مستوى الجامعات والمؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية والسياسية عامة؟
  8. هل يمكن وضع كشاف أو معجم معرفي مركز للمصطلحات التي طرحها مالك بن نبي، بحيث يمكن لمن يطلع عليها ويفهمها، أن يمسك بمفاتيح فكر مالك بن نبي ومشروعه للنهضة الحضارية؟ 
  9. هل يمكن وضع كشف أو قائمة للموضوعات المحورية في فكر مالك بن نبي، التي يمكن تحويلها إلى دراسات معمقة على مستوى البحث الجامعي أو البحث المعرفي العام؟
  10. ما أهم الوسائل لفهم فكر شروط النهضة؟ 

ثالثا: محاور المؤتمر

لقد وضعنا الأسئلة المذكورة أعلاه في محاور كلية لمعالجتها في إطار فكر مالك بن نبي عمومًا، ومشروع "شروط النهضة" خصوصًا، وهي كالآتي:

  • المحور الأول: سؤال الإيمان
  • المحور الثاني: سؤال المنهج
  • المحور الثالث: سؤال المصطلح
  • المحور الرابع: سؤال الذاكرة/ التاريخ
  • المحور الخامس: سؤال الثقافة
  • المحور السادس: سؤال الحرية
  • المحور السابع: سؤال الوحدة
  • المحور الثامن: سؤال التنمية
  • المحور التاسع: سؤال المستقبل
  • المحور العاشر: سؤال العلاقة بالحضارة الغربية

رابعا: ضوابط يجب مراعاتها عند تقديم الملخصات والأوراق البحثية للمشاركة في المؤتمر

نرجو من الراغبين في المشاركة أن يختار كل واحد منهم الكتابة في محور واحد، على أن تغطي ورقته النقاط الآتية:

  • ماذا طرح مالك بن نبي في المحور الذي اخترته؟
  • كيف تفاعلت الأمة مع أفكار مالك بن نبي؟
  • ماذا بقي لنا اليوم مما طرحه مالك بن نبي؟

خامسا: معلومات مهمة عن المؤتمر

  • مكان المؤتمر: يعقد المؤتمر في رحاب مبنى كلية الدراسات الاسلامية بجامعة حمد بن خليفة في المدينة التعليمية، الدوحة، قطر. 
  • مواعيد مهمة:
    • موعد انعقاد المؤتمر: أيام 2-3-4 فبراير 2019
    • آخر اجل لاستقبال الملخصات: 31 أغسطس 2018
    • موعد الرد على الملخصات: 20 سبتمبر 2018
    • موعد استلام الاوراق النهائية للمشاركة في المؤتمر: 30 نوفمبر 2018
  • فرص النشر: كتاب محكم من تحرير لجنة المؤتمر يضم مجموعة مختارة من الأوراق المقدمة في المؤتمر بعد أن يتم تحكيمها.
  • الأمور اللوجستية: تتكفل الجهة المنظمة للمؤتمر بتغطية مصاريف تذاكر السفر والنقل والإقامة والضيافة للمدعوين ولأصحاب الأوراق المقبولة.
  • التأشيرة: بعد قبول الورقة البحثية يطلب من المشارك توفير صورة عن جواز السفر وصورة شخصية لأغراض استخراج التأشيرة وحجوزات تذاكر السفر والإقامة.
  • لغة المؤتمر: العربية والانجليزية (مع توفر الترجمة الفورية)

سادسا: اللجنة التنظيمية للمؤتمر

  • أ. د. عماد الدين شاهين (عميد كلية الدراسات الاسلامية، ورئيس المؤتمر) 
  • د. بدران بن لحسن (رئيس اللجنة)
  • أ. د. إبراهيم محمد زين (عضو)
  • د. محمد المختار الشنقيطي (عضو)
  • د. فتحي بن جمعة أحمد (عضو)
  • أ. عبير فانوس(منسقة)
  • وتضم اللجنة بعض الخريجين والطلبة والمتطوعين