الدوحة، قطر. أصدرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر كتابًا جديدًا للكاتبة ليلاس طه الحائزة على جوائز العالمية. وتعتبر رواية Lost in Thyme الإصدار الثاني لها، بعد أن كتابها الأول Bitter Almonds (اللوز المر) الحائز على جائزة الكتاب الدولي الأمريكي لعام 2017 في فئة أدب الخيال-متعدد الثقافات والصادر عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر باللغتين العربية والإنجليزية.
تكشف ليلاس طه، في روايتها الجديدة، عن حقائق تمس قضايا التهجير والهوية من خلال تاريخ الشعب الفلسطيني بأجياله وثقافاته المتعددة، وتعينها في ذلك خلفيتها الثقافية المتعددة. وتنصب رسالة الكتاب المصاغة بأسلوب سردي متشابك يمس شغاف القلب، حول أمل توثقه رابطة لم تنحل عراها عن قلب كل فلسطيني تجاه موطنه: إنها الرابطة التي ستظل دائمًا وأبدًا مهما مرت السنون أو استطالت المسافات في الغربة المقيتة.
وفي هذا الشأن، يقول فخري صالح رئيس قسم النشر العربي في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "تبرز كتابات الأدباء العرب باللغة الإنجليزية مدى التعقيد الذي صار ملازمًا للسرد العربي، فهي مرآة لتجارب العرب المغتربين عن الديار. ومن جانبها، تواصل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر التزامها بإصدار كتب تعزز التواصل والتفاهم عبر الثقافات باقتدار مثل كتاب ليلاس. وكانت قد نجحت في كتابها الأول في تسليط الضوء على أوضاع الفلسطينيين المهجّرين، وبخاصة بعد أن فاز بجائزة عالمية. وللمرة الثانية، تروي ليلاس طه في روايتها الجديدة قصة فلسطينية تمس جانبًا إنسانيًا جوهريًا لدى القراء من جميع أنحاء العالم وهو الأمل والحب."
تدور الرواية حول شخصين يمثلان الرعيل الأول من الفلسطينيين الأمريكيين هما سامي عمارة وبترا حداد اللذين جمعتهما وصية رجل راحل عن الحياة؛ إذ يقع سامي الوريث لشركة عمارة وأولاده للإنشاءات أسيرًا لرؤيا الفتاة ذات الشعر الأحمر التي لا يستطيع أن يجدها. وعندما مات أبوه على حين غرة، فوجئ الشاب بماضٍ لم يخطر أبدًا بباله: فتاة غامضة صارت امرأة، ووعود لم تتحقق. أما بترا، الأم التي لا زوج لها، فتعيش في الكويت، وقد اعتادت على حياة الروتين والتكهنات والوحدة. وعندما اتصل بها محامٍ ليطلعها على وصية رجل متوف لم تعرفه من قبل انقلبت حياتها رأسًا على عقب.
ينطلق سامي وبترا معًا في رحلتهما الشاقة بحثًا عن الماضي المجهول لعائلتيهما، انطلاقًا من أمريكا حتى وصلا إلى الأراضي النائية المحفوفة بالمخاطر في موطنهما الأصلي فلسطين. فهل مع تداخل وتشابك تفاصيل حياتيهما وتاريخيهما يصبح بمقدورهما أن يكوّنا مستقبلاً مشتركًا لهما معًا أم ستتدخل الأقدار مرة أخرى؟
تتميز الحبكة الدرامية في قصة ليلاس طه بالتشويق والإثارة، وتبرز شخصياتها التلقائية والعميقة الوجوه الحقيقية للفلسطينيين المهجّرين في أنحاء العالم، وصراعهم مع هوياتهم متعددة الثقافات وتقبلهم لها. وتتسم كاتبة الرواية بأسلوب في البناء السردي لا ينازعها فيه غيرها؛ حيث تحفز جمهورها على تفحص حقيقة الآخرين واستقصائها واستقرائها. وتسعى ليلاس إلى استكشاف تلك الرابطة الوثيقة في حياة أولئك الذين أُجبروا على العيش بعيدًا عن وطنهم فلسطين، مستلهمة جانبًا من تجربتها الشخصية كفلسطينية مهاجرة في أمريكا، وتجارب أبنائها الذين يتمتعون بهويتين أمريكية وفلسطينية بقدر متساوٍ.
تعلق ليلاس طه على تجربتها الخاصة بخصوص نشر العمل الأدبي الثاني لها مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "إني في غاية السعادة بالتعاون مع فريق عمل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر الذي كان يتمتع بحماس غامر بشأن روايتي الجديدة. فبمجرد ما انتهينا من وضع اللمسات النهائية، ساعدتني احترافيتهم العالية في عمل الترتيبات اللازمة للإنتاج، بدايةً من التصميم المتقن للغلاف، وصولاً إلى الطبع والتوزيع، على أن أوجه تركيزي إلى مشروعاتي الأخرى الجديدة وأنا مطمئنة أن عملي بين أيادٍ أمينة."
تعكف ليلاس طه حاليًا على عمل متمم لرواية Lost in Thyme يحمل مبدئيًا عنوان Found in Thyme لتصدره أيضًا دار جامعة حمد بن خليفة للنشر.
رواية Lost in Thyme متوفرة في كل مكتبات قطر، إلكترونيًا على موقع كيندل، وفي عدة مكتبات في العالم.