بالتعاون مع منظمة (Conciliation Resources) الدولية وبحضور عدد من الخبراء وصانعي السياسات
عقدت كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، بالتعاون مع منظمة (Conciliation Resources)، جلسة مائدة مستديرة مغلقة بمشاركة نخبة من الخبراء تحت عنوان "وساطة السلام تحت الضغط: المواءمة والابتكار والتحديات". ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الجلسات التي تعقدها المنظمة بالتنسيق مع شركاء إقليميين لمتابعة واستكمال نتائج تقريرها: "اتفاقية 30 – لا يزال هناك وقت للحوار: المواءمة والابتكار في وساطة السلام (فبراير 2024)".
وافتتح الجلسة، التي عُقدت يوم 20 أكتوبر 2024، سعادة السفير فيصل بن عبدالله آل حنزاب، المبعوث الخاص لوزير الخارجية في دولة قطر، وشارك في إدارة الجلسة كل من الدكتور سلطان بركات، الأستاذ في كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، والسيدة تيريزا ويتفيلد، محررة "الاتفاقية 30". وجمعت الجلسة بين مجموعة من المساهمين في "الاتفاقية 30" وعدد من الخبراء والمتخصصين والدبلوماسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، لمناقشة التحديات التي تواجه جهود الوساطة في الوقت الراهن، والأولويات المتعلقة بالمواءمة والابتكار، لمحاولة التصدي لهذه التحديات في الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم.
وتحدث سعادة السيد ناصر عبد العزيز الناصر، الدبلوماسي القطري والمندوب الدائم السابق لدولة قطر في الأمم المتحدة، نيابة عن الكثيرين عندما شدد على ضرورة أن يكون للمجتمع الدولي دور أكثر تأثيرًا في جهود صناعة السلام، فظواهر النزاع المسلح آخذة في التصاعد، مدفوعة بالانقسامات الجيوسياسية المتغلغلة وتفكك الأطراف المسلحة وتفشي انتهاكات حقوق الإنسان والغياب الصارخ للمساءلة، بالإضافة إلى تفاقم المخاطر البنيوية، مثل أزمة المناخ، إلى جانب التغيرات التكنولوجية الكبيرة، ابتداءً من التأثير الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وصولًا إلى التطور السريع للذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة الجديدة، وبالتالي فإن قيمة الوساطة كأداة لتيسير الحلول السياسية للنزاعات العنيفة تتعرض لضغوط شديدة.
وركزت المناقشات في المائدة المستديرة على كيفية الحفاظ على الدعم المستمر للوساطة في ظل التحديات الكبرى، والحاجة إلى بناء شراكات بين وسطاء من خلفيات متنوعة، مع الإشارة إلى أهمية المشاركة الإقليمية والدور المتنامي للوسطاء من دول الجنوب العالمي، فضلًا عن أهمية القيادة والتنسيق في جهود الوساطة، والتحديات والفرص التي تتيحها التقنيات الرقمية، والتي تخلق ديناميكيات قد تتطلب توفير أدوات وفرص جديدة للوسطاء. هذا إلى جانب سبل التعامل مع الأطراف المترددة والمراوغة والمستبعدة من النزاع ودور الوسطاء ذوي العلاقة المباشرة. وبدوره، رحب السيد جوناثان كوهين، المدير التنفيذي لمنظمة (Conciliation Resources) بالتزام دولة قطر المستمر بالوساطة كركيزة أساسية في سياساتها الخارجية.
واختتم الدكتور سلطان بركات مشاركته قائلًا: "في كلية السياسات العامة، نحرص على تعزيز الحوار بين صانعي السياسات والأكاديميين فيما يخص العديد من التحديات العالمية الشائكة. وبتركيزنا على الوساطة في النزاع، فإننا نواصل تعزيز موقعنا الريادي في مجال الدراسات الأكاديمية التي تتناول قضايا النزاع والشؤون الإنسانية".