السعي إلى التميز بعيدًا عن الوطن | Hamad Bin Khalifa University

حياة طالب جامعي تحولت تمامًا عندما حصل على منحة من مؤسسة قطر للدراسة في جامعة حمد بن خليفة

السعي إلى التميز بعيدًا عن الوطن

كان غسان سعد، الطالب بكلية العلوم والهندسة، يواجه مصيرًا مجهولًا، مثل 7.2 مليون لاجئ فلسطيني من النازحين الذين يصارعون ظروفهم الحياتية القاتمة. 

ولكن حياة الطالب، البالغ من العمر 19 عامًا، شهدت تغيرًا جذريًا عندما حصل على منحة دراسية كاملة من مؤسسة قطر، استنادًا لمعيار الجدارة، نظرًا لأدائه الأكاديمي المثالي خلال العام الأول من دراسته، وهو إنجاز فتح له آفاقًا غير مسبوقة في مساراته الأكاديمية والمهنية.  

شغفٌ مبكرٌ

وقال غسان: "منذ طفولتي، تَمَلَكَني فضولٌ فطريٌ، وكنت دائمًا ما أقوم بفك الأجهزة الإلكترونية لكي أتمكن فقط من التعرف على مكوناتها المختلفة وتعلّم طريقة عملها. وتزايد اهتمامي بالأجهزة الإلكترونية والحواسيب، ولجأت إلى القراءة لبناء تلك المعرفة وتعزيزها، وكنت آمل أن تنقلني هذه المعرفة في المستقبل إلى مجالات تستهويني."

وأضاف: "بعد عقد تقريبًا، أتواجد هنا لتحقيق هذا الطموح، ومتابعة دراستي للحصول على شهادة جامعية في علوم الحاسوب من جامعة حمد بن خليفة في العاصمة القطرية الدوحة، إحدى أفضل المدن العصرية في العالم."

وكان انعدام المرافق، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، والظروف المعيشية الصعبة هو العرف اليومي لجميع السكان البالغ عددهم 9500 في مخيم شاتيلا المزدحم في لبنان، وهو محل ولادة غسان.

وحتى عندما وصل غسان إلى قطر، تَعَيَنَ عليه مواجهة دوامة من المشاعر، حيث اضطر للعيش في بيئة مختلفة، والتعرف على أشخاصٍ جددٍ، ومعايشة توقعاتٍ جديدةٍ. وكان قرار بدء الدراسة الجامعية في الخارج، بعيدًا عن الأسرة، والأصدقاء، والظروف المعتادة، قرارًا صعبًا، ولكن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلًا للتكيّف مع الأوضاع الجديدة، والتميز في بيئته المختارة.

وتابع غسان قوله: "يُساهم التعليم رفيع المستوى الذي توفره قطر في تحويلها إلى وجهةٍ جذابةٍ للطلاب الدوليين. وقد عَلِمتُ أن قراري بالانتقال إلى هنا سيكون أفضل قرار لضمان مستقبلٍ واعدٍ. وكان برنامج هندسة الحاسوب في جامعة حمد بن خليفة هو البرنامج الأنسب بالنسبة لي، لأنه مكنني من متابعة شغفي واهتماماتي." 

الدعم المجتمعي

ويعترف غسان بأن البيئة الإيجابية التي أشرك نفسه فيها والدعم الذي تلقاه من مجتمع جامعة حمد بن خليفة عززا من أدائه الأكاديمي خلال العام الأول من دراساته، وساهما في تحقيقه لمجموع كليّ رائع، وحصوله على منحة دراسية كاملة للمدة المتبقية من دراسته في برنامج البكالوريوس.

ويلجأ عدد متزايد من الطلاب في جميع أنحاء العالم إلى بعض أشكال المساعدات المالية لإكمال دراساتهم الجامعية والعليا. ومع اختفاء الأعباء المالية الآن، يمكن لغسان التركيز بشكلٍ كاملٍ على أدائه الأكاديمي الفائق خلال الفترة المتبقية من دراسته الجامعية.

وحول ذلك، قال غسان: "سمحت المنحة الدراسية لي بالتركيز على دراساتي، وقضت تمامًا على الشعور بالقلق الذي كان يراودني عند التفكير في السؤال التالي: هل سأتمكن من تحمّل تكلفة دراساتي الجامعية؟"

وفي ظل التجربة التعليمية الثرية ومتعددة التخصصات التي يخوضها غسان حاليًا في جامعة حمد بن خليفة، يخطط الشاب الطموح لمتابعة دراساته العليا في الجامعة بعد انتهائه من دراسته الجامعية. 

وقال غسان: "لديَّ اهتمامٌ هائلٌ بالأمن السيبراني، ومن حسن الحظ أن جامعة حمد بن خليفة تقدم برنامجًا للدراسات العليا في هذا المجال. وأنا أخطط لاغتنام جميع الفرص التي تلوح لي، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالتعليم، حيث أرغب في تعزيز مؤهلاتي الأكاديمية وتوسيع مداركي قدر الإمكان."  
واختتم غسان تصريحاته قائلًا: "أعتقد أن النجاح يُمكن أن يتحقق من خلال الإخلاص والعمل الجاد، فأنا لا أستسلم بسهولة للتحديات. وشعاري في الحياة هو: "إذا ما أردت تحقيق هدفٍ ما، اجتهد لتحقيقه. فليس هناك أعذار."