تم تكريم 111 خريجاً وخريجة الأسبوع الماضي في حفل التخرج الذي أقيم بمركز الطلاب في جامعة حمد بن خليفة، بعد أن أكملوا بنجاح دراساتهم العليا في الجامعة.
واحتفلت جامعة حمد بن خليفة بتخريج دفعة عام 2016 بحضور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي تخرجت من الجامعة في دفعة عام 2015، ونالت درجة ماجستير الآداب في السياسة العامة في الإسلام، وأثنت صاحبة السمو خلال حضورها على جهود الخريجين الذين يحتفلون بإنهاء دراستهم بنجاح، وعبرت بقولها: "إنني لأحيّي هنا تفاني خريجي دفعة عام 2016 من جامعة حمد بن خليفة على ما أنجزوه. وبصفتي خريجة من هذه الجامعة المميزة، فأنا أدرك تماماً الجهد الذي بذلوه لتحقيق هذا الإنجاز الأكاديمي الكبير، وأتمنى لهم دوام التوفيق والنجاح في تطبيق ما تعلموه هنا لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ومجتمعاتهم".
ومباشرة بعد هذا الحدث، انضمت صاحبة السمو إلى الأعضاء الجدد ضمن عائلة خريجي جامعة حمد بن خليفة، واستمعت إلى قصصهم، فيما أخذوا صوراً تذكارية مع سموها.
وضمن لقاءاتها مع الخريجين الجدد، تحدَّثت صاحبة السّمو مع طالب وطالبة لعبت عائلتهما دوراً رئيسياً في إلهامهما وتشجيعهما على متابعة الدراسات العليا.
وتميّز الحفل بوجود زوجين قطريين، هما إبراهيم علي مفتاح وزوجته ابتسام أحمد يوسف، اللذين رغبا بمتابعة دراستهما بعد المرحلة الجامعية معاً في برنامج الماجستير في الطاقة والموارد لجامعة حمد بن خليفة في أواخر عام 2014. وبعد قبولهما في البرنامج، أصبحا أول زوجين يدرسان سويةً في جامعة حمد بن خليفة، وأول زوجين يتخرّجان معاً الآن.
وتعليقاً على نيلها فرصة لقاء صاحبة السّمو الشيخة موزا، قالت ابتسام: "لقد كان الحديث مع صاحبة السمو شرفاً كبيراً لنا لم نتوقّعه. وعلى الرّغم من أنَّ مدّة الحديث معنا كانت لدقيقة واحدة، إلّا أنَّ هذه الدقيقة مع سموّها تحمل معانٍ قيّمة واستثنائية وستبقى في وجداننا مدى الحياة. وإنّني أتطلّع إلى لقائها مرّة ثانية بعد أن أنال درجة الدكتوراه بإذن الله، فدعمها المستمر للقطريين هو سبب وجودنا هنا حالياً".
وأضاف إبراهيم: "علاوة على اللقاء الذي تشرّفنا به مع صاحبة السّمو في حفل التخريج، والذي كان حدثاً عظيماً بالنسبة لنا، سيشكّل التخرج من الجامعة التي تحمل اسم صاحب السّمو الأمير الوالد مصدر فخر دائم لنا".
وفي تعليق له حول كيف سمع بالبرنامج لأوّل مرّة، قال إبراهيم: "كانت ابتسام هي أوّل من عرّفني بالبرنامج وأنا سعيد جداً بذلك. فقد شرحت ابتسام لي كيف تمَّ تصميم البرنامج للعاملين في قطاع الطّاقة، ما سيساعدني في حياتي المهنية. كما اقترحت أن تشارك معي في البرنامج لكي نساعد بعضنا البعض. وهكذا، اتفقنا على اغتنام هذه الفرصة والتّسجيل في البرنامج معاً".
وأضافت ابتسام: "على الرغم من دراسة ابراهيم للهندسة الكيميائية، ودراستي للهندسة الكهربائية، إلّا أنّنا نمتلك الخلفية العلمية ذاتها. وأعتقد بأنَّ برنامج ماجستير الطاقة والموارد مناسبٌ لكلينا كونه متعدد التّخصصات، ويغطي مجالات السياسة والهندسة والأعمال".
وتوضّح ابتسام: "لقد ساعدنا بعضنا البعض خلال البرنامج على الرّغم من اختلاف مهاراتنا، ووسّع البرنامج حقاً من معرفتنا في الجوانب الاقتصادية والعلمية والعملية والمهنية في هذا المجال، ونأمل بأن تخدم العلاقات التي بنيناها خلال البرنامج مع العلماء والأساتذة والزملاء عملنا بشكل جيد في المستقبل".
ولدى إبراهيم وابتسام طفلان، مما فرض عليهما التوفيق بين الدراسة والحياة المنزلية والتزامات عملهما المستمرة. وعند سؤال إبراهيم عن رأيه حول مشاركة الأزواج معاً في هذا البرنامج، كانت إجابته إيجابية حول التجربة، وقال: "بالطبع أشجّع ذلك، طالما كانت لديكم الطاقة للالتزام بدراستكم. ودراسة زوجين معاً يعني بأن كلاً منها يتفهم الضغوط التي تواجه الآخر".
من جانبه، أكد حسين البوحليقة، الذي تخرج من الجامعة هذا العام بدرجة ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية تخصص مقارنة الأديان، على تقديره للدور الكبير الذي يلعبه دعم الأسرة. وكانت شقيقة حسين، خديجة البوحليقة، ووالده أحمد البوحليقة قد حصلا كلاهما أيضاً على شهادات من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة في الأعوام الماضية.
وقالت خديجة التي كانت أول من سجل في برنامج الجامعة من بين أفراد أسرتها: "حصلت على درجة البكالوريوس في الولايات المتحدة، ولكنني كنت أبحث عن برنامج دراسات عليا يمكنني إكماله بينما أعمل. وكنت مهتمة ببرنامج السياسة العامة في الإسلام الذي ساعدني بدرجة كبيرة في عملي".
وأضافت: "حدّثت أسرتي عن الشهادة وناقشت تجربتي معهم. ولم أتفاجأ حين قرر أخي ووالدي التسجيل في البرنامج. لقد عرفت بأننا قادرون على تحقيق ذلك، وأسعدني بأن تكون أسرتي جزءاً من الأسرة الأكبر في جامعة حمد بن خليفة".
وتوجّه أحمد البوحليقة لدراسة نفس التخصص في الجامعة مدفوعاً باهتمامه بـ "فهم العالم والقدرة على تحسين التواصل مع المحيطين بنا". وقال: "بالرغم من أن ابنتي كانت تدرس ضمن نفس البرنامج، وجدت بأننا ننظر إلى القضايا المتنوعة من زوايا مختلفة، وكنا قادرين على تقديم النصح ومساعدة بعضنا. وأعتقد بأن متابعة الدراسة قدر المستطاع أمر مهم للجميع، وليس الشباب فقط".
ويحمل حسين شغف والده بالتعليم أيضاً، وقال: "سمعت عن برنامج جامعة حمد بن خليفة قبل ثلاثة أعوام في كلية الدراسات الإسلامية في قطر. وكنت مهتماً ببرنامج مقارنة الأديان لكونه مجالاً جديد في الدولة. وقد دفعتني رغبتي بخوض تحدٍّ مختلف، حيث كنت لا أزال مرتبطاً بدراسة البكالوريوس في العلاقات الدولية. ويمكنني القول اليوم بأنني سعيد جداً بقراري وبشهادتي. وأعتقد بأنه على الطلاب في قطر اغتنام فرصة متابعة دراستهم هنا، حيث سيبقون قريبين من أهلهم، وضمن مجتمعهم وثقافتهم، وقد يتمكنون أيضاً من مواصلة العمل بينما يدرسون".
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بأسرتي، فأنا على ثقة بأنني سأكون قدوةً لإخوتي وأخواتي لمتابعة تعليمهم العالي في جامعة حمد بن خليفة. ولا يسعني إلا أن أحمد الله على هذه التجربة وهذا الإنجاز".