معاهد البحوث التابعة لجامعة حمد بن خليفة تُعزّز مستوى الطموح
معاهد البحوث التابعة لجامعة حمد بن خليفة تُعزّز مستوى الطموح لدى طلاب المدارس الثانويّة في قطر من خلال فعاليّة

نظّم معهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ (QBRI)، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة (QEERI)، وهما من معاهد البحوث الوطنيّة المرموقة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، فعاليّة خاصة لطلاب المدارس الثانويّة لمدة يومين في 18 - 19 أبريل تحت عنوان "عقول لامعة". وبدعم من وزارة التعليم والتعليم العالي، وقد شهدت الفعاليّة مشاركةَ أكثر من (300) طالب، معظمهم مواطنون قطريون، ومن (72) مدرسة، في أولمبياد قطر الوطنيّ لعلم الفلك (QNAO)، ومسابقة قطرBrain Bee  (QBCC). وأتاحت هذه الفعاليّة لطلاب المرحلة الثانويّة الموهوبين الفرصة للتألق محليًا وعالميًا، والتنافس لنيل الفرصة لتمثيل قطر في النسخ الدوليّة من هذه المسابقات.

وقد فاز طلاب من مدرسة مصعب بن عمير الثانويّة المستقلة للبنين، ومدرسة عائشة بنت أبي بكر الثانويّة المستقلة للبنات، ومدرسة ابن تيميّة الثانوية المستقلة، بالجوائز الكبرى، وذلك بفضل مشاريعهم الخلّاقة والمبتكَرة التي قدّموها في أولمبياد قطر الوطنيّ لعلم الفلك (QNAO). وتمَّ الإعلان عن نتائج مسابقة "Brain Bee" أيضًا، حيث حقّقت الطالبة راية مكارم من مدرسة المستقبل المنير العالمية، المركز الأول، وفازت بفرصة السفر إلى كوبنهاجن في الدنمارك للمشاركة في مسابقة "Brain Bee" الدوليّة. وحصلت الطالبة راية إلى جانب راما رائد عموري وتالا أبو سمعان من مدرسة البيان الثانوية المستقلة للبنات، الفائزتين بالمركزين الثاني والثالث، أيضًا على فرصةٍ فريدةٍ لتعلّم المزيد حول علم الأعصاب ومشاركة الباحثين المعروفين عالميًا في مختبرات معهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ (QBRI).

وكان المشروع قد بدأ مع فريق العلماء في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة (QEERI) في ضمن برنامج "بدائع علم الفلك"، وهو المشروع المموّل من قبل الصندوق القطريّ لرعاية البحث العلمي (QNRF)، وتم تأسيس أولمبياد قطر الوطنيّ لعلم الفلك (QNAO) انطلاقًا من الرغبة في استخدام علم الفلك كبوابة عبور للطلاب في البلاد إلى مجال العلوم. وقد نظّم البرنامج زيارات إلى (120) مدرسة في قطر خلال خريف عام 2015، إضافة إلى مشاركة الطلاب في أنشطة تدريب عملي في علم الفلك.

وأدّت الجهود المتواصلة إلى إنشاء (80) ناديًا فلكيًا في جميع أنحاء البلاد، تمَّ تأسيسها من قِبَل طلابٍ ومعلمين ملهمين. وفيما يتعلّق بالأولمبياد، فقد شارك (35) من الأندية الفلكيّة مع الطلاب الذين أتمّوا مشاريعَ متعددة المواضيع في علم الفلك، وقُدّمت أعمالُهم أمام مجموعة من أعضاء التحكيم في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. وإضافة إلى الجوائز الموزّعة، سيتم اختيار مجموعة من عشرين طالبًا من بين المشاركين للخضوع لبرنامج تدريب مكثّفٍ على يد متخصّصين من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة لثلاثة أشهر أخرى، وبعدها يُحدّد المعهد الفريق النهائي الذي سيمثل قطر في الأولمبياد الدولي لعلم الفلك والفيزياء الفلكيّة (IOAA) المقرّر إقامته في ديسمبر المقبل في مدينة بوهانسوار بالهند.

وقد تمّ تصميم الأولمبياد الدوليّ لعلم الفلك والفيزياء الفلكية (IOAA)، لمسابقة علم الفلك السنويّة لطلاب المدارس الثانويّة، من أجل تعريف الشباب بفرعٍ علمي يُعنى باستكشاف الأجرام السماويّة، والفضاء، والكون الماديّ بشكل كامل. وتشهد المسابقة هذا العام أول مشاركة لبلد عربي.

وتعليقًا على تجربته، قال الطالب خالد محمد الشيب من مدرسة مصعب بن عمير الثانويّة المستقلة للبنين، أحد الطلاب الستة في ضمن الفريق الفائز بالمركز الأول في الجوائز الكبرى: "كانت المشاركة في هذا الأولمبياد تجربة رائعة للغاية. لقد عملنا بجدّ، وأنا فخور بجهودنا التي أثمرت أخيرًا، وسعيد جدًا بتحقيق المركز الأول".

 وعلى نحو مماثل، تُعدّ مسابقة "Brain Bee" فعاليّة دوليّة سنويّة موجّهة إلى الطلاب من الصف (9) ثانوي حتى (12)، مع أكثر من (150) فرعًا في جميع أنحاء العالم. وتسعى المبادرة باعتبارها أكبر مسابقة عالميّة في علم الأعصاب، إلى اختبار فهم طلاب المدارس الثانويّة ومعرفتهم في علم الأعصاب وعلوم الدماغ والجهاز العصبي، وإلى استكمال أحد أهداف معهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ (QBRI)، المتمثل في رفع مستوى اهتمام الطلاب الشباب بالمجالات البحثيّة والعلميّة. وتُعدّ مسابقة قطر "Brain Bee" الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث استقبلت أكثر من (377) متقدّم، ومن (37) مدرسة مختلفة، للتنافس على المراكز الثلاثة الأولى وتمثيل قطر في مسابقة "Brain Bee" الدوليّة لعام 2016. 

وقد نجح الطلاب الذين شاركوا في الجولة الدولية الأخيرة في اجتياز الجولتين الأولى والثانية من المسابقة بالفعل، حيث تمَّ اختبار مدى فهمهم للدماغ وعلوم الأعصاب من خلالِ امتحانٍ كتابي وأسئلة شفويّة من قِبَل لجنة تحكيم.

وأكّد الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذيّ بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ (QBRI): "نحن فخورون جدًا بجميع الطلاب الذين بادروا للمشاركة في مسابقة قطر ’Brain Bee‘ 2015 - 2016، إلى جانب المعلمين وأولياء الأمور الذين دعموا الطلاب خلال هذه الرحلة".

وأضاف الدكتور الأجنف: "لقد كانت هذه السنة الأولى التي نُنظّم فيها مسابقة قطر Brain Bee، على أمل دفع الإلهام ومستوى الاهتمام بمجال علم الأحياء والعلوم على نطاق واسع بين الطلاب قبل المرحلة الجامعيّة. وكمركز عالميّ للأبحاث الطبيّة الحَيَويّة، تُشكّلُ الشراكة مع المجتمع المحلي أولوية لجامعة حمد بن خليفة ومعهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ (QBRI)، ونأمل بأن نواصلَ القيام بدورنا في تعزيز مستوى الاهتمام بمجال البحوث في الدولة". 

وقالت الطالبة راية مكارم من مدرسة المستقبل المنير العالميّة: "كانت المشاركة في مسابقة Brain Bee تجربة ممتعة جدًا، وأنا متشوّقة جدًا لتمثيل قطر في المسابقة الدوليّة. وفيما يخصّني فقد كانت هذه تجربة لا تُنسى أبدًا. ولم يقتصر هدفي على تحقيق الفوز فحسب، ولكن تعلّم مفاهيم جديدة أستفيد منها في المستقبل".

 وعلّق الدكتور خالد السبيعي المدير التنفيذيّ بالإنابة لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، قائلًا: "نحن فخورون جدًا باستضافة أول أولمبياد في علم الفلك في قطر. فعلم الفلك بشكل عام هو واحد من أفضل المقدّمات التمهيديّة في العلوم لجيل الشباب، ونحن نُجري هذه الفعالية في الوقت الذي تُعاني فيه قطر من قصور في جذب الطلاب لدراسة العلوم والهندسة والتكنولوجيا. ويُمكن أن تكون المشاركة في نادي علم الفلك، والتحضير للأولمبياد الوطنيّ والدوليّ تجربة ملهمة جدًًا للطلاب". 

وفي الوقت الذي تهدف فيه أولمبياد قطر الوطني لعلم الفلك (QNAO) إلى تعزيز الاهتمام بعلم الفلك والفيزياء الفلكية، كما تهدف مسابقة قطر Brain Bee  (QBBC) إلى إثراء المعرفة في علوم الدماغ لطلاب المدراس الثانويّة وتقييمها واختبارها، جاءت المسابقتان سعيًا لتعزيز الإلهام والطموح لدى الطلاب القطريّين في المدارس الثانويّة. 

 وقال الدكتور عبد الستار الطائي، المدير التنفيذيّ للصندوق القطريّ لرعاية البحث العلمي: "أثبت علم الفلك أنّه منصّة مبتكرة تُمهّد الطريق أمام الطلاب في قطر لدراسة العلوم، إذ يضع هذا العلم الأسس لاكتساب المعرفة والفهم خارج الفصول الدراسيّة. وما رأيناه هنا اليوم، في أولمبياد قطر الوطني لعلم الفلك، ومسابقة قطر Brain Bee، هو دليل ملموس على نجاح استثمارنا في البحوث. وأنا واثق بأنّنا ننظر الآن إلى الجيل القادم من الباحثين المتميّزين".

 من جانبها، قالت الدكتورة أسماء المهندي، رئيس فريق البحث العلمي في وزارة التعليم والتعليم العالي: "يسرّ ويُشرّف وزارة العليم والتعليم العالي أن تتعاون مع معهد قطر لبحوث الطّبّ الحيوي، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، في تنظيم مسابقتين مميزتين تُتيحان لطلاب المدارس الثانويّة استكشاف مجالات جديدة في العلوم وتدريبهم على يد خبراء في علم الفلك وعلم الأعصاب".

لمعرفة المزيد حول مبادرات التوعية المجتمعيّة لدى معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة (QEERI)، ومعهد قطر لبحوث الطّبّ الحيوي (QBRI)، يرجى زيارة الموقعين: www.qeeri.org.qa وwww.qbri.org.qa