أعلن معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي (QBRI)، أحد معاهد البحوث الوطنية الثلاثة المتخصصة التابعة لجامعة حمد بن خليفة (HBKU)، عن إطلاق مبادرة بحثيّة دوليّة رئيسة حول إصابات الدماغ الرضِّيَّة، وستتضمّن تعاونًا واسع النطاق بين أبرز الباحثين المتخصّصين من مختلف أنحاء العالم على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وفي إطار التزامه بتحسين الرعاية الصحيّة وتطويرها من خلال الابتكار في مجالات الوقاية والتشخيص والعلاج للأمراض التي تؤثر على الناس في قطر والمنطقة، سيتعاون معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي بشكل وثيق مع مجموعة التصوير بالرنين المغناطيسي، والتحليل الطيفي الطبّ الحيوي في مركز الطبّ الجامعي (UMC) في مدينة أوتريخت الهولندية في هذا المشروع البحثي، الذي أصبح ممكنًا بفضل منحة مقدّمة من برنامج الأولويات الوطنيّة للبحث العلمي التابع للصندوق القطري للبحث العلمي.
وقال الدكتور علي: "إلى جانب خبراء معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي ومركز الطبّ الجامعي بأوتريخت، تجمع المبادرة البحثية المتعددة التخصصات أيضًا خبراء من جامعة قطر، وجامعة موناش في أستراليا، وجامعة اسطنبول كيمربورجز، وجامعة الشرق الأوسط التقنية في تركيا. وستُقدّم البحوث معارف جديدة حول العمليات التي تؤدي إلى فقدان الوظائف واستعادتها بعد إصابات الدماغ، وستُركّز على تحديد التغيرات الفسيولوجية والهيكلية والبيولوجية الجزيئية في أنسجة الدماغ المسؤولة عن الاضطرابات الوظيفية. كما سيُركز فريق معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي على فكّ رموز التغيرات الخلوية والكيميائية الحيوية التي تَحدث عند حدوث إصابات رضِّيَّة في الدماغ، وسيعملون عن كثب مع فريق مركز الطب الجامعي لجمع هذه المعلومات مع بيانات تصوير الدماغ لتوضيح المسارات الجزيئية التي تُعدّل من الضرر الحاصل في خلايا الدماغ وتُساعد في الشفاء".
ويتولّى الدكتور إروين بليزير مهمة الباحث الرئيس في المشروع، وهو باحث في علم المناعة، وعلم الأعصاب، وعلم وظائف الأعضاء في مركز الطب الجامعي بأوتريخت، بينما يتولّى الدكتور محمد علي من معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي مهمة الباحث الرئيس المشارك. وتعليقًا على أهمية هذا المشروع البحثي الطموح، قال الدكتور بليزير: "سوف يُعزز هذا المشروع من معرفتنا حول تطوّر الضرر في الدماغ بعد الإصابات الرضِّيَة، كما سيُسهم أيضًا في الوصول إلى رؤًى جديدة لآليات شفاء هامّة".
وتتجاوز أعداد من يعانون من إصابات رضِّيَّة في الدماغ أكثر من (10) ملايين شخص في العالم، وتُعدّ هذه الإصابات الآن السبب الرئيس للوفيات والإعاقات لدى من هم دون سنّ الخامسة والأربعين. وفي دولة قطر تصل أعداد المتضررين من إصابات رضِّيَّة في الدماغ إلى ضعفيها تقريبًا في أوروبا، لكن مع قليل من التدخلات العلاجية المتاحة لحماية الدماغ أو تسهيل عملية الشفاء، ما يضفي أهمية بالغة للعمل على هذه المسألة.
وسعيًا لتوفير نظرة ثاقبة حول إصابات الدماغ الرضِّيَّة، سوف يستخدم المشروع البحثي نماذج حيوانيّة من إصابات الدماغ الرضِّيَّة وتقنيات تصوير متقدّمة لتوضيح التغييرات الأساسيّة على نطاق صغير في الأعضاء والأنسجة ومستويات الخلايا. وسيجري العمل بشكل رئيس في هولندا وقطر. وقال الدكتور هلال الأشول، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي: "لا تزال طريقة عمل إصابات الدماغ الرضِّيَّة غير مفهومة، وقد تُسهم الدراسات التي أجراها معهد قطر لبحوث الطبّ الحيوي وشركاؤه في تقديم تطوّر ملحوظ للمعرفة في هذا المجال، وتكشف عن أهدافٍ مهمة لتطوير تدخلات علاجية فعالة".
من جانبها، قالت السيدة ميلين تيوتل، رئيسة المنح والعقود في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "نحن سعداء برؤية علمائنا وهم يعملون بنشاط في مثل هذا المشروع المتعدد التخصصات، حيث يُقدّم علماء من ستة معاهد معروفة عالميًا في أربع دول معارفَهم لتمهيد الطريق لعلاجات، واستراتيجيات إدارة جديدة، والمساهمة في بناء القدرات العلمية في قطر".