الفلكيون في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يكتشفون ثلاثة

أعلن الفلكيون في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أحد معاهد البحوث الوطنية الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة بالدوحة، عن اكتشافهم لثلاثة كواكب نجمية جديدة تدور حول نجوم في المجرة، وذلك باستخدام مراصد فلكية بدعم من مؤسسة قطر كجزء من برنامج قطر للبحث عن الكواكب النجمية (QES) Qatar Exoplanet Survey، وهو برنامج يموله صندوق قطر لرعاية البحث العلمي (QNRF)، وتم نشره على الموقع العلمي الشهير Arxiv.org. (https://arxiv.org/abs/1606.06882)

وقد تم اكتشاف هذه الكواكب الثلاثة على يد الفريق الفلكي بعد فحص عشرات الألوف من الصور الملتقطة بواسطة المراصد الفلكية الثلاثة التابعة للبرنامج والموجودة في نيو مكسيكوNew Mexico  بالولايات المتحدة، وتينيريف Tenerife بإسبانيا، وأوريمتشي Urumqi بالصين.

وبالاتفاق مع الاتحاد الدولي لعلم الفلك، تم إطلاق الأسماء التالية بالترتيب على الكواكب الثلاثة: Qatar 3-b، وQatar 4-b، وQatar 5-b.

والكوكب النجمي Exoplanet هو كوكب يدور حول نجم في المجرة بعيداً عن مجموعتنا الشمسية. وتنتمي جميع الكواكب الثلاثة المكتشفة إلى نوع من الكواكب يعرف فلكياً باسم المشترِيات الساخنة Hot Jupiters، نسبة إلى كوكب المشترِي الذي يشابهها حجماً لكنها أشد منه حرارة بسبب قربها الشديد من نجمها الأم، وبسبب ذلك فإن درجات حرارة سطوحها تتراوح بين 1200-3000 درجة مئوية. وبشكل عام، فإن هذا النوع من الكواكب يكمل دورته حول نجمه في مدة تتراوح بين يوم إلى عشرة أيام على الأكثر وهي مدة تصغر كثيراً السنة الأرضية البالغة 365 يوماً.

وتعادل أقطار كواكب قطر الثلاثة مرة إلى مرة ونصف قطر كوكب المشتري أو ما يعادل 12-17 مرة قطر الكرة الأرضية، أما درجات حرارة سطوحها فتتراوح بين 1400 – 1700 درجة مئوية، وتكمل دورتها حول نجومها في مدة تتراوح بين 1.8 – 2.9 يوماً أي أنها سريعة جداً، في حين أن بعدها عن مجموعتنا الشمسية يبلغ 1400-1800 سنة ضوئية، والسنة الضوئية مسافة تعدل 10 آلاف مليار كيلومتر.

ويعتبر اكتشاف الكواكب النجمية مفتاحاً مهماً للإجابة عن أسئلة أساسية في علم الفلك، مثل: كيف نشأت الكواكب والمجموعة الشمسية؟ وهل يوجد في الكون كواكب شبيهة بالأرض؟ ويأتي اكتشاف كواكب قطر الثلاثة هذه إلى جانب كوكبي قطر السابقين Qatar1-b وQatar12-b في العامين 2010 و2011 ليشكل مساهمة مهمة في طريق الإجابة عن مثل هذه الأسئلة. كما أنه يضع فريق برنامج قطر للبحث عن الكواكب النجمية ضمن الخمسة الأوائل عالمياً بين الفرق الثلاثين التي تستخدم مراصد أرضية مماثلة للبحث عن الكواكب النجمية.

وينوي فريق برنامج قطر للبحث عن الكواكب النجمية (QES) أتمتة وتبسيط تقنيات اكتشاف الكواكب النجمية باستخدام مراصد أرضية صغيرة بهدف تسهيل مشاركة مجموعة أكبر من علماء وهواة الفلك حول العالم، وتحسين وتسريع عملية اكتشاف الكواكب النجمية.

وقال الدكتور خالد السبيعي، المؤلف الأول لورقة العمل وقائد الفريق والمدير التنفيذي بالإنابة لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "هناك الكثير من نوادي علم الفلك حول العالم، ونأمل بأن توفر تقنياتنا وخوارزمياتنا المساعدة والدعم اللازم لهم لاكتشاف آلاف الكواكب النجمية الأخرى".

وبما أن أكثر النجوم المضيئة في السماء تحمل أسماءً عربية، يأمل الدكتور خالد أن يساهم برنامج قطر للبحث عن الكواكب النجمية وهذه الاكتشافات في إحياء التراث العريق للعالم العربي في مجال علوم الفلك عبر تسجيل خمسة كواكب نجمية جديدة باسم قطر في عالم علم الفلك المعاصر