أصدرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر مؤخرًا كتابًا يضم مجموعة من الأعمال الأدبية والفنية المستوحاة من واقع الحياة في العزل بسبب جائحة فيروس كورونا وما صاحب ذلك من متغيرات أثرت على حياة الأشخاص من كافة أنحاء العالم، وهي أعمال تلقتها الدار من كل أنحاء العالم استجابةً لدعوة عامة أطلقتها الدار في أبريل 2020. ويضم الكتاب الذي صدر بعنوان "متباعدون...معًا" مجموعةً من الأفكار والخواطر والتحليلات الشخصية لما يزيد عن 100 شخص من مختلف أنحاء العالم، وتوفره الدار بصيغة الوصول الحر على موقعها الإلكتروني.
وعن هذه التجربة الفريدة، قالت السيدة ريما إسماعيل، مدير التواصل والمشاريع الخاصة في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "عندما أطلقنا دعوتنا لتلقي الأعمال بعد بضعة أسابيع من بدء تطبيق الإغلاق العام في أنحاء عديدة من العالم، كان هدفنا يتمثل في توثيق أحداث هذه المرحلة وفتح نافذة أمام الأشخاص المعزولين بأنحاء مختلفة من العالم ليُنفسوا من خلالها عن ما في عقولهم من أفكار وما في قلوبهم من مشاعر مختلفة حيال هذه التجربة. وكانت أصداء هذه الدعوة مفاجئة ومؤثرة بالنسبة لنا. فقد وردت إلينا مئات الأعمال من نحو 23 دولة حول العالم، كل منها يقدم رؤىً وخواطر أصلية وواقعية حول الجوانب المختلفة للجائحة التي أصابت العالم."
وقد تشكلت لجنة من المحررين لمراجعة الأعمال المقدمة، عكف خلالها كل محرر على قراءة كل عمل وتقديم توصيته بشأن تضمينه في الكتاب النهائي. وكانت الأعمال النهائية المختارة هي تلك التي تقدم رؤىً أكثر تميزًا وعمقًا وإفادةً للدراسات الأكاديمية، وتحتوي على الخواطر الأكثر تأثيرًا حول هذه الفترة.
وكانت الأعمال السردية والمقالات والأشعار والرسومات والتحليلات الأكاديمية والقصص المختارة من بين الأعمال المُرسَلة تُعبّر بأسلوب بسيط عن المشاعر الإنسانية التي سادت خلال الشهور الأولى من الجائحة في صورتها الواقعية المجردة، حيث الخوف والرجاء والشك والحب والاكتئاب والإيمان والشغف بالمعرفة والوحدة والامتنان. وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام تحت العناوين: "الفيروس - تجارب واقعية، والفيروس - من منظور إيجابي، والفيروس - رؤى فلسفية"، وذلك له مغزىً من حيث إبراز فكرة الشرخ الذي أحدثته الجائحة في حياة البشر لدرجة أن الحياة لم تعد بعدها كما كانت قبلها. ويكوِّن كل قسم منها انطباعًا عامًا يبيِّن كيف أجبرتنا جائحة كورونا بطرق شتى على تحدي الظروف، وإعادة النظر في تعريف ما هو "طبيعي".
وأضافت ريما إسماعيل: "تعكس هذه المبادرة والكتاب الصادر نتيجةً لها "متباعدون...معًا" أهمية القراءة والكتابة كوسيلة للتواصل بين البشر والثقافات من ناحية، وكذلك روح التبادل الثقافي التي تدور حولها رسالة دار جامعة حمد بن خليفة للنشر من ناحية أخرى. ويحدونا أمل في أن يصبح هذا الكتاب شاهدًا على قوة الروح الإنسانية، وعلى ترابطنا حتى في أصعب أوقات حياتنا. فهذا العمل ما هو إلا أساس لبناء عامر بالنماذج المضيئة، وما يُقدّم إلا لمحات بسيطة من المشاركة الوجدانية، والإقرار بالعرفان لمن كانوا في الصفوف الأولى، ليُخرج منّا أجمل ما فينا، ويرسم شكل الحياة التي نأملها، ويكشف عن أولوياتنا الحقيقية في الحياة."
جدير بالذكر أن كتاب "متباعدون...معًا" يمكن الحصول عليه وقراءته من الموقع الإلكتروني لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر عبر الرابط. https://hbkupress.com/ar/mtbadwn-mana
واختتمت السيدة ريما إسماعيل حديثها قائلةً: "نتوجه بخالص الشكر لجميع من شاركوا. وعلى الرغم من مرور نحو سنة كاملة على بداية الجائحة، ما من شك أن حياتنا وعالمنا وتاريخنا البشري وكل شيء، شئنا أم أبينا، قد تغير تمامًا ولن يعود كما كان. وعلى الرغم من أن صورة المستقبل لا تزال ضبابية في ظل الموجات المتلاحقة للفيروس في أنحاء العالم، كذلك كنّا متباعدين معًا، وسنظل دومًا متحدين."