حكايات أنجي سلسلة كتب جديدة للأطفال تتناول قضايا حيوية

أصدرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر أخيرًا سلسلة "حكايات أنجي" باللغة العربية، وهي التجربة الأولى للكاتبة الصاعدة هالة أبو سعد. وتتضمن مجموعة قصص تدور حول موضوعات متنوعة مثل تباين القدرات الفردية وحالات الاكتئاب والأمراض التنكسية، بأسلوب مؤثر ومناسب لعقلية النشء الصغير.

وعن أهداف دار النشر من هذه السلسلة، تقول ريما إسماعيل، مديرة التواصل والمشاريع الخاصة: "أحد أهم أهدافنا التحريرية في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر هو توفير محتوى أدبي للأطفال يساهم في تكوين فهمهم للعالم من حولهم. فالأطفال يحتاجون إلى قصص تعالج موضوعات صعبة بأسلوب مناسب لهم، وتفتح أمامهم المجال للحوار الهادف، ما يساعد على إنضاج أفكار هؤلاء الصغار. فقد ركزت هذه المجموعة في صياغتها على اهتمامات قرائها، وناقشت تلك القضايا في سياق مجتمعي مناسب يلامس واقع حياتهم، ومن ثم تقترح حلولًا مبتكرة نسبةً إلى مجتمعاتنا. ويمكن إيجاز هدفها بأن القراء الناشئين حين يجدون ذواتهم وثقافتهم في صفحات الكتاب، يصبحون أكثر عزمًا على تقبُّل الرسالة المنشودة والانتفاع منها".

وقد سطرت الكاتبة هالة أبو سعد هذه الحكايات متأثرةً بشغف والدتها بسرد الأقاصيص، وتخليدًا لذكرى ابنة أختها "أنجيلا" التي تُوفيت في ظروف مأساوية، على إثر حادث سيارة أليم في عام 2015.

وعن هدفها من كتابة "حكايات أنجي"، تقول الكاتبة هالة أبو سعد: "أردت أن أُخلد ذكرى أنجي التي رحلت عن عالمنا عن عُمر لم يتجاوز الثامنة عشرة، غير أن حياتها القصيرة كانت تحمل الكثير والكثير من المعاني الملهمة. كانت أنجي فتاة أصيلة وطيبة ومحبة للجميع. ترعرعت على شغف التعلم وتطوير الذات، حتى نضجت وصارت إنسانة عازمة على التغيير، وقادرة على أن تخطو بثبات نحو تحقيق ذاتها ومساعدة الآخرين".

وبوصفها مُعلمةً، فإن لدى هالة أبو سعد إيمان راسخ بأن القصص قادرة على تشكيل شخصية الطفل وتعليمه دروسًا نافعةً في كل مراحل حياته. وقد اختارت معالجة موضوعات صعبة، مثل متلازمة داون والاكتئاب، وداء الزهايمر الذي يصيب الأشخاص الأكبر سنًا، لأنها ترى أنه من المهم بالنسبة للطفل أن يستشعر روح التعاطف والقدرة على التواصل مع الآخر، وتقبل الاختلاف، والتعايش مع عالم الواقع غير المثالي منذ نعومة أظفاره.

وإن كانت هالة أبو سعد قد استوحت قصصها من شخصية أنجي، إلا أن أحداثها من صنع الخيال. وتستطرد الكاتبة قائلة: "لقد نسجت على شخص أنجي حكايات تعين النشء على تطوير أساليب الوعي الذاتي وتقبل الذات والتأقلم والسلام النفسي. فالحياة صعبة، نعم، وهذه حقيقة لا مفر منها! وأحباؤنا سيرحلون يومًا ما، وأصدقاؤنا سيجيئون ويذهبون، وحتمًا سنقابل أناسًا مختلفين، وستتغير علاقاتنا، وسنصاب بالصدمات. وأنا هنا أحاول أن أتخيل كيف واجهت أنجي كل موقف من تلك المواقف الصعبة، وعبرت عن ذلك بقلمي، لأنني أريد أن ينمّي الأطفال مهاراتهم، فتعينهم على مواجهة ما يُستجد أمامهم من تحديات، مع ما يملكون من مشاعر الرفق والتفهم والعاطفة الجياشة، بدلًا من التسرع في إصدار أحكامهم على الآخر والتعامل بهلع".

ومثلما أجاد قلم هالة أبو سعد في صياغة فكرة كل قصة من القصص، كذلك أجادت ريشة الفنان علي الزيني في إضفاء المزيد من الحيوية على صفحاتها، من خلال حُسن اختيار أنماط رسوماته.

وعن مصدر إلهامه في اختيار نمط الرسم، يقول علي الزيني: "لقد أردت أن أحافظ على الحس الواقعي في الرسومات وأشكال الشخصيات، لأنها مستوحاة من واقع الحياة ومن قضايا العصر. لكنني في الوقت ذاته أردت أن أضيف عناصر نمطية وألوان مبهجة للتعبير عن شخصية أنجي وروحها الجميلة كما تصفها الكاتبة".

وعن تجربته مع دار النشر، يقول الزيني: "لقد سعدتُ كثيرًا بالعمل مع فريق دار جامعة حمد بن خليفة للنشر حتى خرجت هذه المجموعة القصصية إلى النور. كان الفريق في غاية التعاون والترابط، وهذا الدعم هو ما يحتاجه أي فنان لإخراج عصارة إبداعه وفنه".

وتتضمن سلسلة "حكايات أنجي"، المخصصة للشريحة العمرية من ٩ إلى ١٢عامًا، العناوين التالية: "جدو عادل نسي طريق البيت"، و"تيتا مريم والهريس" و"حدودها السماء"؛ وتأمل الكاتبة في إصدار المزيد من الأعمال بالتعاون مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في القريب العاجل.

وتختتم الكاتبة حديثها: "لقد كان العمل مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر من التجارب الرائعة، ليس لأن فريق العمل كان في قمة الود والتعاون فحسب، بل لأنه كان في غاية الاحترافية كذلك. فلقد كنت مُشاركة في عملية إعداد القصص من الألف إلى الياء، واستفدت كثيرًا من التوجيهات المتواصلة طوال الطريق، حتى أصبح الفريق اليوم بمثابة أسرتي الثانية، وكلي أمل في مواصلة مسيرة هذه السلسلة مع الدار".

الجدير بالذكر، أن قصص سلسلة "حكايات أنجي"، تتوفر بدءًا من يوم 3 مارس/آذار المقبل عبر تطبيقات "رفيق" و"سنونو" و"بيربل بوكس" (من متجر أبل أو غوغل بلاي). ولمزيد من المعلومات عن كيفية الحصول على أي نسخة من كتبكم المفضلة من دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، تابعوا صفحتنا على "فيسبوك" (facebook.com/hbkupress) أو على "تويتر" و"إنستغرام" (‎@hbkupress)، واطلعوا على كل ما هو جديد لدينا يومًا بيوم.