الحوار سعى إلى بناء الجسور عبر التعاون في البحوث داخل المنطقة العربية وخارجها
استضافت جامعة حمد بن خليفة، بالاشتراك مع الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، النسخة الثامنة من مؤتمر الرواد العرب والأمريكيين في العلوم والهندسة والطب، التي عُقدت عبر الإنترنت خلال الفترة من 1 – 4 نوفمبر الجاري.
ووفر المؤتمر، الذي يحظى بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والمؤسسة الوطنية للعلوم، فرصةً للعلماء والمهندسين والمتخصصين الطبيين المتميزين من الولايات المتحدة والمنطقة العربية لمناقشة التطورات العلمية الرئيسية في المجالات ذات الصلة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التبادل العلمي والحوار بين الباحثين الشباب، بما في ذلك العلماء والباحثين العرب العاملين في الغرب، وتسهيل التعاون البحثي داخل المنطقة وخارجها.
وفي افتتاح المؤتمر، سلط الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة، الضوء على أهمية برنامج المؤتمر، الذي يحتفل بمرور 10 أعوام على انطلاقه، وكيف يساهم في تحقيق رسالة الجامعة الرامية لتطوير القدرات البحثية الوطنية التي تدفع التعاون مع أفضل المؤسسات في العالم.
وقال الدكتور حسنه: "نحن نؤمن بأن تعزيز حب العلوم بين جيل الشباب هو مفتاح التنمية في قطر والمنطقة العربية والعالم بأسره. وأحثكم جميعًا على بناء أكبر عدد ممكن من الجسور مع العلماء الآخرين من المنطقة العربية. اغتنموا هذه الفرصة للتعاون والحوار ومناقشة الطرق المختلفة التي يمكننا من خلالها العمل معًا، لأن تحقيق النتائج المرجوة يعتمد على قدرتكم على بناء تلك الجسور."
وفي كلمته الافتتاحية، سلط الدكتور منير تاج، مدير أول برنامج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، الضوء على أن الصندوق قد موّل مشاريع تعاونية مع الولايات المتحدة في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا بما في ذلك الطاقة والصحة والتنمية المستدامة والمجتمع والتكنولوجيا الرقمية أثمرت عن تحقيق نتائج عالية الجودة. وأضاف قائلاً: "نحن نتطلع إلى تحويل نتائج هذه المشاريع إلى فرص عمل وتعزيز تأثيرها لتحقيق المصالح الاجتماعية والاقتصادية." وجدد الدكتور تاج التزام الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بالتعاون مع شركائه لتطوير نتائج أبحاث المشاريع، ودفع الأبحاث المتطورة والابتكار في العلوم والهندسة والطب، وتعزيز العلاقات الوثيقة بين الباحثين العرب والأمريكيين التي بدأت من خلال البرامج التمويلية التي يطرحها الصندوق."
وشارك في النسخة الحالية من المؤتمر أكثر من 20 متحدثًا و64 عارضًا للملصقات. وركزت خمس جلسات على البحوث التي تُجرى في مجالات المواد المتقدمة، والصحة الإلكترونية، والماء والغذاء والطاقة، والتكنولوجيا المبتكرة، والمجتمع، والأمن السيبراني. وبلغت نسبة المشاركة النسائية في هذا المؤتمر أكثر من 34٪. وأكد رؤساء الجلسات الذين شاركوا في تنظيم المؤتمر، وهم الدكتورة دينا آل ثاني، الأستاذ المساعد بكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة؛ والدكتور ليونارد بيز، مهندس أول في مختبر باسيفيك نورث وست الوطني، أن المؤتمر وفر منصةً لتبادل المحتوى التقني الهادف، بالإضافة إلى توفير إمكانية القيام بجولات تقنية عبر الإنترنت في المختبرات الحديثة لجامعة حمد بن خليفة ومشاريعها البحثية.
وتحدثت الدكتورة دلال نجيب، مدير تنمية القدرات العلمية والهندسية في الأكاديميات الوطنية، بعد انتهاء المؤتمر فقالت: "لطالما كان من بين أكثر الجوانب الفريدة لبرنامج المؤتمر قدرته على الجمع بين المشاركين من مجموعة واسعة من التخصصات والاهتمامات البحثية. وقد ضمنت شراكتنا مع جامعة حمد بن خليفة لتقديم نسخة ثامنة حيوية من المؤتمر إمكانية تحقيق هذا الهدف. ونأمل أن يفضي التأثير طويل المدى لهذه الشراكة إلى توسيع نطاق التعاون البحثي الذي يحفز الابتكار وتلاقح الأفكار في نهاية المطاف."
وأضافت الدكتورة دينا آل ثاني، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة قائلةً: "وفرت النسخة الأخيرة من المؤتمر فرصةً ثمينةً للتعرف على الباحثين العاملين في عدة مجالات مختلفة والتفاعل معهم، والنظر في كيفية ارتباط التطورات والتقنيات والمناهج المتبعة في هذه المجالات بمجالاتنا الخاصة. والشيء الأكثر تشجيعًا هو رؤية المشاركين وهم يستعرضون تأثير العلوم والتكنولوجيا على التنمية في بلدانهم ومجتمعاتهم."
وشهدت النسخة الأخيرة من المؤتمر مشاركة متحدثين من جامعة ستانفورد، وجامعة كورنيل، وجامعة دارتموث، وجامعة كارنيجي ميلون، وجامعة جون هوبكنز، والجامعة الدولية بمدينة الرباط المغربية، وجامعة القاضي عياض في مدينة مراكش المغربية، وجامعة محمد السادس للفنون التطبيقية، ووايل كورنيل للطب في قطر، وجامعة تكساس إي أند أم، ومركز قطر للابتكارات التكنولوجية، والمجلس الأعلى للسكان في الأردن، ومعهد علوم بيانات الصعود ومختبرات فورملابس في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان من بين المتحدثين من جامعة حمد بن خليفة الدكتور موفق حوسة، الأستاذ المشارك بكلية العلوم والهندسة؛ والدكتور محمد عبد الله، الأستاذ المشارك بالكلية؛ والدكتورة مشاعل الصباح، عالم أول بمعهد قطر لبحوث الحوسبة. وترأس الدكتور نادى الحاج، الأستاذ المساعد بكلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة؛ والدكتور طارق الأنصاري، الأستاذ المشارك بكلية العلوم والهندسة؛ والدكتور سيف الكواري، الأستاذة المساعد بالكلية، العديد من الجلسات.
وتُعقد مؤتمرات الرواد العرب والأمريكيين بالتناوب في دول مختلفة بالمنطقة العربية. للمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة https://www.nationalacademies.org/about