يدرك صنّاع القرار بشكل متزايد أن تحقيق الازدهار المستقبلي لأي اقتصاد مرهونٌ بقدرته على الابتكار، فالابتكار هو المحرك الأساسي للتقدم الاقتصادي، وهو شرط أساسي لإيجاد الحلول للتحديات العالمية. وقد تم بالفعل وضع الابتكار في صميم عملية صنع السياسات، وأصبحت الشركات من مختلف القطاعات تتبنى الابتكار كجزء من خارطة الطريق الاستراتيجية الخاصة بها، وتعمل على تعزيز ثقافة الابتكار التي تحسّن من قدرتها التنافسية في السوق العالمية.
والسؤال الأبرز هنا هو: كيف نشجّع ثقافة الابتكار؟ وكيف نحفز التفكير الإبداعي وروح المبادرة؟ وقد تم تناول هذه الاسئلة في جلسة نقاش بعنوان " الابتكار نحو 2030"، في ضمن فعالية يوم الابتكار السنوية التي تنظمها شركة فودافون قطر.
وشارك في النقاش كلٌ من الدكتور أحمد حسنة، رئيس جامعة حمد بن خليفة؛ والسيد عبد العزيز بين ناصر آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية؛ والسيد إيان جراي، الرئيس التنفيذي لشركة فودافون قطر؛ والسيد دانييل بوروس، خبير الابتكار والمستشار الاستراتيجي والمفكر المستقبلي. وترأس الفعالية الدكتور تومي وير، المؤلف والمستشار والمتحدث المشهور في مجال القيادة المبتكرة. وتطرق المتحدثون إلى التعريفات المختلفة للابتكار والوسائل المتنوعة لتحفيز التفكير الإبداعي عبر القطاعات والهياكل المؤسسية المختلفة.
وفي تعليقه على دور الجامعات في تحفيز الابتكار، قال الدكتور أحمد حسنة: "تقع على عاتق الجامعات مهمتان أساسيتان، وهما: القدرة على التطلع إلى المستقبل وتوقع المتطلبات المستقبلية للمجتمع من خلال تحليل توجهات وقوى السوق؛ وتقديم نظام لا يقتصر فيه دور الطلاب على فهم هذه الاحتياجات، بل ويتم تجهيزهم ليكونوا قادرين على ابتكار حلول لها".
وأكد الدكتور حسنة في كلمته على أن الابتكار متأصّل في جوهر جامعة حمد بن خليفة، وهو أحد ركائزها المؤسسية الرئيسة، قائلًا: "شعارنا هو ابتكار يصنع الغد‘؛ لأن الابتكار هو أساس كل ما نقوم به، فنحن نطبقه في جميع برامجنا متعددة التخصصات. إن الابتكار يؤثر على تصميم وتقديم برامجنا، وعلى الطريقة التي ندرّس بها طلابنا، ونغذي بها عقول خريجينا؛ ليكونوا قادة المستقبل".
وجاء موضوع الجلسة في إطار رسالة جامعة حمد بن خليفة لتحقيق التميز في التعليم وبحوثه، وتحفيز الابتكار من أجل تحويل دولة قطر إلى اقتصاد قائم على المعرفة، بما يتماشى مع رؤية دولة قطر الوطنية 2030.