عندما طُرحت العملات الرقمية في عام 2009، لم تسترعِ انتباه أحدٍ سوى عددٍ قليلٍ من المبرمجين المشاركين في مجموعات النقاش المعنية بالتشفير. واليوم، تلعب العملات المشفرة دورًا بالغ الأهمية في عالمنا، وتعتبر وسيلة مثيرة للجدل للتعاملات المالية عبر الإنترنت.
وفي إطار سعيها لتسليط الضوء على تأثير العملات الرقمية على منطقة الشرق الأوسط، نظمت كلية القانون والسياسة العامة بجامعة حمد بن خليفة ندوة بعنوان "تنظيم العملات المشفرة"، أوضحت خلالها الإمكانات الإحلالية للتقنيات المشفرة، والتداعيات القانونية والسياسية المترتبة على الابتكارات التقنية والمالية.
وشملت قائمة الضيوف المتحدثين في الندوة كلًا من السيد محمد ظبيان، مرشح للدكتوراة في السياسات المتعلقة بالابتكار في جامعة تورونتو؛ والدكتور يزن بوشماف، عالم أبحاث في معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة. وتعرف المشاركين في الندوة على مجالات التداخل بين الشؤون التقنية والمالية في منطقة الشرق الأوسط، وأصبحوا أكثر فهمًا للجوانب المتعلقة بالجهات الفاعلة والظواهر والقوى المحركة لعالم التقنيات المالية والنظام المالي الجديد.
وفضلًا عن ذلك، قام الباحثون بزيادة الوعي عن التحديات والفرص المرتبطة بتقنية البلوك تشين، وهي معنية بالابتكار التقني الذي يأخذ شكل عملات مختلفة، مثل عملة البيتكوين. وتأخذ هذه التقنية شكل أنظمة دفع مباشرة، تعمل خارج نظام التمويل الحالي فائق التنظيم الذي تديره البنوك المركزية.
وسيكون هذا الموضوع محورًا لدراسات مستفيضة من قبل الهيئة الطلابية في جامعة حمد بن خليفة، بما يمنحهم الفرصة لتقييم التداعيات القانونية المرتبطة به، وتطوير الأساليب المناسبة للاستجابة لها. وتهدف جميع الجهود البحثية التي تجريها جامعة حمد بن خليفة إلى حماية المستهلكين والمستثمرين في السوق الرقمية من خلال توفير حلول بحثية مدروسة للتحديات الكبيرة التي تواجه دولة قطر والعالم.