ترتبط ثلاثية المياه والطاقة والغذاء معًابرابط وثيق، فالمياه والطاقة عنصران حيويان لسلسلة الإمدادات الزراعية الغذائية. ومع الارتفاع المتزايد في الطلب على الطاقة واحتمالات نضوب مصادر المياه حول العالم، فإننا نتجه نحو حدوث أزمة حقيقية في حال لم نجد حلولًا مستدامة لضمان أمن المياه والطاقة والغذاء. وقد اعترف المجتمع الدولي بهذه التحديات، ولكنه لا يزال يعالجها بشكل منفرد، ضمن الحدود القطاعية فقط.
والمفتاح الأول للمضي قدمًا هو تبني مقاربة شاملة تجمع بين ثلاثية المياه والطاقة والغذاء ومسألة الاستدامة، وأن لا تعامل هذه الجوانب كلًا على حدة. ولن يسهم هذا الدمج في تحسين كفاءة التوزيع إلى حدٍ كبيرٍ فحسب، ولكنه سيسهم أيضًا في التنمية المستدامة على مستوى العالم، وفي خلق نوع من المساواة في الموارد بين الأفراد والمجتمعات.
وتناولت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة هذه المسألة بشكل أعمق في مؤتمرها السنوي الثالث للطلاب بعنوان ""ثلاثية المياه والطاقة والغذاء: مقاربات متعددة التخصصات من أجل التنمية المستدامة". ويسلط المؤتمر، الذي ينظمه برنامج السياسة العامّة في الإسلام بجامعة حمد بن خليفة، الضوء على الروابط القائمة بين المبادئ الإسلامية والمناهج التقنية العملية التي يمكن للحكومات استخدامها من أجل تطوير سياسات الاستدامة في المنطقة. وجمع المؤتمر طلاب الدراسات العليا وخبراء من حول العالم، ووفّر لهم منصة تفاعلية لتقديم أفكارهم ومفاهيمهم البحثية حول ثلاثية المياه والطاقة والغذاء، والاستدامة.
وشملت المواضيع التي تم تناولها في المؤتمر دور الإسلام في هذه العلاقة، ودراسة الحالة القطرية وحالات أخرى من الشرق الأوسط، ووجهات نظر مقارنة من أجزاء أخرى في العالم، ودور المجتمع المدني في زيادة الوعي بهذا الموضوع. وشجع المؤتمر الحضور على مناقشة مختلف القضايا المتعلقة بالمفاهيم القائمة على الحلول، والأطر البحثية، والابتكارات التقنية، وتنفيذ السياسات.
كما شجع المؤتمر المشاركين على توسيع قدراتهم الفكرية من خلال تحديد المشكلات وإيجاد حلول لها بالاستفادة من نتائج البحوث القائمة على الأدلة، بما يسهم في دعم استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر، التي تنص على التكامل الاستراتيجي لمبادئ وسياسات وبرامج التنمية المستدامة، والحفاظ على الموارد البيئية الشاملة.