الدراسة أثبتت أن الأجسام النانوية المعدلة تزيد من احتمالية اكتشاف الأمراض وعلاجها في مراحل مبكرة
كشف باحثون في مركز بحوث السكري بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عن استراتيجية واعدة لمكافحة تراكم السينوكلين، الذي يعد عاملًا رئيسيًا في الأمراض العصبية التنكسية، مثل مرض باركنسون، ومن خلال الاستفادة من مختبرات البيولوجيا البنيوية، كشفت النتائج عن آفاق واعدة للتدخل العلاجي الناجع.
وركز فريق الباحثين، بقيادة الدكتور برسانا كولاتكار، العالم الأول بمركز بحوث السكري، على فهم كيفية تعرف الأجسام النانوية على تكتّل السينوكلين على المستوى الذري، والذي يعد أمرًا مهما لإيجاد طرق لإيقافه. وتشكّل الأجسام النانوية قطعًا صغيرة من الأجسام المضادة، وهي بروتينات تساعد جهازنا المناعي على محاربة الأجسام الدخيلة، ويجري استخدامها بشكل متزايد بسبب صغر حجمها الذي يجعلها أكثر قوة ويسمح باختراقٍ أفضل في العينات، مما يؤدي إلى تحسين عملية الوصول للأهداف، فضلًا عن إمكانية زراعتها في الإبل، والتي تتواجد بوفرة في قطر.
واستكشف الباحثون عن كثب جسمًا نانويًا معينًا، يسمى (Nbα-syn01)، وتتبعوا كيفية التصاقه بالجزء الأهم من السينوكلين الذي يشارك في التكتّل، ووجدوا أن (Nbα-syn01) يلتصق بالسينوكلين من خلال تفاعلٍ ما يحدث في الغالب من خلال تطابق أجزاء معينة من هياكلهما، وبناءً على ذلك، قام الباحثون بهندسة هذا الجسم النانوي لتحسين قدرته على الالتصاق بالسينوكلين ومنعه من التكتّل، ونتج أنّ النسخة المصغّرة والمحسّنة تلتصق بشكل أفضلٍ بالسينوكلين وتُبدي فعالية أكبر في منع التكتّل.
ولا يعتبر هذا الاكتشاف مثيرًا للاهتمام من الناحية العلمية فحسب، بل يمكن أن يكون مفتاحًا لتغيير مسار تشخيص وعلاج الأمراض المتعلقة بتراكم السينوكلين، فباستخدام هذه الأجسام النانوية المعدلة، قد يتمكن الأطباء من اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة، بل وحتى منعها من التفاقم.
ويمثّل البحث الذي قاده الدكتور برسانا كولاتكار خطوةً إلى الأمام في مكافحة تراكم السينوكلين؛ فمن خلال اللجوء إلى بعض التقنيات البيوفيزيائية والتعديل على الأجسام النانوية، تجلّت إمكانياتٌ جديدة ومثيرة لعلاج أمراض الدماغ، ويمكن قراءة المزيد عن هذا البحث في مجلة (Protein Science).