كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة تنظم ورشة عمل

في إطار سعيها المستمر نحو تعزيز الريادة الفكرية والحوار والعمل المستنير عن الموضوعات ذات الأهمية الدينية والثقافية، قامت كلية الدراسات الإسلامية التابعة لجامعة حمد بن خليفة بدعوة الجمهور للمشاركة في حدثين تعليميين مميزين، أقيما هذا الأسبوع تحت رعاية الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وتناولا الدور الرئيس للعلوم في الإسلام. وكان الحدث الأول عبارةً عن ورشة عمل لمدة يومين بعنوان: "دراسة العلوم في العالم الإسلامي"، جرى تنظيمها قبل المحاضرة العامة بعنوان: "استعادة العصر الذهبي: هل يمكن للماضي أن يلهم الحاضر؟". وركّزت ورشة العمل على جودة تعليم العلوم في المدارس والمؤسسات الأكاديمية الأخرى في العالم الإسلامي.

كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة تنظم ورشة عمل ومحاضرة عامة عن العلوم والإسلام

وفي سياق حديثه عن أهداف ورشة العمل، أكّد الدكتور ألكسندر كايرو، الأستاذ المساعد للبحوث في كلية الدراسات الإسلامية، على المكانة الجوهرية التي يحظى بها التطور العلمي والحفاظ على الهوية الدينية في مشروع تحديث دولة قطر. وقال: "إن الجهود المتواصلة لدمج العلوم مع الدين، بما في ذلك مناهج تعليم العلوم، تمنحنا فهمًا أفضل لكيفية تأثير الدين وتأثره بالمجالات الاجتماعية الأخرى. ومهمة برنامج الحضارة والمجتمعات الإسلامية التابع لكلية الدراسات الإسلامية هي توفير فهم أدقّ لرؤى الدين ومفاهيم العلم التي تكمن وراء محاولة التكامل هذه. ومن خلال ذلك، سنكون قادرين أيضًا على النظر في الدروس التي يمكن استخلاصها من التجارب التاريخية، والأشكال التي يمكن تصوّرها اليوم لمستقبل العالم الإسلامي".

HBKU’s College of Islamic Studies Concludes Workshop and Public Lecture on Science and Islam

وتناولت جلسات النقاش الخمس في ورشة العمل مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك" "الإسلام والعلوم: وجهات نظر تاريخية"؛ و"وجهات النظر الدولية بشأن تعليم العلوم"؛ و"تعليم العلوم في العالم الإسلامي"؛ و"العلوم والتعليم العلمي في دول الخليج العربي"؛ و"تعليم العلوم في دولة قطر". وشارك في ورشة العمل باحثون من مختلف الجامعات في دولة قطر، بما في ذلك جامعة حمد بن خليفة، وجامعة جورجتاون في قطر، وجامعة فيرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، وكلية شمال الأطلنطي-قطر، وجامعة نورثويسترن في قطر. وشهدت جلسات النقاش أيضًا مشاركة دولية قوية من جامعة ماكجيل، وكلية هامبشاير، وجامعة ديلاوير، وجامعة إكستر، والجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة اسطنبول الحضارية، وكلية التعليم الأساسي.

وبالحديث عن دورهم في خلق ثقافة بحثية في دولة قطر، قدم مسؤولو الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي عرضًا للمشاركين خلال ورشة العمل، بهدف تعزيز الوعي بمهمة الصندوق ومساهماته في بناء مجتمع قائم على المعرفة بما يتوافق مع تطلعات الدولة.

وفي ختام ورشة العمل، أقيمت محاضرة بعنوان: "استعادة العصر الذهبي: هل يمكن للماضي أن يلهم الحاضر؟" قدّمها الدكتور جميل راجب، رئيس البحوث الكندية في تاريخ العلوم في المجتمعات الإسلامية في معهد الدراسات الإسلامية بجامعة ماكجيل. وبدأت المحاضرة بنقد للرأي السائد بأن العلم كان هامشيًا في المجتمعات الإسلامية ما قبل المعاصرة. وتأكيدًا على عدم وجود أي تعارض بين الإسلام والعلم، قدم الدكتور راجب أمثلة عن الإنجازات الإسلامية المهمة في مجالي العلوم والرياضيات، ووضّح كيف أصبح العلم جزءًا لا يتجزأ من المؤسسات الإسلامية، مثل المدرسة، ومن الأدب الديني مثل الكلام (اللاهوت)، وحتى تفسير القرآن الكريم.

وخلص الدكتور راجب إلى أن السجلات التاريخية تبيّن إمكانية ازدهار العلم كجزء أساسي من المجتمعات الإسلامية. وبالتالي، فإن معلمي العلوم وصناع السياسات المعاصرين في العالم الإسلامي ينصحون بالعمل مع مجتمعاتهم العلمية للمساعدة في مواصلة هذه المسيرة الرائعة، مع مراعاة تاريخهم وسياقاتهم الثقافية المختلفة. واختتمت المحاضرة بمناقشة تفاعلية مع الجمهور.

وتأتي ورشة العمل والمحاضرة العامة كأحدث فعاليتين ضمن سلسلة من الفعاليات التعليمية التي تنظمها كلية الدراسات الإسلامية. وتدعوا الكلية الجمهور للتسجيل لحضور محاضرتها المقبلة بعنوان: "الإسلام وريادة الأعمال: قصص الأنبياء"، المقرر أن تعقد في 31 ديسمبر 2017.