خلال رحلة تعليمية إنسانية، انطلق 16 طالب من طلاب الدراسات العليا بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في مهمة إنسانية إلى مدينة كوكس بازار ببنغلاديش وذلك لتوسيع مداركهم عن الأزمة المشتعلة في ميانمار ومحنة اللاجئين المسلمين من الروهينغا.
وقد تمت هذه الرحلة بالتعاون مع جمعية (قطر الخيرية)، ولقد سبقت الرحلة سلسلة من ورش العمل التعليمية عن إدارة الأزمات وكيفية أغاثة اللاجئين، بهدف تعزيز معارف الطلاب عن هذا الصراع الدولي المحتدم قبل الالتزام بالدعم المباشر للجهود الإنسانية على الأرض.
وتحت إشراف قسم شؤون الطلاب بجامعة حمد بن خليفة، بدأت الرحلة بإحاطة جماعية في العاصمة دكا، ليتوجه بعدها طلاب الدراسات العليا والموظفون المرافقون إلى محطة الإغاثة في كوكس بازار، المدينة البحرية التي تستضيف أعدادًا كبيرة من مخيمات اللاجئين الروهينغا. وفي خلال 3 ايام زار فيها الطلاب مخيم جمعية قطر الخيرية ومخيم الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين ومدرسة الدلال لليتيمات.
وقاد قام الطلاب بجهد كبير من خلال رسم الابتسامة على وجوه اللاجئين المسلمين من كبار وصغار، وقد تم تقديم التبرعات العينية لهم. واختتمت الجولة الإغاثية بحفل غداء أقيم في منزل سفير دولة قطر في بنغلاديش، حيث التقى أعضاء الفريق سعادة السفير أحمد بن محمد بن ناصر الدهيمي، وأبلغوه برسالتهم الإنسانية وجزيل شكرهم للسفارة القطرية على التسهيلات التي قدمتها السفارة خلال رحلتهم .
وبدوره، قال السيد علي عتيق العبد الله، المدير التنفيذي للإدارة التنفيذية للإعلام والاتصال بقطر الخيرية: "يطيب لقطر الخيرية أن تعرب عن سعادتها بتفعيل تعاونها المشترك ميدانيًا في مجال العمل الإنساني والإغاثي مع صرح علمي مقدر بحجم جامعة حمد بن خليفة التي تعد نموذجاً متميزا لنوعية التعليم والأبحاث وبدورها الرائد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتخريجها لأجيال قادرة على المساهمة بفعالية في صنع مستقبل وطنهم وأمتهم.
وأكد بأن المهمة الإنسانية التي قام بها طلاب جامعة حمد بن خليفة في بنغلاديش والوقوف ميدانيًا على أوضاع لاجئ الروهينغا في مخيمات كوكس بازار ستصب حتمًا في تعميق فهم وادارك الطلاب المشاركين في الرحلة بالظروف الواقعية التي يمر بها المتضررون في مناطق الازمات والصراعات، والاطلاع عن كثب على الاحتياجات الميدانية لهم ومن ثم تلبيتها بتقديم المساعدات الإغاثية لهم لتخفيف معاناتهم"، لافتًا بأن ذلك سينعكس إيجابًا على حياة الطلاب ويعزز من القيم الإنسانية لديهم، ويؤكد أهمية العمل التطوعي كمصدر من مصادر التعلم.
وكان الهدف من الزيارة هو تعريف وتثقيف طلاب جامعة حمد بن خليفة بالظروف التي تنجم عن الصراعات. وقال السيد فيصل بن أحمد المهندي، كبير مشرفين المشاركة الطلابية في جامعة حمد بن خليفة، والذي ترأس وفد الجامعة في الرحلة: "تعتبر هذه الرحلة التعليمية الانسانية هي فرصة مهمة لإطلاق قدرات الطلاب ووسيلة ادراك قوية لمساعدة طلاب الدراسات العليا في الجامعة على فهم التحديات العالمية المعقدة، سواء ذات الطبيعة الدينية، التنموية ،الاجتماعية، الاقتصادية أو الإنسانية. ولقد قدمنا هذه الفرصة لطلابنا لتعلم المزيد عن الأزمة الحالية التي يعاني منها اللاجئون المسلمون من الروهينغا. وقد نجحنا ولله الحمد، بمساعدة جمعية قطر الخيرية، في تقديم عدد من الخدمات لهذا المجتمع المسلم المنكوب".
وأضاف المهندي: "كما أتاح لنا الوقت الذي قضيناه في بنغلاديش الفرصة للتواصل مباشرة مع اللاجئين وسماع قصصهم، وهو ما سمح لنا بتكوين وجهة نظر فريدة ما كان لها أن تتحقق لولا التطوع خارج محيطنا".
وخلال وجوده في بنغلاديش، زار فريق جامعة حمد بن خليفة مخيمات الروهينغا وتبرعوا بالوجبات الجاهزة، والمنتجات الغذائية، والملابس، والخيم، ولوازم النظافة الشخصية.
وفي معرض تعليقه على تجربة زيارة مجتمع الروهينغا المقيم في مخيمات اللاجئين، قال راشد المري، أحد أفراد الحملة، وطالب برنامج (دكتور في القانون) من جامعة حمد بن خليفة: "إن لهذه الرحلة أهمية خاصة بالنسبة لي، فقد لاحظت شخصيًا مدى حاجة هؤلاء اللاجئين لأبسط متطلبات الحياة من الطعام والملابس والمأوى ومستلزمات النظافة والرعاية الطبية. والأهم من ذلك أنني أدركت ضرورة عدم ترك طالبي اللجوء هؤلاء يشعرون بأنهم وحيدون في ظل هذه الأزمة الوجودية. علينا أن نسعى جاهدين لإخبارهم بأننا إلى جانبهم وعلى استعداد للمساهمة في تحسين وضعهم – وإن كانت هذه الجهود لا تزال متواضعة بالمقارنة مع حجم الأزمة".
جدير بالذكر أن فريق المساعدات الإنسانية من جامعة حمد بن خليفة قد نظم سلسلة من الأنشطة الترفيهية الخاصة لأطفال الروهينغا المقيمين في مخيمات اللجوء وفي دور الأيتام في بنغلاديش. وتم تنظيم هذه المبادرة بهدف مساعدة الشباب على تنمية مهاراتهم في التواصل، والحفاظ على قدراتهم المعرفية والعاطفية والاجتماعية والجسدية.
وفي كل عام، يتطوع طلاب الدراسات العليا من جامعة حمد بن خليفة لمساعدة المجتمعات المحرومة حول العالم. ومن خلال المشاركة بشكل شخصي، يتعرف الطلاب المشاركون بشكل مباشر على التحديات المتعددة التي يعاني منها المهجّرون ممن هم بحاجة ماسة إلى المأوى والرعاية الصحية والتغذية ومستلزمات النظافة والتعليم والتنمية الاقتصادية.