سافر طلاب جامعة حمد بن خليفة في رحلة تعليمية خدمية في بداية هذا الشهر لإجراء البحوث واكتساب فهم أفضل للظروف التي يتحملها النازحين في ظل النزاع المستمر في بلدانهم. وشارك في الرحلة 18 من طلاب الماجستير والدكتوراه والطلاب الجامعيين برفقة ممثلي الجامعة. وعلى مدى ستة أيام، زار الوفد العديد من الأماكن وقابلوا النازحين واليتامى وقدموا مساعدات إنسانية للمحتاجين. وأقيمت الرحلة بالتعاون مع مؤسستي التعليم فوق الجميع وقطر الخيرية.
وإذ تعتبر المشاركة المباشرة جزءًا مهمًا من تجربتهم، زار الطلاب جمعية نداء الخير في العاصمة الأردنية عمان، واطلعوا على الصعوبات التي ترتبط بالفقر والتحديات التي يواجهها الأطفال الأقل حظًا. وقاموا بتقديم هدايا ومواد غذائية أساسية للأطفال وأسرهم.
ومن بين العديد من المواقع الأخرى، زار الطلاب الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حيث قاموا بدراسة وتحليل المشاريع التنموية المستمرة للهيئة، وشاركوا في أنشطة مع الأطفال وساهموا في إعادة تأهيل عشرات الأفراد المتضررين.
وقال فيصل أحمد المهندي، كبير مشرفي المشاركة الطلابية بجامعة حمد بن خليفة، والذي قاد بعثة الإغاثة: "كان الهدف الأساسي من هذه الرحلة هو تعريف طلابنا بتأثير النزاعات العالمية من زاوية إنسانية وشخصية. لا شك بأن طلابنا قد سمعوا عن هذه النزاعات، لقد قرأوا الأخبار وشاهدوا لقطات للأزمات الإنسانية الناتجة عنها، ولكننا نعتقد بأنه من الضروري بالنسبة لرحلتهم التعليمية أن يتعرفوا على هذه الحالات على أرض الواقع. وهناك الكثير لتعلمه من هذه العملية، وسوف يستفيد طلابنا هذه التجربة التعليمة في تحري وتحليل وتقديم توصيات من خلال أطروحاتهم ورسائلهم حول طرق تخفيف المعاناة".
وخلال الرحلة، تم تقديم أكثر من 1000 سلة غذائية للمحتاجين. وبالتعاون مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، ذراع النشر التابعة للجامعة، وزع الوفد كتبًا للأطفال بهدف تعزيز محو الأمية وحب المطالعة بين الأطفال.
كما شارك الطلاب والمشرفون في رحلة استكشافية للمواقع الأثرية في مدينتي جرش والبتراء. وقاموا بزيارة أماكن أخرى بينها مراكز لعلاج السرطان ومدرسة "إنساني" للإغاثة. وكانت بنوك الملابس والمشاريع التنموية المدرسية جزءًا أساسيًا من الرحلة.
وقال صالح الحر، طالب كلية العلوم والهندسة: "كان أجمل ما في هذه الرحلة إلى الأردن هو رؤية الابتسامات على وجوه الصغار. لقد رأينا بشكل مباشر مدى أهمية المساهمة في تمويل هذه البرامج التعليمية، التي تلبي احتياجات النازحين. وكانت زيارتنا إلى الأردن مليئة بذكريات لا تنسى وانطباعات سترافقنا طوال حياتنا، وسنظل نحملها باعتزاز في قلوبنا حتى بعد العودة إلى ديارنا".
وفي اليوم الأخير من الرحلة، استضافت السفارة القطرية في عمّان الوفد، حيث تحدثوا عن تجاربهم وتقدموا بالشكر للمهندس عبد العزيز بن محمد السادة، مستشار السفارة في الأردن.
وبدورها قالت دعاء محسن، طالبة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية: "انطلقنا في هذه الرحلة مدركين تمامًا بأنها لن تكون رحلة ترفيهية، فهي رحلة إنسانية في المقام الأول وكان توفير الإغاثة جانبًا أساسيًا في كل ما قمنا به خلالها. لقد تعلمنا الكثير عند زيارة مخيمات النزوح المحلية وفهم معاناة الأطفال الفلسطينيين، وزيارة مراكز تعليمية وثقافية تخدم النازحين السوريين".
وفي كل عام، يتطوع طلاب جامعة حمد بن خليفة لمساعدة المجتمعات المحرومة حول العالم. وفي شهر يناير، نظم قسم شؤون الطلاب بالجامعة ومؤسسة قطر الخيرية رحلة تطوعية إلى بنغلادش لزيارة مخيمات النازحين من الروهينغا في كوكس بازار، حيث اطلع 16 طالبًا على التداعيات التي سببها النزاع الدائر في بورما. ومن خلال المشاركة بشكل شخصي، يتعرف المتطوعون من جامعة حمد بن خليفة بشكل مباشر على التحديات المتعددة التي يعاني منها الناس الذين يكونون بحاجة ماسة إلى المأوى والرعاية الصحية والتغذية والصرف الصحي والتعليم والتنمية الاقتصادية.