قدم باحثون من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وكلية العلوم والهندسة ومعهد قطر لبحوث الحوسبة مساهمات بارزة ضمن النسخة الثانية من المؤتمر التعليمي للتكنولوجيا المساعدة لمنطقة الخليج 2018، والذي اختتمت فعالياته في وقت سابق من هذا الأسبوع.
هذا وأقيم المؤتمر تحت رعاية وزارة المواصلات والاتصالات، وتنظيم مركز مدى للتكنولوجيا المساعدة، وهو منظمة غير ربحية مقرها الدوحة مكرّسة لتوفير صلة وصل بين الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وعالم المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات.
واستقطب المؤتمر المئات من الخبراء المتخصصين في مجال التكنولوجيا المساعدة والمستخدمين النهائيين والمعلمين ورواد الأعمال، وقد تضمن الكثير من جلسات النقاش وورشات العمل التي سلطت الضوء على مجالات التركيز الأربع الرئيسية للمؤتمر وهي: التعليم، والعيش المستقل، والنفاذ الرقمي، والابتكار.
وانطلقت فعاليات اليوم الأول مع حلقة نقاش بعنوان (الابتكار في التكنولوجيا المساعدة: التحديات والفرص). وأدارت الحوار الدكتورة دينا آل ثاني، الأستاذ المساعد في تكنولوجيا الحاسوب والمعلومات في كلية العلوم والهندسة، وشارك فيها متحدثين من أبرز الخبراء في هذا المجال، وهم الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة؛ السيد محمد الجعفري، وهو مخترع؛ والدكتور توني ستوكمان، محاضر أول في جامعة كوين ماري بلندن؛ ومرسي سيراج، وهو طالب في أكاديمية قطر. ووضح الخبراء للجمهور المفاهيم الأساسية للابتكار في التكنولوجيا المساعدة في عالمنا اليوم.
وبدورها قالت الدكتورة دينا آل ثاني: "إن تقديم نموذجنا الأولي في مثل هذه المناسبة وبحضور جمهور متنوع من حول العالم هو شرف لنا، ودليل على قوة القدرات البحثية في كلية العلوم والهندسة. وسيبقى الابتكار والتميز حجر الزاوية في جهودنا اليومية، التي نفخر بأنها اليوم تحصد نتائج ملموسة ضمن المؤتمر التعليمي للتكنولوجيا المساعدة لمنطقة الخليج 2018".
وعقب انتهاء حلقة النقاش، أشار الدكتور المقرمد إلى الأسباب التي دفعت معهد قطر لبحوث الحوسبة للمشاركة في المؤتمر التعليمي للتكنولوجيا المساعدة لمنطقة الخليج، قائلًا: "نحن نعتبر تبادل المعرفة لما فيه مصلحة المجتمع من أهم مسؤولياتنا المؤسسية. وتأتي مشاركتنا اليوم بالتناغم مع قيمنا الرامية ليس فقط لإجراء البحوث وإنّما المشاركة النشطة في تبادل المعارف البّناءة مع زملاء باحثين من حول العالم. وتعد المنصات السنوية مثل هذا المؤتمر ضرورية لضمان استمرارية هذا التواصل".
وعرض جناح جامعة حمد بن خليفة للابتكار، الموجود ضمن منطقة الابتكار في المؤتمر، نموذجًا أوليًا للتكنولوجيا المساعدة جرى تطويره محليًا بعنوان (تفاعل ضعاف البصر مع نتائج محركات البحث)، الذي تم تطويره من قبل أبوبكر عقل، طالب برنامج الدكتوراه في جامعة حمد بن خليفة. وقد تم عرض هذا النموذج المميز أيضًا ضمن مسرح الابتكار – المنصة التي تركز على الحوار بين الخبراء المتخصصين في هذا الموضوع.
واستقطبت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر مشاركة واسعة من باحثين وتربويين من قطر ضمن سلسلة من ورشات العمل التي تركز على تحديد النتائج الملموسة في مجال التكنولوجيا المساعدة، وقدرات الوصول من خلال استراتيجيات التنفيذ والتحسين المستمر لمجالي التعليم والأبحاث.
وقامت الدكتورة جوزيليا نيفيس، الأستاذة المساعدة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بافتتاح المؤتمر من خلال كلمتها الرئيسية عن التعليم والإعاقة، كما ترأست ورشة عمل بعنوان: (مطار حمد الدولي للجميع: الدخول والعثور على الطريق للمسافرين من ضعاف البصر). وانضمت إليها مروى سري، إحدى طالبات الكلية، وسارة سعد خريجة الكلية. ويستكشف البحث الذي قمن به محاولات التوسع بتوفير معلومات السلامة خلال رحلات الخطوط القطرية للطيران، كما أنه يجسد الجهود الحثيثة التي يبذلها الباحثون في جامعة حمد بن خليفة للمساهمة البناءة في تعزيز مستوى المعيشة ضمن المجتمع القطري.
وفي إطار إلقاء الضوء على المزيد من الإسهامات على صعيد المنح الدراسية الوطنية في مجال التكنولوجيا المساعدة، أدارت الدكتورة نيفيس ورشة عمل أخرى بعنوان "دمج الأدلة الوصفية الغنية من متاحف قطر"، حيث قدمت مريم المسلماني وراجيا حسن، من برنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية والبصرية، دراسة عن استخدام الترجمة الإثرائية لمساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوبات في السمع.
وأرجعت الدكتورة نيفيس تطور البحث إلى التصميم الدقيق لبرنامج كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، إذ قالت: "نحن نتمتع بالحرية لاستكشاف وتوجيه أبحاثنا نحو أكثر احتياجات مجتمعنا إلحاحًا. ويشارك طلاب ماجستير الآداب في الترجمة السمعية والبصرية بشكل دوري في برامج تثقيفية مع المجتمع المحلي، ليتمكنوا من ترجمة أبحاثهم الأكاديمية إلى حلول واقعية".
من جانبه، سلط الدكتور كمران خواجا، الذي يجري حاليًا أبحاثه لمرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة حمد بن خليفة، الضوء على طبيعة الألعاب الجادة والتفاعل بين الإنسان والحاسوب، وترأس ورشة عمل بعنوان "أطر تصميم الألعاب الجادة لتعليم المفردات للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد".
هذا وشكل المؤتمر التعليمي للتكنولوجيا المساعدة لمنطقة الخليج 2018 منبرًا تفاعليًا حول المنح الدراسية الإقليمية والدولية في مجال التكنولوجيا المساعدة. وفي تعبير عن الابتكار المتأصل في المجالات الأربع التي يركز عليها المؤتمر، أظهرت مساهمات باحثي جامعة حمد بن خليفة دمجًا ناجحًا للابتكار مع حلول مختلفة من الحياة الواقعية، والتي تتناول احتياجات مجتمعية وتطوير تقنيات حديثة.
وتعد مشاركة جامعة حمد بن خليفة في المؤتمر التعليمي للتكنولوجيا المساعدة، النشاط الأحدث ضمن سلسلة من المؤتمرات التي شارك فيها باحثو الجامعة. وباعتباره من الركائز التأسيسية للجامعة، فإن الابتكار يحفز أعضاء هيئة التدريس والباحثين في الجامعة للمشاركة في مناقشة وتطوير حلول مبتكرة استجابة للتحديات الإقليمية والعالمية المختلفة. ويعد سعي جامعة حمد بن خليفة الدائم لإحداث تطورات بناءة واستكشافات رائدة حافزًا مهمًا لباحثيها لمواصلة السعي خلف فرص للمشاركة في تبادل الأفكار مع كبار الخبراء الإقليميين والدوليين.