مع اقتراب موسم الخريف، أصبحت جامعة حمد بن خليفة مستعدة لإعادة فتح أبوابها أمام طلاب الدراسات العليا هذا الأسبوع، ممن يعود كثيراً¬¬¬ منهم من تجارب أكاديمية أو فرصة تدريب مهني، أو تكليل مشاريع بحثية بالنجاح. وتعود مجموعة من الطلاب الطموحين إلى الجامعة بعد الاستكمال الناجح لبرامج الماجستير وإنهاء رحلتهم الأكاديمية بنيلهم درجة الدكتوراه.
وتقوم الجامعة بدور نشط في تعزيز تطور طلاب الدراسات العليا خلال الصيف، وتقدم لهم كل الدعم اللازم من خلال ربط الطلاب المهتمين بفرص محلية ودولية على شكل فرص تدريبية، ومؤتمرات أكاديمية، وآفاق تطوير مهني مختلفة.
وفي معرض حديثها حول مزايا البيئة الداعمة في الجامعة، قالت الأستاذة مريم حمد المناعي، نائب الرئيس لشؤون الطلاب في جامعة حمد بن خليفة: "في الوقت الذي تثبت فيه جامعة حمد بن خليفة بسرعة مكانتها كأسم متعارف عليه بين مؤسسات الدراسات العليا المشهود لها دوليًا، يتمتع طلابنا بمزايا كثيرة تشمل توفير أحدث المرافق وأكثرها تطورًا وهيئة تدريس طموحة ومتحفزة. هذه هي العوامل الأساسية التي تدعم تجربتنا التعليمية، التي تتسم ببنية تحتية أكاديمية مميزة وخيارات غنية من خارج المنهاج الدراسي، وكل ذلك ضمن مقرنا في المدينة التعليمية".
وحول تدريبها الصيفي الحيوي في اللجنة القطرية الرسمية المسؤولة عن تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، قالت الماس لوكاندوالا، طالبة دكتوراه في كلية القانون والسياسة العامة بجامعة حمد بن خليفة: "لقد أكملت فترة تدريبي في قسم الشؤون القانونية والامتثال لدى اللجنة العليا للمشاريع والإرث. وكان العمل في بيئة الشركات مختلفًا تمامًا عن البيئة الجامعية – حيث كانت الأفكار والمهارات الحقيقية التي تعلمتها خلال الفترة التي أمضيتها في اللجنة فريدة من نوعها، وهكذا، أستطيع القول بأنها عززت دراستي الأكاديمية والنظرية في الفصول الدراسية في كلية القانون والسياسة العامة".
ومع انطلاق بطولة كأس العالم 2018 في روسيا هذا الصيف، تزامن تدريب لوكاندوالا مع إنجازات بارزة شهدها مشروع قطر 2022، مما سمح لها باستكشاف مفاهيم معقدة في القانون التجاري وإدارة العقود بشكل عملي.
وأضافت لوكاندوالا: "لقد ساهم هذا التدريب في تعزيز فهمي للقانون، وسمح لي أيضًا بالاستعداد بشكل أفضل للعمل في مجال القانون في قطر. وأود أن أشكر أساتذتي في كلية القانون والسياسة العامة والمشرفين في اللجنة العليا للمشاريع والإرث على جهودهم ومساهمتهم في جعل هذا التدريب تجربة تعليمية رائعة بالنسبة لي".
وعززت دينا رمضان، طالبة ماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، خبراتها المهنية هذا الصيف. وقالت: "شكلت مشاركتي في فرصة تدريب استمرت ثلاثة أشهر في معهد دراسات الترجمة استثمارًا مفيدًا لتحقيق أهداف التطور المهني التي وضعتها لنفسي قبل الخوض في العام الأخير من دراستي العليا. وخلال التدريب، عملت مع أفراد يعانون من صعوبات في السمع وآخرين يعانون من ضعف البصر. وتطلبت كل واحدة من هاتين المجموعتين نوعًا مختلفًا من الدعم لمساعدتهم في تجربة الحياة بطرق يعتبرها الكثيرون منا من المسلّمات. لقد قمت بإعداد ترجمات للصم وضعاف السمع ليتمكنوا من مشاهدة أفلام وثائقية تثقيفية. وبالمثل، قمت بتأليف وتسجيل ملفات صوتية تصف التحف الفنية حول مقر مؤسسة قطر للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر".
وفي حين تحفل السوق المحلية بالمترجمين إلا أن قلة منهم فقط تخصصوا في مجال الترجمة السمعية البصرية للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. وكان التدريب الذي حصلت عليه رمضان فرصة لها لتعميق فهمها للخيارات المهنية التي ستتاح أمامها بعد التخرج.
وقالت: "أعود إلى عامي الأخير في جامعة حمد بن خليفة بمشاعر متناقضة، لأنني أدرك الوقت المحدود المتبقي أمامي للخوض في غمار تجربة الدراسات العليا المميزة هذه. وفي الوقت نفسه، أتمنى أن يكون هذا الإدراك أداة لصنع سنة أخيرة تحويلية فيما أستعد لاستكمال تجربتي التعليمية إلى جانب زملائي وأساتذتي المفضلين هذا العام".
وبالمثل، قررت منان مهزابين، خريجة برنامج ماجستير العلوم في البيئة المستدامة من كلية العلوم والهندسة، مواصلة مسيرتها في المجال الأكاديمي من خلال العودة لاستكمال برنامج الدكتوراه في البيئة المستدامة ضمن جامعة حمد بن خليفة مع نفس المجموعة البحثية "بيئة مستدامة".
وبالاعتماد على تجربتها كطالبة جديدة، تقول مهزابين: "تشجعت لبدء دراسة الدكتوراه في جامعة حمد بن خليفة انطلاقًا من تجربتي الإيجابية في الجامعة خلال السنوات القليلة الماضية، التي تميزت بمشروعات جماعية لا تنسى وفرص تعلم فريدة في الخارج، ساعدتني في أطروحة بحثي الأخير في نهاية المطاف. وبالمجمل، توفر جامعة حمد بن خليفة بيئة تعاونية تنطوي على تحديات وفرص فريدة للطلاب – والتي يجب الاستفادة منها ما أمكن".
ويشترك العديد من الطلاب العائدين لجامعة حمد بن خليفة في الطموحات مع رمضان ومهزابين، حيث أن رحلاتهم المادية والأكاديمية والمهنية خلال العام الدراسي الماضي والصيف الذي تلاه أثمرت عن مجموعة غنية من التجارب القيمة التي ستكمل نجاحاتهم في رحلتهم الأكاديمية في جامعة حمد بن خليفة.
وتساهم تجارب هؤلاء الطلاب في تعزيز دورهم في إطار العمل الجماعي لتحقيق أهداف الدولة، التي سينفذها جيل من قادة الفكر الشباب القادرين على التعامل مع تحديات القطاع في ظل الاقتصاد الوطني السريع النمو والتوسع.
وانطلاقًا من طموحات قطر لتوفير فرص تعليمية ذات مستوى عالمي تلبي احتياجات السوق الوطنية المتنامية، تواصل جامعة حمد بن خليفة في تقديم ميزة فريدة للطلاب من خلال مجموعة واسعة من العروض الأكاديمية التي تشمل البرامج المبتكرة، والموارد التنموية، والفرص المهنية لدعم الطلاب في رحلة تعلمهم.