وقَّعت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا، مذكرة تفاهم مع الجامعة الإسلامية كيرالا، وهي مؤسسة هندية شهيرة للتعليم العالي؛ بهدف تعزيز التعاون على مستوى الدراسات العليا، إلى جانب توفير منح دراسية مشتركة تعني بالإسهامات الإسلامية الفكرية والعلمية والبحثية والاجتماعية والثقافية للتراث العالمي.
وخلال حفل رسمي حضره أفراد من موظفي وأعضاء هيئة التدريس في كلتا المؤسستين، وقَّع الدكتور عماد الدين شاهين، عميد كلية الدراسات الإسلامية، والدكتور عبدالسلام أحمد، رئيس الجامعة الإسلامية كيرالا، على الاتفاقية، في حضور لفيف من الضيوف المتميزين.
وتسمح مذكرة التفاهم بالتبادل الأكاديمي والطلابي، والتعاون في مجال الدراسات العليا وإجراء البحوث، وتقديم دورات أكاديمية وتنفيذية مشتركة بين الطرفين لمدة ثلاث سنوات. وتنص الاتفاقية كذلك على إنشاء لجنة إدارية لتحديد مجالات التعاون الممكنة وتسهيل التبادل بين المؤسستين.
وبهذه المناسبة، صرّح الدكتور عماد الدين شاهين، قائلًا: "من المفيد جدًا إبرام اتفاقية التعاون المشترك اليوم مع زملائنا في نطاق المجتمع الأكاديمي في الهند. وتسمح الأسس والاهتمامات المشتركة لكلية الدراسات الإسلامية والجامعة الإسلامية كيرالا بوصفهما مؤسستين للتعليم العالمي متخصصتين في الدراسات الإسلامية بتطوير علاقة شراكة تقدمية تُمَكِن طلابنا وأعضاء هيئة التدريس في جامعتنا من اغتنام فرص التبادل الثقافي بين الجامعتين بهدف تعزيز الابتكار والتعاون في مجال التعليم العالي وإجراء البحوث."
وأضاف: "عبر الاستفادة من نقاط القوة لكلتا المؤسستين، سوف نعمل معًا على دفع مسيرة تقدم البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية المقارنة بالمنطقة، والمساهمة في تعزيز عملية تبادل المعرفة وقيادة الفكر في هذا المجال."
وتطرح الجامعة الإسلامية كيرالا، التي تأسست وفقًا لرؤية تقدمية تستشرف آفاق المستقبل، نموذجًا تعليميًا إسلاميًا شاملًا يمزج ما بين المبادئ الإسلامية الأصيلة والاجتهادات الفكرية الحديثة. وتُمَكِن الجامعة، اليوم، قادة الفكر والدعاة والواعظين والنشطاء ورجال الإعلام والكتاب والعلماء والمفكرين من خلال مساهماتها بعيدة المدى التي تقدم فوائد عظيمة يتجاوز نطاق نفعها مجتمع ولاية كيرالا.
ومن جانبه، تحدث الدكتور عبد السلام أحمد عن العوامل المحفزة التي شجعت الجامعة الإسلامية كيرالا على إقامة علاقات تعاون مع كلية الدراسات الإسلامية قائلًا: "يسعدنا أن نمضي قُدمًا في هذا الاتفاق التاريخي الذي سيقطع شوطًا طويلًا في شراكتنا استراتيجية وتعزيز التميز المؤسسي من خلال التدريس والبحث ، والتبادل المشترك لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، والأنشطة البحثية التعاونية، إضافة إلى مختلف المبادرات الأكاديمية متعددة التخصصات".
وأضاف: "وتحدد مذكرة التفاهم نوايا الأطراف المعنية بزيادة التعاون، والتفاهم المتبادل في استكشاف جميع السبل الممكنة لتعزيز روابطنا، فيما تتطلع الجامعة إلى تعميق التعاون من خلال المساعي المتبادلة في المستقبل".
"ونود أيضُا أن نعرب عن امتناننا الشديد للدكتور عماد الدين شاهين، عميد كلية الدراسات الإسلامية، لصياغته هذه الاتفاقية التاريخية التي تعد ببدء رحلة جديدة نحو المزيد من الآفاق والتفوق".
وقد أقامت جامعة حمد بن خليفة شبكة واسعة من علاقات الشراكة في قطاع التعليم العالمي، مسترشدة في ذلك بالركائز المؤسسية الأربع للجامعة، وهي: التميز، والإنسان، والابتكار، والشراكة، وهو ما يسمح بتبادل المعرفة، وتوفير فرص التعلم للطلاب، والتوسع في برامج البحوث والتطوير المشتركة. وتأتي مذكرة التفاهم التي وقعتها جامعة حمد بن خليفة مع الجامعة الإسلامية كيرالا كأحدث حلقة في سلسلة اتفاقيات التعاون الدولية، التي تشتمل على توقيع مذكرات تفاهم مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، ومعهد باستور في فرنسا، بالإضافة إلى جامعة صباح الدين زعيم في إسطنبول، وجامعة ابن خلدون في تركيا.