عقد عدد من الخبراء من الدولة والعالم اجتماعات لمناقشة الأبحاث المرتبطة بمنظومة تطوير التكنولوجيا في قطر خلال ورشة عمل التكنولوجيا والابتكار الثانية، التي استضافها معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة. وسلطت الفعالية، التي استمرت لمدة أربعة أيام بمشاركة باحثين، وأطراف معنيين، ومسؤولين مهنيين، الضوء على مواضيع مهمة من بينها البحوث والتطوير بصفتها محركًا للنمو، والبحوث والتطوير، وتطور السوق. كما ناقشت التحديات التي تواجه قطاع البحوث والتطوير والفرص المتاحة له في دولة قطر والمنطقة.
وأكدت ورشة العمل، التي عُقدت في المبنى البحثي (المعروف بمجمع بحوث جامعة حمد بن خليفة سابقًا)، على حاجة العلوم إلى تجاوز نطاق الأبحاث الرئيسية والأساسية والتركيز على أبحاث السوق، والأبحاث القائمة على التكنولوجيا، والتطوير، والابتكار. وتضمنت الفعالية محادثات، وحلقات نقاش، ودراسات حالة، وأنشطة جماعية، بمشاركة شخصيات مرموقة وضيوف بارزين من بينهم الدكتور محمد بن سيف الكواري، وكيل الوزارة المساعد لشؤون المختبرات والتقييس ومدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة. وشارك في الفعالية أيضًا السيد يوسف عبد الله ربيع، مدير العمليات بشركة قطر للبتروكيماويات، والمهندس صالح المري، رئيس تكنولوجيا الطاقة المتجددة بالمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، والدكتور سالفينو سالفاجيو، مدير أول التنفيذ في قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، بالإضافة إلى الدكتور مارك فيرمييرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. وشهدت الورشة كذلك مشاركة أفراد الطاقم الإداري للمعاهد البحثية وبعض موظفيها، لاكتساب المزيد من الخبرات والرؤى من المناقشات والمواضيع المطروحة للنقاش.
وترأس ورشة العمل خبراء دوليون من بينهم الدكتور رون باسو، مدير شركة (آر بي) للاستشارات والزميل الزائر بكلية هينلي لإدارة الأعمال في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى البروفيسور كاتي بي أخيليش، رئيس معهد راجيف غاندي لتكنولوجيا النفط في الهند. كما شارك في الورشة البروفيسور جيمس فنتون، مدير مركز فلوريدا للطاقة الشمسية في جامعة سنترال فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور جوزيف والترز، مدير البرامج بمركز فلوريدا للطاقة الشمسية في جامعة سنترال كاليفورنيا.
وعلَّق الدكتور الكواري عن ورشة العمل فقال: "توفر هذه الفعالية منصة فريدة، حيث تجمع ما بين العديد من الأطراف الفاعلة الرئيسية مثل الباحثين، والممثلين الحكوميين والمهنيين، والخبراء في المجالات ذات الصلة؛ لمناقشة مرحلة التحول غير المسبوقة في تاريخ دولة قطر. وما يدفعنا للعمل باستمرار هي الحاجة لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، بالتوازي مع تطلعاتنا المشتركة، وهو ما يحتم التوصل إلى نتائج ملموسة وحلول واقعية للتحديات التي نواجهها في دولة قطر والمتعلقة بالتطور التكنولوجي."
وتحدث المهندس صالح المري، الذي قدّم عرضًا تعريفيًا عن منظور البحوث والتطوير والصناعة في قطر، عن المواضيع متعددة الأوجه التي طُرِحت خلال ورشة العمل فقال: "لقد كان من المهم أن نستمع إلى وجهات النظر والتجارب المختلفة من المشاركين. وسوف يُساهم عقد فعاليات على غرار ورشة عمل التكنولوجيا والابتكار التي استضافها معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في الدراسة المستنيرة والمتأنية لبعض التحديات الماثلة أمامنا وطرق التعامل معها، وهو ما سيمكننا من إعادة توجيه الأبحاث إلى الاحتياجات المهنية، وتحقيق تأثير وطني مباشر."
وأوضح البروفيسور أخيليش أهدافه من المشاركة في الورشة فقال: "يُساعد إزالة الغموض عن مجالات البحوث والتطوير والهندسة والتكنولوجيا في التخطيط لعقد أنشطة متنوعة تتعلق بوظائف البحوث والتطوير وتنسيقها. ويساهم فهم الأدوار والمسؤوليات، والهيكلة والتوظيف في تحديد نطاق الأنشطة وربطها بالأدوار الإدارية الأخرى داخل المؤسسة. وهذا هو هدفي الشامل والمستهدف من المشاركة في هذه الورشة، حيث أسعى إلى تمكين المشاركين من فهم العناصر المختلفة التي تحوّل البحوث المبدئية إلى أبحاث تكنولوجية قابلة للتسويق."
وفي ملاحظاته الختامية، توجَّه الدكتور رشيد زافو، رئيس لجنة التكنولوجيا بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، بالشكر إلى المشاركين في ورشة العمل والضيوف، وأكد على أهمية الالتزام بتقديم حلول تكنولوجية مبتكرة فقال: "تبرز أهمية العلوم في شكل المعارف المتراكمة، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو توجيه الأبحاث العلمية نحو تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة. ويعني هذا، في حالتنا، الحاجة إلى تطوير تكنولوجيا يمكنها تحقيق الفائدة لدولة قطر في تصديها للتحديات التي تواجهها والمتعلقة بالطاقة والمياه والبيئة. ولكن ترجمة الأبحاث إلى قيمة مضافة يمكن أن يحدث فقط إذا حافظنا على التزامنا وحماسنا وانضباطنا في اتباع وتنفيذ استراتيجيات البحوث والتطوير وأدواتها وعملياتها."
وكانت النسخة الأولى من ورشة عمل التكنولوجيا والابتكار قد عُقدت خلال شهر مايو الماضي، وركزت على التأكد من امتلاك العلماء للمعرفة والعقلية اللازمة للابتكار والتعامل مع العلوم ذاتها بعقلية ريادية، وهو أمر أساسي في دفع الأفكار تجاه تحقيق ثمارها المرجوة عبر تحقيق القيمة المضافة. ومن المقرر عقد ورشة العمل المقبلة خلال شهر مارس 2019.