تعقد المحاضرة باللغة الإنجليزية، مع توافر خدمة الترجمة الفورية إلى اللغة العربية.
في العمارة الإسلامية، يظل "المسجد" بناءً فريدًا من نوعه في تصنيفه المعماري، وفي تعبيره المادي عن الروحانيات المقدسة. وتكتسي قضية بناء المساجد أهميةً شديدةً نظرًا لأن المساجد لا تُعد مبانٍ إسلامية الطراز فحسب، ولكنها تُمثل تعبيرًا ماديًا يرمز لأيديولوجية حاكمة؛ فهي الأماكن التي تؤدى فيها الصلاة، الركن الأساسي من أركان الإسلام، خمس مرات كل يوم. ومن ثم، فإن عمارة المساجد وارتباطها بالمناطق الحضرية تمثل عنصرًا مهمًا ينبغي النظر إليه بعين الاعتبار عند تطوير أي مدينة.
سوف تستخدم هذه المحاضرة المساجد بوصفها منابر للتحقيق في التفاعل بين المبنى والسياقات الثقافية، والاجتماعية، والحضرية، والمعمارية في الثقافات الغربية والشرقية على حد سواء. وقد تجاوزت الحقبة الجديدة التي انتقل إليها العالم حاليًا مرحلة الخوف من الإسلام كأيديولوجية إلى الخوف من كل ما يرمز للإسلام أو يعبر عنه. ففي الآونة الأخيرة، ظهرت حملات منظمة ومظاهرات حاشدة في مدن أمريكية وأوروبية ترفض كل ما يرمز للإسلام مثل اللحية والحجاب، ومن ثم المساجد، وهو تطور أكثر خطورة. وظهرت شعارات من قبيل "لا نريد مزيدًا من المساجد" أو "قولوا لا للمساجد"، كُتبت على لافتات يحملها آلاف المتظاهرين في العديد من المدن حول العالم.
وستطرح هذه المحاضرة مفهوم "رهاب المساجد" أو "الخوف من المساجد" الذي استُحدث لوصف ردة فعل الجماعات التي تعترض على تصميم المساجد المعاصرة وبنائها، وخصوصًا في السياق الغربي.
وفي مواجهة التحديات المتنامية والصورة المبعثرة عن الإسلام إقليميًا وعالميًا، تقع على عاتقنا مسؤولياتٌ جسامٌ تتمثل في ضرورة طرح اقتراح مغاير لفهم قيمة عمارة المساجد وتصميمها وعمرانها، وهو اقتراح مرتبط بقيم العصر الحالي وتحدياته، في السياقين الغربي والشرقي.
المتحدث:
الدكتور علي عبد الرؤوف،
أستاذ العمارة والعمران، ورئيس دائرة بناء القدرات والتدريب والتطوير
والتخطيط العمراني بوزارة البلدية والبيئة.