وضع قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية نطاقًا فكريًا له يتمثل في تجاوز المفهوم الإقليمي الضيق للدراسات الجامعية بما يراعي انصهار الهويات والثقافات وإنتاج المعرفة في بوتقة أكبر ضمن حدود المنطقة وخارجها.وسيتخطى القسم الحدودَ الجغرافية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإيران وتركيا، بحيث يغطي في دراساته وأبحاثه شعوبَ هذه المناطق بصرف النظر عن مكان إقامتهم، وبالتالي يركز على أشكال تواصلهم وارتباطهم بالعالم أجمع. ومن هنا، ستتضمن اهتماماتُ القسم دراسةَ الثقافات والأديان والجغرافيا السياسية والبيئات المعمورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعناصر المؤثرة فيها من حولها، والقوى الفاعلة داخلها وخارجها، فضلاً عن دراسة السكان الأصليين والعابرين في السياقين التاريخي والمعاصر.
وفي مسعاه هذا يعتزم القسمُ الاستفادة من خيرة المعارف والعلوم الدولية، بل ورفدِها بمعارف وبحوث أصيلة إلى جانب بناء قدرات التربويين والباحثين، كلٌّ ضمن اختصاصه. ولتحقيق هذا، سيطبق القسم أفضل الممارسات المعتمدة في البحوث والدراسات العليا، وبالتالي بناء سمعةٍ متميزة يعززُها موقعه الجغرافي السياسي في الشرق الأوسط عمومًا وفي منطقة الخليج ودولة قطر خصوصًا. وهنا، سينصبّ التركيز على النظر في أوجه التشابه بين المحلي والعربي بشكل متوازنٍ يراعي فهم وجهات النظر الخليجية-القطرية ومسيرة تطورها، وملاحظة الفوارق الاجتماعية والسياسية والسكانية التي تميّزها. كما يعتزم القسم، عبر برامج الماجستير التي يقدمها، تشجيع دراسة أشكال الإنتاج المعرفي الأصيل في دول العالم والطرائق التي تعزز بها فهمَ سياق ومسيرة التنمية والتطور في قطر والعالم العربي، كلُّ ذلك بهدف دراسة دور المرأة في المجتمع، وتأثير مختلف التكنولوجيات الرقمية على الاتصال والإعلام والثقافة واحتياجات التنمية البشرية في المنطقة.
يقدم قسم دراسات الشرق الأوسط حاليًا برنامجَي ماجستير، ويعتزم إطلاق برامج أخرى في غضون السنوات الثلاث المقبلة. والبرنامجان هما:
كما يعتزم القسم توطيد التعاون مع المؤسسات التعليمية في دولة قطر في سبيل تعزيز المعارف والخبرات القائمة. وسيتراوح التعاون بين الأنشطة الأكاديمية والبحثية وتدعيم التعلّم لدى الطلاب والأساتذة، وتشجيع تبادل الخبرات بين مختلف الجهات المعنية.
ينتهج هذا المقرر نهجًا ثقافيًا وتاريخيًا في دراسة الديناميات السياسية في الشرق الأوسط، ويستقصي طبيعة السلطة السياسية والعلاقات المعقدة بين الدين، والتقاليد، والحركات الاجتماعية، والبنية الطبقية، والتحديات التي تنطوي عليها العولمة والاستعمار بالنسبة للمجتمعات في منطقة الشرق الأوسط.
يبدأ المقرر بتقديم تقييمٍ ناقد للنماذج والأساليب المعيارية التي ركن إليها الباحثون في دراسة الشرق الأوسط، ومدى أهميتها لسردياته التاريخية وللبناء الهيكلي للمعارف، والتبعات التي خلّفها انتهاجُ مقارباتٍ ونظرياتٍ بعينها، كالاستشراق، أو تبنّي النماذج الغربية على طرق البحث والاستقصاء والإنتاج الثقافي الذي يدور حول شؤون المنطقة وأحوال ساكنيها.
يُعنى هذا المقرر بدراسة النماذج الرئيسية التي استندت إليها النظرية الاجتماعية النقدية وحركة التنمية الاقتصادية، فيسلّط الضوء على الافتراضات الرئيسية التي شكّلت كبرى النظريات التنموية الاجتماعية والاقتصادية، ويستعرض التطور الذي شهدته شتى مدارس الفكر والمفاهيم النظرية. أما الغاية من وراء هذا فتتمثل في تقديم فهمٍ ناقد للمجتمع والاقتصاد من خلال نهجٍ متعدد التخصصات يجمع بين عدة تصوراتٍ وأفكار مستلهمةٍ من علم الاجتماع والاقتصاديات والاقتصاد السياسي والتاريخ. ولتحقيق هذه الغاية، يطبق المقرر طرائقَ ومنهجياتٍ لبلورة المفاهيم المتصلة بالأطر والممارسات الأيديولوجية التي تسترشد بها القوةُ الاجتماعية والسياساتُ التنموية.
يُعنى هذا المقرر بإعداد الطلاب، ورفدهم بالمنهجيات والتقنيات البحثية الضرورية، للشروع في إجراء البحوث في العلوم الاجتماعية، وتقييم البحوث النوعية والكميّة ونشرها. وفي سبيل ذلك، يتناول المقرر الأسس المعرفية للبحوث النوعية والكميّة، ويناقش بعض القضايا الجوهرية ذات الأبعاد الأخلاقية والسياسية في مجال البحوث. وانطلاقًا من نهج مقارن، يتعرّف الطلاب في هذا المقرر على مختلف المنهجيات البحثية، بما فيها البحوث الاستقصائية، وتقنيات إجراء المقابلات، وتحليل التوجهات الانتخابية، واستخدام دراسات الحالة، وكيفية تحديد المصادر الأساسية وسبل استعمالها.
وسيتم تعريف الطلاب بالعلاقات المتنوعة بين القضايا النظريةومفاهيمها/ والفرضيات البديلة الكفيلة بتنظيم المعرفة واستنباط الأفكار وتقديم الحجج والبراهين، فضلاً عن اكتساب الخبرة العملية في تصميم البحوث وجمع البيانات وتحليلها وتدوين نتائج البحوث.