تعاني العديد من دول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، من صراعات عنيفة اليوم. ولهذه الصراعات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة، وغالبًا ما تفترض جهات مختلفة، سياسية أو إعلامية أو عامة، بأن الدين عاملٌ خفيّ مؤثر في هذه الصراعات. وعادةً ما يُشار هنا لمصطلح "الجهاد" الإسلامي، على الرغم من أنه نادرًا ما يتم تفسيره بشكل صحيح، تمامًا كما ثبت وجود لغطٍ في استخدام مصطلحات مثل "الحرب العادلة"، و"الإرهاب"، و"العنف"، و"السلام"، و"الأخلاقيات".
وقد طرحت كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة هذا الموضوع ضمن فعاليات مؤتمرها السنوي الدولي الخامس، الذي ينظمه مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق التابع لها، تحت عنوان "أخلاق الصراع والمقاومة: نحو فهم نقدي لمفهوم الجهاد والحرب العادلة". وقدم المؤتمر للحضور فرصة مناقشة الجوانب المختلفة للصراعات المرتبطة بمفهوم الجهاد.
وشملت قائمة المتحدثين المشاركين كلاً من الدكتور طارق رمضان، مدير مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق؛ والسيد شوقي الأزهر، نائب مدير المركز؛ والدكتور محمد المختار الشنقيطي، أستاذ مشارك في وحدة الأخلاق السياسية في المركز؛ والدكتور فتحي أحمد، منسق البحوث في المركز. وشملت قائمة الضيوف المتحدثين كلًا من المطران ميغيل أنجيل أيوسو جيكسوت، أمين المجلس البابوي للحوار بين الأديان؛ والدكتور كولم ماكيوغ، محاضر في العلوم السياسية بجامعة وايكاتو في نيوزيلندا؛ والدكتور جيروم دريفون، زميل باحث في مؤسسة العلوم الوطنية السويسرية (SNSF) بكلية بلافاتنيك للإدارة الحكومية.
وناقشت الجلسات الموضوع من ثلاثة جوانب فرعية مختلفة، وهي: "إعادة النظر في مفهوم الجهاد والحرب العادلة" ؛ و"الوسائل السلمية والعنيفة – نحو سلام عادل"؛ و"آثار العنف والسلام غير العادل".
وفي حديثه عن أهداف المؤتمر، قال الدكتور محمد المختار الشنقيطي: "تمثّل الهدف الرئيس للمؤتمر في مناقشة المشكلات الحالية التي تحيط بالعالم الإسلامي، وكيف يمكننا معالجة هذه المشكلات من منظور إسلامي وإنساني".
وتابع الدكتور الشنقيطي بالقول: "من الضروري وجود حوار دوليٍّ واضح؛ لتحديد معاني واضحة للمصطلحات الأخلاقية المرتبطة بالعنف والاستجابة المناسبة لمكافحته. ويجب علينا جميعًا، بما في ذلك الدول الكبرى، الالتزام بها، إذ لا يمكننا أن نسمح لدولة ما باتباع دليل أخلاقي مختلف عما وضعناه للأفراد".
هذا ويطمح مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق إلى الريادة في إصلاح وتجديد الفكر التشريعي والأخلاقي الإسلامي، من خلال الإسهام في صياغة منهجية أخلاقية راسخة، وقادرة على مواجهة التحديات العالمية المعاصرة.