أعلنت جامعة حمد بن خليفة اليوم عن إطلاق ست درجات أكاديمية جديدة، تشمل برامج الماجستير والدكتوراه في إطار خطط التوسع التي تعكس نمو الجامعة كمؤسسة رفيعة المستوى للتعليم العالي، وتعزز مكانتها كوجهة رائدة للدراسات العليا في دولة قطر والمنطقة. وجاء الإعلان الرسمي من قبل الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة؛ والدكتور عماد الدين شاهين، عميد كلية الدراسات الإسلامية؛ والدكتور منير حمدي، عميد كلية العلوم والهندسة في المدينة التعليمية. هذا وأصبح باب القبول في جميع البرامج الجديدة مفتوحًا الآن.
وتحظى برامج كلية الدراسات الإسلامية الثلاثة الجديدة بأهمية كبيرة فيما يتعلق بالنهوض بالدراسات الإسلامية في المجالات المتعلقة بالعلوم الإنسانية والشؤون العالمية والتمويل والتصميم. وتشمل الشهادات الجديدة التي سيتم تقديمها اعتبارًا من شهر سبتمبر 2018 كلًا من ماجستير العلوم في الفن والعمارة الإسلامية والعمران، وماجستير الآداب في الإسلام والشؤون الدولية، وبرنامج الدكتوراه في التمويل الإسلامي والاقتصاد. وبالمثل، تعتبر برامج كلية العلوم والهندسة الأكاديمية عروضًا فريدة تهدف إلى تشجيع تبادل المعارف في مجالات تنطوي على جوانب تحويلية تعزز القدرات الإدارية للمحللين والمتخصصين العاملين في قطاعات الرعاية الصحية وشبكات التوريد. وتشمل هذه البرامج ماجستير تحليل البيانات في الإدارة الصحية، وماجستير إدارة اللوجستيات والتوريد، وبرنامج الدكتوراه في إدارة اللوجستيات والتوريد.
وتعمل كليات جامعة حمد بن خليفة على تطوير المناهج الدراسية الخاصة ببرامجها الجديدة من خلال نهج فريد يعزز من مهارات الطلاب في مجالاتهم المتعددة. وصرح الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة أن "برامج كلية العلوم والهندسة وكلية الدراسات الإسلامية تجسد الركائز الأساسية للجامعة، وتحث على الابتكار والتميز. وقد صممت جميع البرامج التابعة للجامعة لتتوافق مع الاحتياجات الاستراتيجية والتنموية لدولة قطر والمنطقة والعالم. وتعتمد هذه البرامج على المناهج غير المسبوقة والخبرات الجماعية لأعضاء هيئة تدريس على أعلى مستوى، ويمكن تصنيف هذه البرامج في كثير من الأحيان على أنها الأولى من نوعها في المنطقة والعالم.
وعبر اعتماد نهج متعدد التخصصات، فإن البرامج الجديدة هي وسيلة لدعم الصناعات الرئيسية في دولة قطر. كما أنها تسعى إلى مواجهة تحديات السوق الحرجة وتصور توجهات السوق الحالية والمستقبلية بهدف دفع الاقتصاد وإعداد خريجين يتمتعون بمستقبل واعد".
وتسمح البرامج الثلاثة الجديدة التي تقدمها كلية الدراسات الإسلامية، والتي تتعمق في الشؤون الدولية والتمويل والتصميم من منظور إسلامي، للطلاب بمواصلة دراساتهم العليا ضمن مجموعة واسعة من الموضوعات التي ترتبط بالمجتمعات المُسلمة في جميع أنحاء العالم.
ووصف الدكتور شاهين البرامج الجديدة بأنها جزء من رسالة الكلية الهادفة إلى تحقيق نهضة في التعلم الإسلامي. وقال: "يشهد التاريخ بأن العلماء والتربويين المسلمين كانوا في صدارة الاكتشافات الجديدة في مجالات الفنون والعمارة والطب والعلوم والفلسفة والأدب. ونحن في كلية الدراسات الإسلامية ملتزمون بتحديث التعليم العالي الإسلامي لترسيخ مكانته في مجالات ذات صلة محلية وإقليمية وعالمية من جديد. ونأمل بأن تسهم درجاتنا الثلاث الجديدة في إعادة إحياء ثقافة الابتكار في العالم الإسلامي، والتي سيكون مركزها دولة قطر".
ويوفر ماجستير الآداب في الإسلام والشؤون الدولية الفريد من نوعه للطلاب فرصة لتحليل مكانة الإسلام في سياق الشؤون الدولية، كما تتاح للطلاب فرصة تحليل مدى حرص الإسلام على خير ورفاة البشرية، والحفاظ على كرامة الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها. ويسهم البرنامج في تعزيز فهم الطلاب لدور الإسلام في مجالات الشؤون الدولية المختلفة بما يشمل تحقيق السلام والتنمية والأمن الإنساني والمؤسسات الدولية والشؤون الدبلوماسية والنزاعات والحوكمة والإصلاحات المؤسسية والاستدامة والصحة العالمية والمجالات الأخرى ذات الصلة. ونظرًا لقدرتهم على فهم وتحليل التغييرات الجذرية المستمرة التي تؤثر على المجتمعات الإسلامية، سيتمكن خريجو البرنامج من تقديم حلول عملية للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات الخاصة المحلية والدولية حول كيفية التعامل مع التحديات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المعقدة والمتنامية.
وبدوره يتفرد برنامج ماجستير العلوم في الفن والعمارة الإسلامية والعمران بتخصصه وتركيبته ومحتواه، ولا يوجد برنامج آخر يشبهه في دولة قطر أو المنطقة أو العالم الإسلامي. ويركز البرنامج على مفاهيم تتعلق بتاريخ الفن والعمارة والعمران في العالم الإسلامي. إنه برنامج شامل بطبيعته، يدمج منهجية شاملة في فهم البيئة العمرانية وثقافة المجتمعات الإسلامية. ويشجع على الأبحاث الرامية لحماية التراث الثقافي الإسلامي من خلال دراسة المحتوى التاريخي للفن والهندسة المعمارية والحضرية للعالم الإسلامي. وسيكون خريجو هذا البرنامج قادرين على العمل ضمن مجالات تتعلق بتاريخ الفنون الإسلامية وعمارة المساجد المعاصرة والمدن المستدامة في المجتمعات الإسلامية.
وأخيرًا، يعد برنامج الدكتوراه في التمويل الإسلامي والاقتصاد أحد البرامج المبتكرة ومتعددة التخصصات التي تزود الطلاب بالمهارات التحليلية والبحثية اللازمة لفهم وتحليل وتفسير حلول الخدمات والتعاملات المالية الإسلامية التي تنمو بوتيرة سريعة، ولمواجهة التحديات الناشئة والاستفادة من الفرص المتاحة. ويركز البرنامج على الأولويات الوطنية التي تشتمل عليها رؤية قطر الوطنية 2030، وكذلك تحقيق الطموحات الوطنية التي تزخر بها غايات الشريعة والأهداف العالمية مثل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وتكمن الأهمية الأكاديمية لبرنامج الدكتوراه في التمويل الإسلامي والاقتصاد من خلال واقع المؤسسات الدولية التي باتت تعترف بشكل متزايد بالسياسات ذات العلاقة بالتمويل الإسلامي. يستطيع خريجو هذا البرنامج العمل في المجال الأكاديمي، وفي إدارة الثروات والخدمات الاستشارية بالمؤسسات الوطنية والإقليمية والعالمية.
وستعقد كلية الدراسات الإسلامية جلسة تعريفية بالبرامج الجديدة للطلاب المقبلين يوم الثلاثاء الموافق 8 مايو في قاعة المحاضرات بمبنى كلية الدراسات الإسلامية.
ومن جانبه، وصف الدكتور منير حمدي برامج كليّته الجديدة بأنها حجر الزاوية لتطوير المهارات اللازمة ضمن مجموعة المواهب المحلية المتوفرة في قطر، وقال:"مع مواصلة دولة قطر تطوير مرافقها الطبية من خلال أحد أكبر مشاريع التوسعة في قطاع الرعاية الصحية في المنطقة اليوم، فإن هناك حاجة متزايدة لوجود أخصائيي تحليل بيانات حاصلين على تدريب رفيع المستوى. وإن ماجستير تحليل البيانات في الإدارة الصحية الذي نقدمه هو مكمل مباشر لاحتياجات قطر المتوقعة من الموارد البشرية المؤهلة".
وأضاف الدكتور حمدي: "وبالمثل، تشكل إدارة اللوجسيتات والتوريد جوهر الصناعات التجارية في أيّ دولة، سواء منها تلك التي تعمل داخل حدودها أو خارجها. وفي الوقت الذي تستثمر فيه دولة قطر في تعزيز بنيتها التحتية عالمية المستوى في البر والجو والموانئ من أجل الاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتأجير طرق تجارية جديدة، ستحتاج البلاد إلى موارد محلية قوية من المهنيين المتخصصين لمساعدة مؤسساتها على مواكبة هذا النمو".
ويعتبر برنامج ماجستير تحليل البيانات في الإدارة الصحية أول برنامج أكاديمي من نوعه في العالم، يهدف إلى تدريب العلماء والباحثين الموهوبين على المساهمة بفاعلية في تصميم وتنفيذ أدوات تحليل البيانات في أنظمة الرعاية الصحية في دولة قطر وخارجها. وخلال مسار دراستهم في كلية العلوم والهندسة، يخضع الطلاب لدورات تدريبية متخصصة تزودهم بالقدرة على تطوير استراتيجيات وسياسات متقدمة وفعالة؛ تهدف إلى تعزيز الرعاية الوقائية، وخفض نصيب الفرد من تكلفة الرعاية الصحية، وتعزيز التقدم في التشخيص والبحوث الطبية التي تمهد الطريق إلى تطوير أنظمة الرعاية الصحية وتعظيم كفاءتها.
ويوفر برنامج الدكتوراه في إدارة اللوجستيات والتوريد منهاجًا مبتكرًا متعدد التخصصات يهدف إلى بناء القدرات الأكاديمية الرفيعة ومهارات ريادة الأعمال اللازمة لدعم معدلات التغيير والتحديات الكبيرة في مجال تطوير الأنظمة الصناعية. وسوف يتم تزويد خريجي هذه البرامج بمجموعة من المهارات المطلوبة بشكل واسع من قبل القطاعين العام والخاص، المنخرطين في أنشطة التنويع الاقتصادي، ما سيدعم جهود دولة قطر في أن تصبح مركزًا لوجستيًا مهمًا على مستوى المنطقة والعالم.
وستعقد كلية العلوم والهندسة جلسة تعريفية بالبرامج الجديدة للطلاب المقبلين يوم الأربعاء الموافق 9 مايو في مركز طلاب المدينة التعليمية.
وتركز جامعة حمد بن خليفة على تطوير وتقديم برامج فريدة متعددة التخصصات تتناول الاهتمامات المجتمعية والاقتصادية المعاصرة التي تندرج في إطار العديد من مجالات الدراسة. وقد بنيت البرامج المُعلن عنها حديثًا من قبل الكليتين بالتشاور مع شريحة من الخبراء المتخصصين في مجالات العلوم والهندسة والاقتصاد وعلم الأديان.