تحرص جامعة حمد بن خليفة، في إطار ثقافتها التعليمية التحويلية، على تطوير عقلية الريادة لدى خريجيها وتعزيز كفاءاتهم لتمكينهم من تحويل الأفكار النظرية إلى حلول تطبيقية بهدف إحداث تأثير إيجابي حقيقي. وبصفتهم رواد أعمال المستقبل، يتمتع خريجو الجامعة بأعلى درجات التأهيل التي تمكنهم من الابتكار للمساهمة في مسيرة تقدم المجتمع عبر طرح حلول تطبيقية جديدة للتحديات التي تواجه دولة قطر والمنطقة، والتي تحظى كذلك بأهمية عالمية.
يقول محمد طاهري صقلي، خريج برنامج الدكتوراه في علوم الحاسوب وهندسته بكلية العلوم والهندسة: "اخترت جامعة حمد بن خليفة وهذا البرنامج على وجه الخصوص نظرًا للفرص الفريدة التي يتيحها أمامي لتطوير نفسي وقدراتي، ليس فقط على المستوى الأكاديمي، بل أيضًا في جميع الجوانب الإيجابية الأخرى. فقد حصلت على الفرصة لإجراء أبحاث متطورة ذات صلة بالمنطقة وفقًا لمعتقداتي وقيمي. وقد ساعدتني دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة حمد بن خليفة في الحفاظ على قناعاتي وقيمي مع الانفتاح على التنوع المتاح في جامعة حمد بن خليفة والمدينة التعليمية في الوقت نفسه."
وقد تخصص محمد في دراسة التفاعل بين الإنسان والحاسوب مع التركيز على تفسير فحص مخطط كهربية القلب لدى الإنسان من خلال تتبع حركة العين لتحسين النتائج الآلية، وذلك تحت إشراف الدكتورة دينا آل ثاني، الأستاذ المساعد ومدير البرامج متعددة التخصصات في كلية العلوم والهندسة؛ والدكتور محمد الشاذلي، زميل الفيسيولوجيا الكهربية للقلب بمستشفى كليفلاند كلينيك الأمريكي.
يقول محمد: "تركز جامعة حمد بن خليفة على اتباع نهج متعدد التخصصات في إجراء البحوث، وهو ما يتيح إمكانية الجمع بين علوم الحاسوب والطب ويشجع على ذلك."
وكان من أبرز إنجازاته خلال فترة دراسته نشره لبحث علمي برفقة باحثين من أفضل المؤسسات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والمغرب. وحول ذلك، يقول محمد: "كان هؤلاء الباحثون يمثلون قدوةً لي عندما بدأت مسيرتي للحصول على درجة الدكتوراه، وفي نهاية فترة دراستي بالجامعة، أصبحت من المتعاونين النشطين معهم، وهو ما يوضح أن جامعة حمد بن خليفة قد أعدتني وزودتني بجميع الأدوات اللازمة لكي أكون نموذجًا يحتذى به، وآمل أن أكون على قدر هذه الثقة."
وخلال مسيرته الأكاديمية المتميزة، وقع الاختيار على محمد للمشاركة في مسابقة "الاختراق الإلكتروني من أجل الخير" التي نظمتها شركة مايكروسوفت في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، حيث حل ضمن قائمة أبرز عشرة متنافسين في الجولة التأهيلية النهائية. وفي نوفمبر 2021، حصل محمد على جائزة صندوق ابتكار الطلاب في مركز الابتكار بجامعة حمد بن خليفة تقديرًا له على تطويره لنظام استباقي للذكاء الاصطناعي وتتبع حركة العين قائم على الواقع المعزز لتدريب المتخصصين في علاج أمراض القلب على تفسير مخطط كهربية القلب بشكل أفضل. وتماشيًا مع هدف مركز الابتكار المتمثل في تعزيز أنشطة الابتكار ذات الصلة بالصناعة، يدعم الصندوق الطلاب المحليين لتمكينهم من تنفيذ أفكارهم التجارية. وتساهم هذه الجائزة في وضعه على الطريق لتحقيق إمكاناته باعتباره رائد أعمال يحظى بأهمية اجتماعية ويتبوأ موقعًا مهمًا في طليعة الجهود الرامية للنهوض بالنتائج الفعلية في مجال يكتسي أهميةً حيويةً في المستقبل.
بدوره، يقول عبد الله الواحدي، الذي أكمل برنامج الدكتوراه في الطاقة المستدامة: "كانت رحلتي الإجمالية في جامعة حمد بن خليفة مدهشة، فقد اكتسبت معارف واسعة ومهارات ضرورية ساعدتني على إثراء معارفي ومتابعة أبحاثي. ويشرفني للغاية أن أكون من بين خريجي جامعة حمد بن خليفة لعام 2022."
وركزت أطروحة التخرج التي أجراها عبد الله، تحت إشراف الدكتور يوسف بشر، أستاذ التنمية المستدامة بكلية العلوم والهندسة، على التقييم الشامل لمحطات الشحن السريع للمركبات الكهربائية ذاتية القيادة التي تعمل باستخدام مصادر الطاقة المتجددة المتعددة وأنظمة تخزين الطاقة. ونشر عبد الله أول أبحاثه في مجلة "تخزين الطاقة"، وهي إحدى المجلات الأعلى تصنيفًا في هذا المجال المتخصص.
وحول ذلك، يقول عبد الله: "اخترت برنامج الدكتوراه في الطاقة المستدامة لأنه برنامج فريد من نوعه يجمع ما بين العديد من التخصصات الهندسية، كما أنه وثيق الصلة للغاية برؤية قطر الوطنية 2030. وبصفتي موظفًا بدوام كامل في مؤسسة كهرماء، أرى أن هذا البرنامج يوفر فرصةً ممتازةً لإثراء معارفي في مجالات التنقل الإلكتروني، والشبكات الذكية، والطاقة المتجددة التي تندرج ضمن مهمتنا ومبادراتنا.
وأضاف: "يركز البرنامج على المعارف الأساسية المتعلقة بالطاقة المستدامة ويتجاوز ذلك بكثير لتزويد المشاركين بمهارات بحثية متقدمة ومعرفة تكنولوجية مفصَّلة. ويتبنى البرنامج مسألة بناء القدرات الضرورية للمساهمة بفعالية في نشر الحلول المستدامة المبتكرة وتطوير السياسات والقواعد واللوائح والحوافز لتعزيز التكنولوجيا الصديقة للبيئة كبديل للتكنولوجيا التقليدية."
وسلَّط عبد الله الضوء على الجوانب التي جعلت مسيرته التعليمية "محفزة ومثيرة" عند تأمله للفرص العديدة التي أُتيحت له للمشاركة في مناقشات مثمرة مع أساتذته وزملائه في قاعات الدراسة الذين تضفي خلفياتهم المهنية والأكاديمية متعددة التخصصات أبعادًا تعليميةً متنوعةً إلى الفصل الدراسي. ويواصل أعضاء هيئة التدريس بجامعة حمد بن خليفة اكتساب التقدير العالمي نظرًا لكونهم أكاديميين رائدين في مجالات تخصصهم. ففي شهر يناير الماضي، اختير ما يقرب من 30 عالمًا وباحثًا من مختلف الكليات والمعاهد ضمن قائمة أبرز 2٪ من العلماء الأكثر استشهادًا بأبحاثهم في مختلف التخصصات في جميع أنحاء العالم.
وقال عبد الله: "تمتلك جامعة حمد بن خليفة هيئة تدريس على مستوى عالمي تتمتع بخبرات واسعة للغاية في العديد من المجالات الرئيسية لأبحاث الاستدامة، مثل الطاقة والمياه والبيئة. ويعني وجود الجامعة ضمن منظومة مؤسسة قطر توافر الفرصة أمام الطلاب للوصول إلى العديد من فرص التطوير المهني."
واختتم عبد الله تصريحاته متأملاً الفترة التي قضاها في جامعة حمد بن خليفة فقال: "ساعدني برنامج الدكتوراه في بناء مهاراتي في البحث العلمي وأصبحت مساهمًا إيجابيًا في مجتمع أبحاث الطاقة المستدامة. وقد ساعدني البرنامج في فهم كيف يمكن أن يكون البحث العلمي أداة فعالة في إحداث تغيير مؤثر في المجتمع وأن يصبح عامل تمكين فعال للاستدامة داخل مؤسستي ومجتمعي. وفي المستقبل، أعتزم الاستمرار بحماس في إجراء البحوث والبرامج التطبيقية في مجال الاستدامة واستكشاف تحديات جديدة تتماشى مع أجندة التنمية في دولة قطر."
وبالنسبة لدفعة 2022، يُعدُ ذلك جوهر مسيرتهم التعليمية التي تتمثل في كيفية تأهيل جامعة حمد بن خليفة لهم وتمكينهم من تحويل أفكارهم المهمة إلى مساهمات ومنتجات ذات تأثير حقيقي فاعل.
للمزيد من المعلومات حول البرامج الأكاديمية التي تقدمها جامعة حمد بن خليفة والأبحاث التي تُجريها، يُرجى زيارة: hbku.edu.qa.