تحتفي جامعة حمد بن خليفة بإنجازات 215 خريجًا في دفعة 2022، وهو ما يعزز من دورها المتميز في قطاع التعليم بدولة قطر. وبعد أن وفرت الجامعة بيئة تعليمية يمكن أن يزدهر فيها التميز والابتكار في البحوث الأساسية والتطبيقية، اتضح أن خريجيها الجدد قد اكتسبوا فهمًا أعمق لمجالاتهم المتخصصة ومعارف ومهارات التفكير النقدي التي تؤهلهم لإحداث تأثير إيجابي بعيد المدى.
وتتماشى الجهود والأفكار البحثية التي أكسبتهم شهادات جامعية تنافسية مع الخطوات التي قطعتها جامعة حمد بن خليفة لتسريع الاكتشافات في مجال الاستدامة، والطب الجينومي والشخصي، والتكنولوجيا المتقدمة، والمجالات الأخرى التي تتصدى للتحديات التي تواجه المجتمعات المحلية والعالمية اليوم.
وتوضح أم كلثوم إسماعيل أملاي، خريجة برنامج الدكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق بكلية العلوم الصحية والحيوية، سبب اختيارها لجامعة حمد بن خليفة فتقول: "حصلت على درجة الماجستير من الخارج من جامعة إمبريال كوليدج لندن، وعندما أطلقت جامعة حمد بن خليفة برنامج الدكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق، بناءً على أهداف برنامج قطر جينوم، أدركت وقتها رغبتي في العودة إلى قطر للالتحاق بهذا البرنامج. وكان ذلك يمثل تطورًا رائعًا للغاية لمجتمعنا العلمي وأردت أن أكون جزءًا من زخم موجة دراسة علم الجينوم في دولة قطر والمنطقة. وفي ظل الحاجة الشديدة لهذا البرنامج والاهتمام بتدريب المواهب القادرة على تفسير البيانات الجينومية وإجراء الأبحاث المتعلقة بها، كنت أعلم أنني سأحصل على الكثير من الدعم من أشخاص على دراية كبيرة بهذا المجال مع وجودي وسط أصدقائي وعائلتي في بلدي الثاني. ويتسم مجتمعنا في جامعة حمد بن خليفة بالود والترحاب، ويتميز الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حدٍ سواء بأنهم على أتم استعداد للمساعدة دائمًا."
وتضيف: "من بين عوامل الجذب الرئيسية لجامعة حمد بن خليفة كوجهة للتعلم تعاونها القوي مع المؤسسات الأخرى، وهو ما يعزز المساهمات العلمية للمجتمع الأكاديمي. وقد جاء أساتذتنا من مؤسسات ذائعة الصيت تتمتع بسمعة طيبة من حيث الدقة والجدارة الأكاديمية، وتنتقل هذه الصفات بالتالي إلى جامعة حمد بن خليفة. وكنت أعرف أنني سأحظى بهذه التجربة عند التحاقي بالجامعة."
ويتميز برنامج الدكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق، الذي تقدمه كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، مثل برامج الماجستير والدكتوراه البحثية المتخصصة الأخرى التي تقدمها الجامعة، بكونه برنامجًا متعدد التخصصات يركز على تطوير عقلية مبتكرة وريادية تسعى إلى معالجة المشاكل الحقيقية في العالم.
وتابعت أم كلثوم قولها: "شجعتني جامعة حمد بن خليفة على الإيمان بإمكانياتي لتحقيق الكثير من الإنجازات عبر مساهماتي العلمية، وأن أذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. وقد دعمتني الجامعة وشجعتني على البحث في مجالات أخرى وإيجاد حلول غير تقليدية للمشاكل التي تواجه مجتمعاتنا. وأنا شخصيًا أريد أن أواصل مساعدة مجتمعي في قطر، سواء من خلال برامج الصحة العامة أو التعليم في مجال علم الجينوم. وقد تشرفت للغاية بحصولي على دعوة من جامعة حمد بن خليفة ومركز سدرة للطب للعمل في مشاريع متعلقة بالأمراض الوراثية، من البداية إلى النهاية، باستخدام عينات حقيقية مستمدة من المرضى. وقد شاركت مع فريق من الخبراء متعددي التخصصات يضم أطباء وأطقم تمريض وعلماء وخبراء متخصصين في مجال المعلومات الحيوية لتحقيق أهدافنا البحثية في رحلة بحثية رائعة. وقد عملنا على فك رموز الأسس الجينية للاضطرابات التي تؤدي إلى تأخر النمو وقصر القامة بهدف تقديم تشخيصات جزيئية دقيقة لدى الأطفال. وقد يعني تطوير مثل هذا التشخيص حدوث تغييرات في العلاج، والوقاية من المزيد من المضاعفات، والتنبؤ بالاضطرابات، وقد يؤثر على نوعية حياة المريض. وفي المستقبل، أرغب في أن أتمكن من العمل ضمن فريق متنوع مثل هذا الفريق لكي أتمكن من تعلم المزيد من الخبرات مع أفراد الفريق عبر الاعتماد على نقاط القوة الموجودة لدى بعضنا البعض."
وتستدعي أم كلثوم أهم ذكرياتها خلال مسيرتها الدراسية في جامعة حمد بن خليفة فتقول: "بصراحة، كانت هناك العديد من اللحظات الجميلة التي لا تُنسى طوال مسيرتي. فقد تجاوزنا العقبات الشخصية والأكاديمية والمهنية معًا. وعندما وصلت أخيرًا إلى خط النهاية وتمكنت من الدفاع عن أطروحة التخرج، شعرت بسعادة غامرة. واكتمل مشروع تخرجي، وكنت ممتنةً لمشاركته مع أصدقائي وزملائي وزميلاتي وعائلتي وأفراد مجتمعي. لقد مثلت هذه اللحظة حقًا ذروة مسيرتي الأكاديمية، حيث أظهرت الإمكانات الواعدة للبحوث وقدرتها على تحسين حياة المرضى."
وحللت أمل الفاتح الجنيد عبد المجيد، خريجة برنامج الدكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق، المرحلة التجريبية لبرنامج قطر جينوم في مشروعها البحثي. وتمثل هدفها في وصف وتوصيف المتغيرات الجديدة المسببة للأمراض والقابلة للتنفيذ سريريًا في جينات معينة، وهو جهد يمكن أن يساهم في التدخل المبكر لعلاج أمراض معينة.
وحول ذلك، تقول أمل: "زودتني المقررات التي درستها بمعرفة نظرية وافية في مجال علم الوراثة كانت ضرورية وحيوية لمشروعي ولإجراء أبحاث جيدة. وأتاحت لنا جامعة حمد بن خليفة إمكانية العمل وإجراء أبحاثنا في سدرة للطب، حيث تمكنت من تجربة جوانب البحث السريري والتواصل مع المرضى والأطباء لمعرفة تأثير عملنا على حياة المرضى."
واستفادت أمل استفادة تامة من الفرص التي يوفرها برنامج الدكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق لاكتساب المعرفة والتدريب المتقدمين على استخدام أحدث تكنولوجيا جمع المعلومات وتحليلها. وتؤهل هذه المهارات الخريجين للنهوض بمستقبل المجال بصفتهم باحثين أو متخصصين فيه.
وأضافت أمل: "أتاحت لي جامعة حمد بن خليفة وكلية العلوم الصحية والحيوية إمكانية تحسين قدراتي في جوانب مختلفة، بما في ذلك العروض التقديمية ومهارات الكتابة وتقييم المعلومات وتحديد وقت وكيفية استخدامها. وقد تلقيت دعمًا وتشجيعًا كبيرًا من مشرفتي، التي قدمت لي الدعم الأكاديمي الذي احتاجه. والأهم من ذلك أنها كانت تؤمن بي وبمشروعي البحثي حتى عندما كنت أشك في جدواه."
واتسمت التجربة الأكاديمية لأمل، مثلها في ذلك مثل تجربة أم كلثوم، بمساهمات بارزة تميزهن كصانعات للتغيير في المستقبل. وحول ذلك، تقول أمل: "التحاقي ببرنامج الدكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق في جامعة حمد بن خليفة كان من أكثر التجارب الرائعة في حياتي. ومن أهم الإنجازات المرموقة التي حققتها حصولي على قبول لعرض مشروعي البحثي في مؤتمر الجمعية الأوروبية للجينات البشرية لعام 2021، الذي فزت فيه بجائزة الباحث المبتدئ. كما تمكنت من نشر ثلاث أبحاث علمية في مجلات مرموقة."
وبينما تحتفل جامعة حمد بن خليفة بتميز خريجيها في البحث العلمي، سوف تستفيد المجتمعات في قطر والمنطقة وجميع أنحاء العالم من التأثير الإيجابي لمعارفهم وخبراتهم ومهاراتهم.
للمزيد من المعلومات حول البرامج الأكاديمية التي تقدمها جامعة حمد بن خليفة والأبحاث التي تُجريها، يُرجى زيارة: hbku.edu.qa.