تحتفل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر الجميع بقدوم شهر رمضان المبارك، وتدعو لاغتنام فرص التدبر والتأمل وتطوير الذات في هذا الشهر الفضيل، ومن المعروف بأن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر مؤسسة تتميَّز بمرونتها وقدرتها على مواكبة الجديد في عالم النشر، وتقديم إنتاج أدبي عالي الجودة لمختلف الأعمار، بدايةً من المحتوى التعليمي للقراء الصغار وصولًا إلى القراء المتخصصين في فروع العلوم الأكاديمية المختلفة، حيث تملك الدار ذخيرة كبيرة من كتب الأطفال، دأبت على نشرها على مدار الأعوام السابقة، كما شهدت فئة كتب اليافعين نموًا مطردًا وسريعًا.
بدءا من محتوى التعلُّم المبكر لأصغر القراء إلى المهنيين عبر مجموعة متنوعة من التخصصات الأكاديمية، وفي الوقت الذي تعمل فيه دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بشكل مطرد على تطوير كتالوج موسع للأطفال منذ عدة سنوات، تشهد فئة اليافعين نمواً سريعاً ومثيراً في الوقت نفسه، ففي رمضان هذا العام، يتم تشجيع القراء على إحراز تقدم، مهما كان صغيرا، والسعي لتحقيق أهداف شخصية من أجل متعة التخيل والتعلم والإبداع.
وبمناسبة الشهر الفضيل، يقول السيد/ بشار شبارو، المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "إن شهر رمضان له مكانة خاصة في قلوبنا، وهو فرصة للتقارب ومشاركة المجتمع بشكل أفضل، مستخدمين في ذلك ما نملكه من منصات لتشجيع القُرّاء على انتقاء ما يروق لهم من الأعمال الأدبية الملهمة ذات التأثير الفعال".
ويعتبر شهر رمضان خير شهور العام، وأكثرها إحسانًا وتعاطفًا وعطاءً وتقاربًا، وهذه المعاني تتجسد ببراعة في كتاب أميرة النعيمي الحائز على الجوائز المرموقة "فراشة النور" الذي يحكي قصة الصبي إبراهيم صاحب الشخصية الفضولية، وهو محظوظ لأنه يعيش حياة ميسورة، لكنه لا يفهم سبب ابتعاد والديه الدائم عنه من أجل مساعدة المحتاجين، فانضموا إلى إبراهيم لكي تتعرفوا على أهمية العمل الخيري والعطاء، وكيف يمكن للعمل الصغير الدائم تغيير العالم بأسره، وفي كتابها "اللطف يجعلني محبوبًا"، تستعرض الكاتبة صوفيا بير كل أوجه اللطف في حياتنا اليومية، سواءً أكانت هذه الأعمال صغيرة ومحدودة أم كبيرة وجريئة، فثم العديد من المواقف التي يمكن للشخص فيها أن يختار التصرف بلطف، وهذا الكتاب النابض بالحياة والمليء بالرسومات الرائعة يشرح للأطفال كيفية الاستفادة من المواقف الصعبة وتحويلها إلى فرصة لعمل البر وتوطيد الصداقات والعلاقات الاجتماعية.
ويوضح كتاب الأطفال "قِيّم لعالم أفضل" للكاتبة مها الدليمي الذي يحتوي على رسومات رائعة، كيف يساهم الفرد في جعل العالم مكانًا أفضل وأكثر احتواءً للجميع بلا استثناء، وهو يحكي قصة الفتاة (جنى) التي تتعلم درسًا حياتيًا في كل يوم من أيام الأسبوع، وهذه الدروس تحمل قيمًا تدور حول الواجبات الشخصية والاجتماعية التي تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع، حيث تدعو القصة كل شخص على حدة لأن يُحدث تغييرًا ولو بسيطًا وأن يبني عالَمًا أكثر نقاءً بخطى ثابتة ومؤكدة. أما كتاب "معًا نبدأ التغيير" لصوفيا بير فيُعد دليلًا مناسبًا للصغار لكيفية جعل العالم مكانًا أفضل، حيث توضح الكاتبة الطرق التي يمكن للأطفال والشباب استخدامها للمساهمة في أعمال تطوعية نافعة لعموم المجتمع، فأعمال التغيير البسيطة والنافعة مثل ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، وفرز النفايات وإعادة تدويرها، والعناية بالنباتات والطبيعة، هي كلها صور تقدمها الكاتبة للنشء الصغير، موضحةً كيف يكون بمقدورهم العناية بكوكب الأرض والبشر كافة.
شهر رمضان هو موسم الخيرات الذي فيه تُوضع القيم الشخصية في موضع الاختبار، وكذلك الحال بالنسبة إلى حسن معاملة الأصدقاء والأقرباء والجيران، ومد يد العون لمن يحتاجونه، ومن ثم يحكي كتاب "بيتي المثالي" قصة الحلزون "نونا" التي تواجه أزمة حال فقدان بيتها قبيل فصل الشتاء، وعندما أصبحت بلا مأوى يقيها من البرد والأمطار، لم يبق أمامها أي خيار سوى اللجوء إلى صديق لكي يساعدها، وبذلك يحكي هذا الكتاب حكاية مؤثرة للأطفال، ويتناول موضوعات الصداقة ومد يد العون للآخرين، واحتواء من هم بحاجة إلى بعض الاهتمام. ومن ناحية أخرى يمثل شهر رمضان ساحة تحدٍ لنا لكي نختبر عاداتنا ونضع أيدينا على الجوانب التي بحاجة إلى التحسين في أنفسنا، وها هو كتاب "توقفي عن الكذب يا لينا!" يروي قصة الفتاة "لينا" التي اعتادت على ما تسميه الكذبة البيضاء الصغيرة، والتي أحيانًا تكبر وتجلب المشكلات، لكن سرعان ما تعلمت لينا أن الكذبة شيء بغيض مهما كان حجمها، وكل ذلك يوضحه هذا الكتاب اللطيف للأطفال، والذي يغرس فيهم معنى الصدق وقيمة الصراحة.