معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة ومركز المتابعة المُيسَّرة لمباريات كرة القدم في أوروبا يتعاونان لتقديم خدمة تعليق شاملة
تُساهم خدمة التعليق الوصفي السمعي باللغتين العربية والإنجليزية – التي يقدمها معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة بالشراكة مع مركز المتابعة المُيسَّرة لمباريات كرة القدم في أوروبا – في تعزيز تجربة ضعاف البصر والمكفوفين في مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تدعم خدمة التعليق الوصفي السمعي دولة قطر في تحقيق رؤيتها بشأن تقديم بطولة تتميّز بالشمولية والوصول المُيسّر لجميع المشجعين.
وقبل انطلاق المونديال، شارك المعلقون في دورة تدريبية مكثّفة في مجال التعليق الوصفي السمعي لمباريات كرة القدم التي قدمها معهد دراسات الترجمة، التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة بالشراكة مع مركز المتابعة المُيسّرة لمباريات كرة القدم في أوروبا.
وشمل التدريب اكساب المشاركين المهارات اللازمة لتقديم سردٍ مفصّل لما يحدث على أرض الملعب، وشرح المعلومات المرئية المهمة. ويمكن للمشجعين تنزيل تطبيق FIFA Interpreting على هواتفهم الذكية، ثم الاستماع للتعليق الوصفي السمعي باللغة الإنجليزية، أو باللغة العربية التي تتوفّر لأول مرة في تاريخ المونديال.
وتحدّث مراد الصوص، مُعلّق وصفي سمعي في مباريات كأس العالم، عن تجربته قائلاً: "تتمثل التحديات الرئيسية التي نواجهها في نقل صورة كاملة وواضحة للجمهور من ضعاف البصر والمكفوفين، لوضعهم في قلب الحدث، وتمكينهم من الانغماس في جميع تفاصيل المباراة من خلال تقديم سردٍ دقيق لجميع تطوّرات اللعبة. ويزداد الأمر صعوبة عندما يصبح إيقاع اللعبة سريعًا جدًا، ولا بد لي من تقديم الصورة بالتفصيل حتى يتمكن المتلقي من الاستمتاع باللعبة بشكل كامل".
جدير بالذكر أن الصوص يملك شغفًا كبيرًا بالوصول المُيسّر. وهو مترجم لغة الإشارة ومعلم تربية بدنية محترف للصم، ويعاني والداه وأفراد من عائلته من الصمم، مما يجعل الإشارة لغته الأولى. وأضاف الصوص: "التعليق الوصفي السمعي هي خدمة رائعة جعلت حضور المباريات في ملاعب كرة القدم يسيرًا للجمهور المكفوفين أكثر من أي وقت مضى، حيث تمنحهم خدمة التعليق الوصفي السمعي فرصة عيش التجربة والانغماس في الأجواء بشكل أكثر فاعليةً وحماسًا، وبطريقة لم تخطر على البال من قبل".
وأكدت الردود الإيجابية الهائلة لمشجعي كرة القدم أهمية الدور الذي يقوم به الصوص، حيث قال: "بعد تعليقي على مباراة الأرجنتين والسعودية خلال دور المجموعات، قال أحد المشجعين المكفوفين:" أنا أستمع إلى المباريات من خلال تطبيق FIFA Interpreting. وتقدم خدمة التعليق الوصفي السمعي وصفًا دقيقًا لتحركات اللاعبين في الملعب. وقد أشعرني ذلك بالحماس الشديد، ما مكنني من إدراك سبب حماسة المشاهدين المبصرين عند مشاهدة مباريات كرة القدم. لقد قمت بتعليق الوصف عدة مرات بسبب شدّة الحماس. واكتشفت أن هناك الكثير من التفاصيل في اللعبة لم أكن أعرفها من قبل". كما قرأت تغريدة تقول:" المكفوفون يرون العالم في قطر".
وحول إرث خدمة التعليق الوصفي السمعي، قال الصوص: "أكّدت ردود الأفعال الإيجابية أهمية خدمة التعليق الوصفي السمعي، وضرورة توفيرها للمشجعين المكفوفين الذين يحضرون المباريات أو مختلف الأنشطة الرياضية الأخرى. لقد استطعنا ببساطة رسم الابتسامة على وجوههم. ويُعتبر استمرار خدمة التعليق الوصفي السمعي حقٌ مشروعٌ لضعاف البصر والمكفوفين وذوي الإعاقة بشكل عام في مختلف المجالات".
وتابع: "يُقدّم معهد دراسات الترجمة مثالاً واضحًا لعملية تنفيذ الاتفاقيات الدولية المتعددة التي تنص على احترام حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع. لذلك، أشجّع جامعة حمد بن خليفة وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وأشكرهم على تقديمهم برنامجًا لخدمة هذه الفئة من المجتمع".
جديرٌ بالذكر أن تعاون معهد دراسات الترجمة مع مركز المتابعة المُيسَّرة لمباريات كرة القدم في أوروبا لتقديم خدمة التعليق الوصفي السمي يجسّد هدفًا مشتركًا لتحسين وصول ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز إدماجهم في المجتمع. ويقدم معهد دراسات الترجمة، من خلال مركز الترجمة والتدريب التابع له، وكلاهما تابعان لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، مجموعة من خدمات الترجمة السمعية البصرية الاحترافية، بهدف تثقيف المهنيين المشاركين الذين سيساهمون في بناء مجتمعٍ أكثر شمولاً من خلال إتاحة الوصول إلى المعلومات والانخراط في الأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية للجميع.
لمزيدٍ من المعلومات حول نشاط معهد دراسات الترجمة وبرامجه، تفضّل بزيارة: www.tii.qa/ar