المتحف النباتي يصحبكم في رحلة عبر الزمن | جامعة حمد بن خليفة

مريم سعيدي، أخصائية المعشبة في حديقة القرآن النباتية

صور للمتحف النباتي

تُولِي حديقة القرآن النباتية اهتمامًا خاصًا بالتراث الإسلامي والموروثات العربية التقليدية الأصيلة، ومن هنا جاءت فكرة إقامة المتحف النباتي الذي تَعرض فيه الحديقة نماذج من النباتات والأدوات التراثية والتقليدية التي كانت ولا تزال تُستخدم في حياتنا اليومية. 

ومن خلال المتحف النباتي، تحاول حديقة القرآن النباتية أن تسد الفجوة بين الأجيال السابقة التي شاهدت ومارست بعض العادات التقليدية، والأجيال اللاحقة التي لم يتسنَّ لهم التعرف على موروثاتهم الثقافية حتى نسهم في بناء جيلٍ متصل الأفكار والجذور.

ويقدم المتحف النباتي في حديقة القرآن النباتية للزائرين لمحات من التراث والتقاليد العربية والإسلامية من خلال عرض معلومات قيِّمة وصور فوتوغرافية ولوحات جدارية ومقتنيات تراثية ونماذج للنباتات وأدوات الزراعة التقليدية. 

ويعرض المتحف بعض الأدوات الزراعية التقليدية التي كانت تستخدم في الأزمنة السابقة، وما زال بعضها يُستخدم حتى يومنا هذا. وتتنوع المعروضات بين أدوات الري والحرث والحصاد والمكاييل وغيرها. ولعلماء النبات والزراعة المسلمين – القدامى والمعاصرين- نصيبٌ وافر من اهتمام المتحف الذي يسلط الضوء على دور العلماء المسلمين في تقدم المعرفة الإنسانية في مجال الزراعة والحدائق والنباتات.

تضم قاعة العرض في المتحف قائمة من الأدوات والأواني التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية عند الإشارة إلى الأطعمة أو الأشربة سواءً في سياق الحث على استخدامها أو النهي عنها. كما يعرض هذا الركن بعض الأدوات التقليدية التي اعتاد سكان شبه الجزيرة العربية استخدامها في العصور السابقة، وهناك ركن خاص للنباتات الطبية والعلاجية والتجميلية التي ورد ذكرها في أحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويعرض أجزاء النباتات المستعملة، وكذلك بعض الأدوات التقليدية التي كانت تستخدم في الطب القديم.

ونظم المتحف العديد من المعارض المتنوعة منها معرض البركة 2019 مع طلاب الدراسات العليا في كلية لندن الجامعية - قطر، لتشجيع الطلاب على التحلي بمسؤولية أكبر إزاء البيئة الطبيعية والنباتية. 

وفي عام 2018 نظم المتحف معرض الحديقة الأندلسية 2018 من أجل الحفاظ على التاريخ الثقافي الإسلامي للأجيال المستقبلية والتوعية بأهمية الحدائق في الإسلام، ومدى اهتمام وتطور المسلمين في هذا المجال من خلال عرض الأدوات التي استخدمها المسلمون في بلاد الأندلس في مجال الزراعة، من أجل تحفيز الجماهير للعناية بالبيئة وإحياء التراث الثقافي الإسلامي.

ويحتوي المتحف كذلك على معرض أدوات النخيل الذي يهدف للحفاظ على التراث التقليدي، وتوضيح كيفية إعادة تدوير أوراق النخيل، وتم تنسيق معرض آنية وأطعمة الرسول صلى الله عليه وسلم، لتسليط الضوء على أحد جوانب الحياة الاجتماعية في العهد النبوي، وصحابته رضوان الله عليهم، ومن ضمنها الآنية والأوعية التي كانت تستخدم آنذاك في الطبخ وفي تناول الطعام والشراب. 

كما نظم المتحف معرض التنوع الحيوي لبيئة قطر للتعرف على التنوع الحيوي لدولة قطر من حيث الحيوانات وأنواع التربة في قطر والبذور والنباتات البرية.

وبالتزامن مع فعاليات كأس العالم، سيتم استخدام تقنية الهولجرام في المتحف لتصوير آيات قرآنية للزوار بتقنية ثلاثية الأبعاد لترسيخ مفهوم الآية بطريقة مميزة وغير تقليدية.

ويمكن زيارة المتحف النباتي في حديقة القرآن النباتية داخل المدينة التعليمية يوميًا من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة التاسعة مساءً.