استهلت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر موسم الصيف لهذا العام والذي بدأ رسميًا في الحادي والعشرين من يونيو بفتح المجال واسعًا أمام الطلاب للراحة والترفيه، وكذلك لدراسة المناهج الإضافية الأخرى، كي يستفيدوا من مبادرات القراءة وتوسيع آفاق معرفتهم بالعالم والبيئة والجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة والمشاركة فيها على قدر استطاعتهم.
ويمكن للقراء المهتمين بموضوع البيئة أن يبدأوا رحلتهم الشيقة هذه بكتاب "الفتى في آخر الزقاق" للكاتبة بسمة الخطيب. فهذا الكتاب يقدم لقرائه اليافعين بعض المفاهيم المعاصرة مثل إعادة التدوير والاستدامة من خلال قصة سالم وأسرته. فبعدما انكسرت ساقا الخالة صالحة، ذهبت لتعيش معه هو وأسرته لحين التعافي مما أصابها. ولكن ثمة مشكلة واحدة طرأت، ألا وهي أن الخالة صالحة شديدة العناية بالبيئة وإعادة تدوير كل الأشياء. وبرغم أن سالم لم يستوعب هذا الأمر في البداية، إلا أنه سرعان ما تمكن من معرفة قيمة هذه المفاهيم الجديدة التي جلبتها له الخالة صالحة. ولمعرفة كيف أصبح سالم صبيًا مبدعًا، يحظى بتقدير جميع سكان الحي، اقرأوا هذا الكتاب الشيق.
في عصرنا الحديث، غالبًا ما نعتمد في حياتنا بدرجة كبيرة على أجهزة وأدوات كهربائية متنوعة. يلفت كتاب "الإلكترونيات المُنهَكة" لندى أبو الدهب انتباهنا إلى أن الاستخدام المتواصل لأجهزتنا والذي يدق ناقوس الخطر لا يؤثر على أنفسنا فقط، بل على كوكبنا أيضًا. يروي كتاب الأطفال هذا المصوّر بعناية قصة آدم وعائلته الذين لا يبدو أنهم يطفئون أجهزتهم أبدًا مثل الكثيرين منا. ونتيجة لذلك، تبدأ هذه الأجهزة الإلكترونية في الاحتراق بسرعة! فهل يستوعب آدم أهمية الحفاظ على الطاقة قبل أن تنفذ ويحل الظلام؟ وهذه دعوة للقراء للتعمق في الأمر واستكشافه، فلربما يعتادون على الترشيد في استخدام الطاقة حيثما أمكن ذلك من تلقاء أنفسهم.
ولمعرفة المزيد عن أهمية الحفاظ على نظام بيئي صحي، يمكن قراءة كتاب "أشجار الهواء" للكاتب الدكتور جبر النعيمي، وهو من الكتب المصوّرة للأطفال التي تقدم درسًا بالغ الأهمية، حيث يبسِّط فكرة التعايش مع البيئة من خلال قصة النخيل وأشجار السدر. فحينما بدأت أشجار النخيل تشكوا من مزاحمة أشجار السدر لها والمساحات الكبيرة التي تحتلها، يقرر ناصر ووالده اقتلاع أشجار السدر لإعادة غرسها في أحد الحقول البعيدة. وبدلاً من تحقيق الهدف المنشود، تسبَّب ذلك في حدوث سلسلة من ردود الأفعال في النظام البيئي الذي شهد تراجعًا في إنتاج البلح والتمر. فهل يستطيع ناصر ووالده إيجاد طريقة لاستعادة اتزان الطبيعة؟
وتدعو الدار القراء الصغار الشغوفين بمعرفة أسرار التنوع البيئي لاقتناء الكتابين الغنيين بالمعلومات الشيقة والصور الجذابة "كتاب الأشجار" و"كتاب الطيور" للكاتبة ناتاليا ترجمان. فأما الكتاب الأول فيحتوي على معلومات حول الأشجار وأصنافها وأنواعها، وقدرتها على الدفاع عن نفسها والتواصل مع بعضها. كما يحتوي على معلومات عن مكوِّنات الأشجار ونموها وعمرها وغير ذلك الكثير. وأما الكتاب الآخر فيساعد القارئ على اكتشاف ما يزيد عن 200 نوع مختلف من الطيور، والتمييز بين سماتها البدنية وغذائها وموائلها ومهاجرها ومعلومات أخرى كثيرة وغزيرة. وتدعم هذه المعلومات الغزيرة صور ورسومات توضيحية تجعل من الكتابين لا غنى عنهما لكل عشاق الطبيعة وكل شغوف بمعرفة المزيد عن العالم من حوله.