أفكار وطموح الدكتورة هنادي آل ثاني الفائزة بجائزة التميز العلمي وخريجة كلية العلوم والهندسة
الدكتورة هنادي آل ثاني تتسلم جائزة التميز العلمي من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

للمرة الثانية، تفوز الشيخة الدكتورة هنادي آل ثاني بجائزة التميز العلمي، حيث تم تتويجها في حفل جائزة يوم التميز العلمي في دورتها السادسة عشرة لعام 2023، وذلك عن أبحاثها كطالبة دكتوراه في البيئة المستدامة في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، بينما حصلت على جائزتها الأولى عن بحثها ببرنامج ماجستير العلوم في البيئة المستدامة بكلية العلوم والهندسة.

وفي غمرة سعادتها بهذه الجوائز، فإنها لا تنسى التأثير الإيجابي لجامعة حمد بن خليفة في مسيرتها المهنية والعلمية، والأفكار التي تسعى لإنجازها بصفتها خريجة جامعة حمد بن خليفة. هذه المقابلة الحصرية تسلط الضوء على أهم المحطات العلمية في مسيرة الشيخة الدكتورة هنادي آل ثاني، وأفكارها وطموحاتها التي تسعى لتحقيقها في المجتمع.   

بداية، ما هو شعورك حيال فوزك بجائزة التميز العلمي للمرة الثانية؟

جائزة التميز العلمي تُكرّم المواطنين المتميزين في دولة قطر، الذين أظهروا نبوغاً في مجالات متنوعة، وتهدف هذه المبادرة إلى نشر ثقافة الإبداع والتميز في المجتمع القطري، وتشجيع الطلاب على السعي لتحقيق النبوغ الأكاديمي، وتعزيز التكامل بين الجهود الفردية والمؤسسية من أجل الارتقاء بمعايير منظومة التعليم في قطر، والتي تتجاوز المنظومات الأخرى في العالم.

وحقيقة أشعر بفخر كبير لفوزي بالجائزة للمرة الثانية، ومواصلة التفوق في مسيرتي المهنية، ولاشك أن تكريمي بأعلى جائزة علمية في الدولة وشرف لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أضفت رعايته الكريمة على الحفل مكانة كبيرة لجوائز التميز العلمي، يبعث في نفسي شعوراً عميقاً بالفخر والامتنان، ويدفعني لمواصلة السير على طريق التميز والإبداع، وفي المقابل فإن هذه الجائزة تمثل مسؤولية كبيرة للفائزين بها لتقديم الأفضل دائما لمجتمعنا. كما أنني فخورة أيضاً بالفوز بهذه الجائزة، لأنها كانت تنافسية للغاية، ولا يحصل عليها سوى متنافس واحد يحمل درجة الدكتوراه، أو متقدم واحد في المجال العلمي سنوياً.

هل يمكنك تسليط الضوء على أهم نقاط بحث الدكتوراه الذي كان وراء تتويجك بجائزة التميز العلمي للمرة الثانية؟

كان بحثي حول التحقيق في مصدر وتأثير تلوث الهواء في المناطق الحضرية بالدوحة، مما أدى إلى تطوير وتنفيذ سياسات للحد من انبعاثات المركبات والتي تم العمل بها في قطر، كما أركز على انبعاثات المركبات الناتجة عن حركة المرور من حيث القيم الفعلية والمتوقعة، من أجل اقتراح استراتيجيات للحد من التلوث.

من هم أعضاء هيئة التدريس بجامعة حمد بن خليفة الذين دعموا أبحاثك؟ 

يُسرني في هذه المناسبة، أن أُعرب عن خالص امتناني للمشرفة على برنامجي الماجستير والدكتوراه، الدكتورة ريما اسعيفان، وذلك لتفانيها ودعمها وتوجيهها المستمر لإجراء مثل هذه البحوث الفريدة في دولة قطر والمنطقة ككل، كما أود أن أعرب عن امتناني أيضاً لمشرفي المشارك، الدكتور معمر كوتش، الذي ساهمت توجيهاته أكاديمياً وعلمياً في صقل خبرتي ومعارفي، كما أعرب عن تقديري الكبير للدكتور منير حمدي، على إدارته الحكيمة لكلية العلوم والهندسة، وهي مؤسسة أفتخر بأنني كنت أحد أعضائها.

لماذا فضلتي الدراسة في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه؟ 

تُطور جامعة حمد بن خليفة برامج أكاديمية متكاملة ذات مستوى عالمي، وتعمل على تأهيل قدرات بحثية وطنية للتعاون مع أفضل المؤسسات في العالم، كما تساهم في تنشئة قادة للمستقبل، وتعمل على ترسيخ قاعدة الاقتصاد القائم على المعرفة في قطر، فضلاً عن صياغة حلول مبتكرة وفريدة من نوعها لتحقيق تأثير إيجابي عالمي، وكان هذا هو الحال باستمرار منذ أن انضممت إلى الجامعة لأول مرة في عام 2016 كطالبة لدراسة الماجستير.

كيف استفدت من تجربتك المهنية في جامعة حمد بن خليفة؟ وهل كان لها تأثير على تطورك الشخصي؟

نعم، لقد استفدت كثيرا مهنياً وعلمياً وبحثياً منذ انضمامي للدراسة في جامعة حمد بن خليفة، إنها حقاً تجربة ثرية بالمعرفة والمعلومات، بالإضافة إلى اكتساب العديد من المهارات الشخصية مثل تطوير قدرات التواصل مع الباحثين الآخرين وتقديم العروض التوضيحية وغيرها الكثير، لقد استفدت أيضا من الوصول إلى مجتمع عالمي من الباحثين والأكاديميين من خلال مشاركتي كمتحدثة ومقدمة ورئيسة جلسة في العديد من المؤتمرات الوطنية والدولية.

استضافت جامعة حمد بن خليفة مؤخراً أول لقاء للخريجين، ما مدى أهمية هذا اللقاء بالنسبة لك؟

بالتأكيد كان لقاء الخريجين فرصة ثمينة لنا للقاء أصدقائنا وزملائنا ومناقشة آخر الأبحاث والمستجدات في مجالات تخصصنا، كما أثمر هذا اللقاء عن فرصة كبيرة لتقديم اقتراح للتعاون في مجالات اهتمامنا.

في رأيك، ما الذي يمثله لك كونك خريجة من جامعة حمد بن خليفة؟ 

في الحقيقة كوني خريجة جامعة حمد بن خليفة، فهذا يعني فضائل وصفات كثيرة، لعل أبرزها التفاني، والعمل الجاد، والتأثير الإيجابي الذي لا يُقدر بثمن على الأشخاص من حولك، كما يعكس مجتمعاً بحثياً وعلمياً قوياً متماسكاً، حيث تقوم العلاقة بين الطالب والمشرف على الاحترام المتبادل، إنه مجتمع جامعي يهدف دائماً إلى تقديم الدعم لتحقيق أفضل النتائج، وذلك لتأسيس مجتمع قائم على العلم والمعرفة في قطر.

هل تواصلتي مع شبكة خريجي جامعة حمد بن خليفة منذ تخرجك؟ وما هي أفكارك لكي يتفاعل خريجي الجامعة مع بعضهم البعض في المستقبل؟

نعم، أتواصل باستمرار، حيث أتلقى رسائل بريد إلكتروني تبقيني على تواصل بآخر المستجدات في مجتمع جامعة حمد بن خليفة، وأعتقد أنه من الضروري الاستمرار في تبادل الخبرات أو الأبحاث الحديثة أو المبادرات والبرامج الأخرى التي يشارك فيها خريجونا، لاسيما في المجالات الرئيسية التي قد تواجه نقصاً في المتخصصين والخبراء في قطر، وأتواصل بانتظام مع العديد من الخريجين الذين التقيت بهم خلال مسيرتي الأكاديمية، وأتمنى أن أرى تواصلاً أقوى في المستقبل، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الافتراضية والواقعية التي تساهم في اجتماعنا معاً.