الفخر بالعمل التطوعي في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022

حاتم بوخيط، متطوع تونسي وموظف بجامعة حمد بن خليفة تطوع في بطولة كأس العالم لكرة القدم في دور مساعد إعلامي

حاتم بوخيط، متطوع تونسي وموظف بجامعة حمد بن خليفة تطوع في بطولة كأس العالم لكرة القدم في دور مساعد إعلامي

أخبرنا عن تجربتك التطوعية في بطولة كأس العالم لكرة القدم

في رأيي، كان المتطوعون هم القلب النابض لهذه البطولة، حيث وفر التطوع فرصةً لاكتساب مهارات جديدة وتكوين صداقات وخلق ذكريات تدوم مدى الحياة. وأعتقد أن جميع الأدوار التطوعية كانت مهمة للغاية في نجاح هذا الحدث، وقد شعرت بسعادة غامرة لاختياري متطوعًا في العمليات الإعلامية، مع أفراد من جميع أنحاء العالم.
 
وقد تعين على كل متطوع حضور ثماني مناوبات على الأقل. وكانت معظم المناوبات تبدأ في تمام الساعة العاشرة صباحًا وتنتهي حوالي الساعة التاسعة مساءً. وكانت مناوبتي الأولى خلال المباراة التي جرت بين أوروجواي وكوريا، حيث أتيحت لي الفرصة لرؤية لاعبين مشهورين في المنطقة المختلطة، مثل سون هيونغ مين من كوريا وإدينسون كافاني ولويس سواريز من أوروجواي، وكانت هذه لحظةً لا تنسى.

وكانت مناوبتي الثانية خلال مباراة السعودية وبولندا، حيث تواجدت في المركز الإعلامي لمساعدة الصحفيين والإعلاميين والمشاركة في طباعة التذاكر لمنصة الإعلاميين.

وكانت مناوبتي الثالثة مميزة لأن منتخب بلادي تونس لعب ضد فرنسا، حيث شاركت في تنظيم مراسم التقاط الصور التذكارية للاعبين قبل انطلاق المباراة، والتقيت وجهًا لوجه مع كيليان مبابي وأوليفييه جيرو وتيو هيرنانديز، وهم لاعبون لم أكن أشاهدهم إلا على شاشات التلفاز. وفي تلك اللحظة، كنت بحاجة إلى الاستمرار في التركيز على المصورين، والتأكد من عدم تجازوهم للحدود المسموحة دون التدخل وإفساد لقطاتهم والاستمتاع باللحظة في الوقت نفسه. وعندما سمعت النشيد الوطني التونسي شعرت بالقشعريرة، وكانت هذه واحدة من أفضل اللحظات التي مررت بها كمتطوع.

وقد كنت محظوظًا جدًا لمشاركتي ضمن فريق المتطوعين الإعلاميين، لا سيَّما في استاد المدينة التعليمية، الذي استضاف بعضًا من أفضل المباريات التي ستُخلد بالتأكيد في تاريخ بطولة كأس العالم.

ما هي أبرز ذكرياتك خلال تجربتك التطوعية؟

لقد استمتعت بالتحدي المتمثل في مساعدة الخبراء الإعلاميين، وتعلمت مهارات جديدة وزادت ثقتي بنفسي. وقد وجهت هذه التجربة اهتمامي بمواصلة عملي في مجال الإعلام. 
وقد تطوعت في أماكن مختلفة داخل استاد المدينة التعليمية، إذ عملت في المركز الإعلامي حيث كان يجلس جميع الخبراء الإعلاميين والمصورين والصحفيين وتُتاح لهم جميع المعلومات الخاصة بالمباريات. كما تطوعت في المنطقة المختلطة حيث يتمتع المرء بالفرصة لرؤية اللاعبين المشهورين وجهًا لوجه، ويتمكن الصحفيون من إجراء مقابلات حصرية مع مختلف اللاعبين.

وتواجدت كذلك في منصة الإعلاميين، التي كانت تتمتع بأفضل رؤية في الملعب وكانت مخصصة للمعلقين وكاميرات البث. وكنت أعتبر هذا المكان قلب الإعلام النابض، حيث يمكن للمرء اكتشاف كيفية عمل وسائل الإعلام المختلفة. وبصفتي متطوعًا، تعيَّن عليَّ مساعدتهم وتسهيل جميع أمورهم.

وكانت آخر منطقة تواجدت فيها على أرضية الملعب، ضمن مراسم التقاط الصور التذكارية للاعبين. وفي هذه اللحظة، تعيَّن علينا اصطحاب جميع المصورين إلى أماكنهم، قبل المباراة وفي أثنائها وبعدها. وخلال هذه المرحلة، تتاح للمرء فرصة الاقتراب من جميع اللاعبين والمدربين والحكام وأعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

ماذا كان دورك، ولماذا اخترت هذا الدور/ ولماذا كُلِفت بأداء هذا الدور؟

كان دوري يتمثل في كوني متطوعًا مكلفًا بتنسيق العمليات الإعلامية باستاد المدينة التعليمية. وفي استمارة طلب التقدم، يمكن للمرء اختيار أكثر من دورين يحظيان باهتمامه. وقد اخترت كل ما يتعلق بالوسائط الرقمية وتكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الحاسوب لأنني كنت أرغب في معرفة المزيد من المعلومات عن هذه المجالات والمشاركة لاحقًا في جميع جوانب الإعلام والبث في الفعاليات الكبرى.

وبعد تقديم طلب التطوع على منصة متطوعي الفيفا، خضت مقابلة مباشرة لمدة 60 دقيقة، ثم شاركت في تدريب جماعي. وأعقب ذلك حضور جلسة نقاش، حيث تعين على المتطوعين المحتملين إظهار حماسهم ومعرفتهم بالأدوار المختلفة التي وقع اختيارهم عليها. وخضع هذا الدور لفحص الملف الأمني، وبما أنني أتحدث ثلاث لغات، أعتقد أن هذا هو سبب تخصيص هذا الدور لي.

ما الذي ألهمك لكي تصبح متطوعًا في بطولة كأس العالم؟

التطوع للمشاركة في أي فعالية كبرى على غرار بطولة كأس العالم، أو دورة الألعاب الأولمبية، أو منافسات ألعاب الكومنولث، أو دورة الألعاب الآسيوية، أو بطولة أوروبا لكرة القدم وما شابه ذلك، يعني الكثير بالنسبة لأي فرد، حيث تضيف هذه البطولات ثروةً من الخبرات إلى المتطوع ويمكن للمرء أن يشعر فعليًا بحجم الفعاليات الرياضية الكبرى. وهناك العديد من الجوانب الإيجابية، بداية من التواصل مع الفرق المختلفة، والمسؤولين، واللاعبين، والمدربين، ووسائل الإعلام، ولوجستيات النقل، والعمليات، والتكنولوجيا الرياضية، وإدارة الفعاليات، والضيافة، والإقامة، وخلافه. وكان العامل الأكثر إلهامًا هو أن بطولة كأس العالم أقيمت في قطر، وهي دولة متطورة لا تزال تفاجئنا جميعًا بوسائل التكنولوجيا المبتكرة وبنيتها التحتية المتقدمة.