أصدرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر عددًا خاصًا حول المؤتمر العلمي الذي تنظمه كلية الطب بجامعة النهرين.
أصدرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، مؤخرًا، عددًا خاصًا من مجلة طب الطوارئ والحوادث والعناية المركزة حول المؤتمر العلمي الدولي الذي تنظمه كلية الطب بجامعة النهرين وكليات الطب الأخرى في العراق بشأن جائحة كوفيد 19. ويهدف هذا المؤتمر الأول من نوعه إلى توفير منصة لاستعراض وتحليل الدراسات الوصفية والتحليلية التي أجرتها كليات الطب والهيئات والمؤسسات الطبية في العراق. وناقش المؤتمر كذلك الأعباء الثقال لجائحة كورونا والجهود والحلول المختلفة التي تم التطرق إليها محليًا في دولة العراق. فهذه الفعالية استعرضت بصورة وافية حالة الجائحة في العراق على نحو يمكن الاستفادة منه كنموذج للبلدان الأخرى النامية ذات الدخل القومي المحدود، وبخاصة في الشق الجنوبي من العالم، أو منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
لقد امتدت الآثار السلبية للجائحة لتشمل كمًا هائلاً من الصناعات والنطاقات الاجتماعية حول العالم. ونظرًا لانتشار هذا الفيروس على نطاق واسع، فإن الحالة العراقية تمثل مصدرًا معلوماتيًا مكملاً للجهود المبذولة في أنحاء العالم الأخرى لدراسة سبل الإدارة الآمنة لهذه الجائحة. وها هي دار جامعة حمد بن خليفة للنشر تنشر حاليًا كل وقائع المؤتمر على صفحات مجلة طب الطوارئ والحوادث والعناية المركزة المنشورة على منصة كيوساينس الإلكترونية، وهي منصة توفر الوصول الحر للجميع من أجل سهولة المرجعية والاطلاع.
وحول هذا الحدث، تعلق د. ريما اسعيفان رئيس قسم النشر الأكاديمي في دار جامعة حمد بن خليفه للنشر:"من المؤكد أن يسهم نشر وقائع مؤتمر كوفيد 19 الأول في العراق على منصة كيوساينس الإلكترونية في رفع مستوى الوعي العالمي ونشر الأبحاث المميزه التي قُدمت خلال المؤتمر. فمنصة كيوساينس لها قاعدة عريضة من الجمهور المحلي والعالمي، وتهدف إلى نشر الدراسات والأبحاث العلميه من وإلى أنحاء العالم."
وتسلط الدراسات المشاركة والأوراق البحثية المختارة للنشر في هذا العدد الخاص الضوء على التحديات الخاصة التي واجهتها المؤسسات التعليمية الطبية خلال مراحل تطور جائحة كوفيد 19، حيث تأثرت الدراسة في كليات الطب بشكل خاص بانتشار الفيروس وإجراءات العزل الناجمة عنه. وهذه الرؤى تكشف بدورها الدور الحيوي الذي لعبته المؤسسات الطبية خلال الأزمة الصحية والإسهامات الكبيرة التي تقدمها في مجال البحث العلمي وتقديم حلول للتحديات غير المسبوقة التي أحدثتها الجائحة. وجدير بالذكر أن عدد الدراسات الوصفية والتجريبية حول كوفيد 19 التي تم بحثها في المؤتمر قد بلغ 66 دراسة، وقد ضم هذا العدد الخاص 14 مقالة كاملة عن هذه الدراسات.
وعلى الرغم من أن المواد المنشورة تستعرض نتائج دراسات تمت بالفعل، يظل المحتوى مهمًا بالنسبة لمواجهة القضايا المستقبلية. وتوفر الدراسات الطبية المقدمة في هذا العدد الخاص رؤية تحليلية قيّمة حول كيفية إدارة أي جائحة محتملة الحدوث، كما تقدم دراسات مجتمعية حول مواقف فئات المجتمع المختلفة تجاه برامج التطعيم ضد كوفيد 19، وكذلك مدى كفاءة المستحضرات الدوائية وبرامج تعزيز المناعة المستخدمة حاليًا وآثارها الجانبية، ومدى خطورة المرض ومعدلات انتشاره، ودور وسائل التواصل الاجتماعي والطب الإلكتروني المستخدم للاستشارات الإلكترونية، وتأثير الجائحة على الممارسات الجراحية والطبية، ودلالة بعض التغيرات التي تظهر في التصوير الإشعاعي للرئتين لدى مرضى كوفيد 19.
وحول هذا العدد الخاص، يعلق الدكتور أحمد صاحب عبد الأمير، المدرس بكلية الطب في جامعة النهرين قائلاً: "يوفر عدد المجلة الذي تنشره دار جامعة حمد بن خليفة للنشر حول وقائع المؤتمر فرصةً كبيرة لنشر المعرفة والأفكار والتجارب التي تمت بشأن كوفيد 19 من أجل الصالح العام. كما تُعد الأساليب وخطط إدارة الأزمات الجديدة التي ناقشها هذا المؤتمر من الضرورة بمكان لتعزيز القدرة المستقبلية على التعامل مع أي أزمة صحية مماثلة، هذا بالإضافة إلى أن أحد أهم الدروس المستفادة من هذه الجائحة تمثَّل في طريقة استغلال البنية التحتية الرقمية الحالية في مجالات الطب الإلكتروني وتدريس الطب للدارسين عبر الإنترنت، والتوعية الصحية للمجتمع بشكل عام عبر الإنترنت أيضًا."
جدير بالذكر أن انتشار الجائحة قد أدى إلى زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بصفة عامة لفهم الأمور الطبية. لذلك تبحث المقالة الرئيسية "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للاستشارات عبر الإنترنت أثناء جائحة كوفيد 19: مواقف الاختصاصيين الطبيين" بقلم المنصوري والعبيدي، بشكل دقيق ازدهار مجال الطب الإلكتروني خلال المراحل المختلفة للجائحة. وقد تنوعت صور الاستشارة عبر الإنترنت من مجرد تقديم النصائح والتشخيص وصولًا إلى متابعة الحالات.
لقد كشفت جائحة كوفيد 19 عن كم هائل من التحديات أمام المجتمعات التخصصية الطبية خاصةً، والبشرية بصفة عامة، ويسلط هذا العدد الخاص من المجلة الضوء على مشكلات وحلول من نوع خاص طرحها المتخصصون في المجال الطبي، كما يقدم نتائج شمولية، بدايةً من العوامل المؤثرة على دراسة الطب والعدوى وانتشارها، انتهاءً إلى الاستخدام البنّاء لوسائل التواصل الاجتماعي والطب الإلكتروني. ويبلور هذا العدد تلك البيانات المهمة حول بحث وفهم الجائحة الحالية والمحتملة، وبخاصة فيما يتعلق بالبلدان النامية في جميع أنحاء العالم بصفة عامة، أو إقليميًا في منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة.