تحتفل دار جامعة حمد بن خليفة للنشر باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يُقام سنويًا برعاية منظمة الأمم المتحدة، وتحث القُراء على المشاركة في الأعمال الخدمية والخيرية لمجتمعاتهم، حيث اعتمدت المنظمة العالمية شعار "يد واحدة لا تصفق" لنسخة هذا العام من الاحتفالية، وذلك تأكيدًا على دور الفرد والجماعة في الوصول إلى الهدف الذي يحتاج إلى تضافر الجهود من البشر كافةً في مختلف مجالات الحياة لبناء عالم تتحقق فيه العدالة والأمان والسعادة، وتكرس الدار جهودها ليس فقط لتيسير أهداف القراءة والتعلم، ولكن لتعزيز جهودها أيضًا في مجال نشر الكتب التي تنشر رسائل إيجابية وتثقيفية لجميع الفئات، كما تدعم الدار الحملة العالمية من خلال توفير الكتب التي تدعو للمشاركة وإعمال الفكر، بين القراء الشباب الراغبين في جعل العالم مكانًا أفضل.
وعن هذا اليوم العالمي، تقول السيدة/ ريما إسماعيل، مدير التواصل والمشاريع الخاصة في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "تفخر دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بدعم هذه المبادرات العالمية المهمة، ويؤكد موضوع الفعالية لهذا العام على حاجة البشر من كل الأعمار والخلفيات وبمختلف القدرات للتعاضد والتكاتف من أجل إنجاز الإسهام في بناء عالم أفضل وأكثر إنسانيةً، كما تتشرف الدار بالمشاركة في حمل هذه الرسالة من خلال تثقيف القراء بالكُتب التي تعزز قيم العمل الإنساني".
ومن هذا المنطلق، فإن كتاب "قِيّم لعالم أفضل" الذي كتبته المها الدليمي باللغة الإنجليزية حين كانت في الثالثة عشر من عمرها، يُمثل أحد مصادر الإلهام للقراء الصغار بما يحتويه من حلول عملية وفعالة يمكنهم تطبيقها للإسهام في رفاه مجتمعاتهم وأوطانهم، وفي هذه القصة التي تدور أحداثها على مدار أسبوع، يمكن للقراء الانضمام إلى جنى في رحلتها لتعلم درس جديد كل يوم حول الواجبات الشخصية والاجتماعية التي يمكن للفرد أداؤها لإحداث أثر إيجابي، ومن خلال التغييرات البسيطة والصغيرة، يستطيع أي شخص اتخاذ خطوات فردية لجعل العالم مكانًا أفضل.
فيما يُشجع كتاب "فراشة النور" للكاتبة أميرة النعيمي على أهمية العمل الخيري والإنساني في مساعدة المحتاجين، ويتضمن الكتاب قصة مصورة برسومات مبهجة للفتى إبراهيم الذي ينعم بحياة آمنة في كنف والديه اللذين يتطوعان لعمل الخير، ما يتطلب منهما السفر إلى أنحاء العالم، فيشعر إبراهيم بالضيق لأنه يرى أن هذا العمل يبعد عنه والدته؛ فيطلب منها البقاء في البيت بدلًا من ذلك لأن رعايته وتوفير احتياجاته أولى، ولكن عن طريق ضوء إحدى فراشات النور، أعاد إبراهيم النظر في مشاعره الأنانية، واكتشف قيمة العمل التطوعي في إحداث تغيير إيجابي في العالم، وفهم كيف تصنع الأشياء الصغيرة فارقًا كبيرًا.
وللأطفال الصغار الذين في مقتبل رحلتهم مع القراءة، تفتح دار جامعة حمد بن خليفة للنشر لهم أبواب التعرف إلى العالم بسهولة غير مسبوقة وتوعيتهم بالدور الإيجابي الذي يجب أن نؤديه تجاه هذا العالم. لذلك تأتي أهمية كتاب "اللطف يجعلني محبوبًا" للكاتبة القديرة صوفيا بير، والذي نال جائزة راندوم هاوس بورتفوليو لعام 2016، للصغار في مرحلة رياض الأطفال، ويساعد هذا الكتاب الكرتوني المصور والشيق الأطفال في فهم معاني عمل الخير بأسلوب واضح، وكيف تجعلنا الأعمال الخيرية، كبيرةً كانت أم صغيرة، أقوياء، حيث يصور أعمال الخير في مواقف عديدة مألوفة للجميع، مثل وقت اللعب في الفناء أو وقت الغداء أو مسارات الدراجات أو حتى شوارع الحي السكني، موضحًا لنا جميعًا كيف يشكل عمل الخير لبنةً أساسيةً في العلاقة مع الأصدقاء والمجتمع. كما يناقش كتاب "معًا نبدأ التغيير" للكاتبة نفسها بعنوان كيف تستطيع أبسط الأفعال صنع فارق كبير في العالم، ذلك لأن كل عمل مهما صغر له وزن في كفة تغيير المجتمعات، وذلك ما يوضحه الكتاب بنفس الأسلوب المبسط والصور المبهجة، وبعد قراءة الكتاب، سوف يتمكن القارئ الصغير من معرفة كيف تتحول التغييرات الصغيرة سريعًا إلى تحولات كبيرة، تغير شكل العالم من حولنا.
وتضُم سلسلة "المواطنة" للكاتبة كاسي ماير مجموعة من الكتب للأطفال، مصنفة حسب الموضوعات لتشرح للأطفال القيم الشخصية الإيجابية التي تدعم المواطنة الجيدة وتعمل على تكوين بيئة نظيفة وآمنة وتحمل الخير للجميع، وتتميز هذه السلسلة بصورها الجذابة والتفاعلية التي تساعد القارئ الصغير في تصور كيف يكون شكل العالم إذا أدى كلٌ منا الدور المنوط به تجاهه.