تأليف: فريق الباحثين بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي
هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نعترف وندعم التنوع النابض بالحياة للأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD)، ووفقًا لأحدث مسح أجراه مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأمريكية، تم تشخيص إصابة طفل واحد من كل 44 طفلًا في سن الثامنة بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يبلغ معدل الانتشار في قطر حوالي 1.14٪ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عامًا. وبعبارة أخرى، يمكن القول أن اضطراب طيف التوحد يعتبر حالة شائعة في كثير من المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
ولتحسين النتائج العلاجية مدى الحياة، يُشدد فريق أبحاث اضطراب طيف التوحد في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بجامعة حمد بن خليفة، على أهمية التدخل والتشخيص المبكر، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين التواصل الاجتماعي والسلوك والتطور المعرفي للمريض. لذلك، فمن الأهمية بمكان أن يكون مقدمو الرعاية الصحية والمعلمون والعائلات على دراية بالعلامات المبكرة لاضطراب طيف التوحد، وأن يبحثوا عن خدمات التشخيص والتدخل المناسبة للأطفال.
وفي إطار شهر التوعية بالتوحد هذا العام، كان موضوع الألوان بمثابة تذكير بالألوان المُتنوعة والمُميزة لاضطراب طيف التوحد، وفي حين أن اللون الأزرق غالبا ما يرتبط بالتوعية بمرض التوحد بسبب تمثيله من قبل منظمة (التوحُد يتحدث - Autism Speaks) وهي منظمة توعوية دولية مكرسة لزيادة الوعي والفهم والقبول لاضطراب طيف التوحد، فإن الألوان الأخرى تمثل أيضا اضطراب طيف التوحد، حيث يرمز اللون الأخضر إلى النمو والتجدُد والأمل، ويمثل اللون الأصفر الشمس والدفء والسعادة، بينما يرتبط اللون الأحمر بالعاطفة والطاقة والقوة، حيث تُذكرنا هذه الألوان بنقاط القوة والقدرات الفريدة للأفراد المصابين بالتوحد، وكيف يمكنهم المساهمة بشكل إيجابي في العالم.
ويلتزم فريق الأبحاث المعني بأبحاث اضطرابات مرض التوحد في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، بتحسين حياة الأفراد المصابين بالتوحد وأسرهم من خلال البحوث الانتقالية وجهود التوعية بالمرض، إذ يجري الفريق أبحاثًا لتعزيز الخدمات التشخيصية في دولة قطر بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وذلك من منظور علم الوراثة وعلم الأوبئة، وأحد التطبيقات البحثية التي تساعد على تحقيق نتائج ملموسة، يستند إلى أداة تتبع العين التي تقرأ اللغة العربية، والتي تم التحقق من دقتها، وذلك في إطار التعاون البحثي مع "كليفلاند كلينك" ومقرها الولايات المتحدة، حيث يهدف الفريق أيضا إلى تعزيز التشخيص باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي من خلال عمله مع ARGUS Cognitive وجامعة (روش).
ولكن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، حيث يدرس معهد قطر لبحوث الطب الحيوي أيضا مدى تعداد ونوعية حياة البالغين المصابين بالتوحد المقيمين في قطر، كما يبحث عن المؤشرات الحيوية التي ستسلط الضوء على نتائج البالغين للأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد في مرحلة الطفولة. ولتحسين حياة الأفراد وعائلاتهم، فإن الفريق البحثي لمتابعة اضطراب طيف التوحد يحرص على معرفة المزيد عن وجهات نظر المصابين بالتوحد حول ما ينبغي تقييمه أو تحسينه، حيث ستساعد عمليات تبادل المعرفة والجهود البحثية، الباحثين على اكتساب رؤى وأفكار حول كيفية تحسين الظروف المعيشية للأفراد المصابين بالتوحد.
لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات واقعية، من خلال احتضان ألوان مرض التوحد، وتعزيز عالم أكثر شمولًا وتفهمًا، لذلك ندعوك للانضمام إلى فريق أبحاث اضطرابات مرض التوحد بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومشاركتهم في حملتهم للتدخل والتشخيص المبكر وتحسين حياة الأفراد المصابين بالتوحد في دولة قطر والمنطقة، من خلال زيارة موقعهم الإلكتروني qbri.hbku.edu.qa ، كما تشجع جامعة حمد بن خليفة الأفراد، للتسجيل في اختبارات مرض التوحد، من خلال إرسال بريد إلكتروني إلى qbriinfo@hbku.edu.qa.
وفي إطار شهر التوعية بالتوحد هذا العام، كان موضوع الألوان بمثابة تذكير بالألوان المُتنوعة والمُميزة لاضطراب طيف التوحد. اتبع الرابط أدناه لمعرفة المزيد حول ما يُمثله كل لون، والاطلاع على جهود معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في تحسين حياة الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد وعائلاتهم من خلال البحوث التطبيقية وجهود التوعية.
قام معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بإنتاج الفيديو التالي حول ألوان طيف التوحد.
الأفكار والآراء الواردة هنا تعبر عن كاتبها ولا تعكس بالضرورة موقف الجامعة الرسمي.