قام باحثون من معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، بتطوير خوارزمية جديدة قادرة على تحديد الجينات التي تحفّز حدوث الأورام الدبقية، التي تعدّ من أكثر أشكال أورام الدماغ الأولية شيوعًا وخطورة.
وطور الباحثون في معهد قطر لبحوث الحوسبة، بمن فيهم الدكتور راغفيندرا مول، والدكتورة حليمة بن إسماعيل، وخالد كنجي، خوارزمية تعلّم آلي قادرة على تحديد المنظمات الرئيسية لأورام دماغية منفصلة.
ومن المؤكد أن معرفة دور هذه الجينات المحفّزة وحالة الأنواع الفرعية للسرطان، ستساعد في البحث عن علاجات أو معلومات تشخيصية لكل من الأورام الدبقية، وغيرها من الأورام السرطانية. وتكشف هذه الخوارزمية الجديدة عن الهوية والأنشطة البيولوجية للجينات الرئيسية التي تنظم وتحدد الاختلافات بين الأنواع الفرعية من الأورام الدبقية.
وقد تم نشر هذه الطريقة مؤخرًا في مجلتي "نيوكليك أسيدس ريسرتش" و"ناتشر"، وقد جاءت نتيجة للتعاون مع باحثين من جامعة سانيو الإيطالية - من بينهم الدكتور ميشيل سيكاريلي، مدير الأبحاث الأسبق بالإنابة في معهد قطر لبحوث الحوسبة - إلى جانب باحثين من المركز الطبي لجامعة كولومبيا ومؤسسة هنري فورد هيلث سيستمز.
وقال الدكتور راغفيندرا مول: "تتفوق هذه الخوارزمية على أحدث الأساليب في الاستدلال على الشبكة الجينية التنظيمية على نطاق الجينوم من خلال دمج المعرفة البيولوجية السابقة وتنظيمها لتقليل النتائج الإيجابية الزائفة".
ويمكن استخدام هذه التقنية أيضًا في مجالات طبية أخرى تتخطى أورام الدماغ، فهي قابلة للتطبيق على أشكال أخرى من السرطان مثل سرطان الثدي، والمبيض، والرئتين، لتحديد الجينات الرئيسية المحفزة للمرض. وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام الخوارزمية في تحديد الأهداف العلاجية الرئيسية للأمراض المنتشرة في دولة قطر مثل مرض السكري والبدانة.
ويستند هذا العمل الأخير إلى أبحاث معهد قطر لبحوث الحوسبة السابقة التي نشرت في مجلة "سيل" في عام 2016، ووضعت خوارزميات لتحديد الأنواع الفرعية المختلفة من الورم على أساس شدّتها وسرعة انتشارها.
وتمثل الأورام الدبقية حوالي 15% من إجمالي أورام الدماغ، وتصيب 3 من بين 100,000 شخص سنويًا، وتتراوح مدة البقاء على قيد الحياة بعد تشخيص الإصابة بين 12 و15 شهرًا، حيث يعيش أقل من 3 إلى 5% من المصابين لأكثر من 5 سنوات.