تتضمن رسالة دار جامعة حمد بن خليفة للنشر مهمة ترسيخ ثقافة أدبية مفعمة بالحياة في قطر والعالم العربي والتعريف بالنتاج الفكري والأدبي للمفكّرين والأدباء والأكاديميين على مستوى العالم. وقد أعادت الدار التأكيد على مساهمتها في تحقيق هذه الأهداف من خلال التعاون مع دار نشر "كازا داس ليتراس" التي قامت بترجمة كتاب "الشراع المقدس" للكاتب القطري عبد العزيز آل محمود إلى اللغة البرتغالية، فوضعت بالتالي هذه الرواية المميّزة بين يدي أكثر من ٢٠٠ مليون ممن يعدون اللغة البرتغالية لغتهم الأم.
وقد كانت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر قد أصدرت كتاب "الشراع المقدّس" باللغة العربية ثم قامت بترجمته إلى اللغة الإنجليزية في مسار دعمها لتعزيز مستوى المعرفة بالكتّاب القطريين ونتاجهم الفكري ولتسليط الضوء على أحداث تاريخية مرّت بها البلاد والمنطقة ودفنت في غياهب النسيان.
وعن أهمية توطيد العلاقات مع الناشرين في دول العالم، يقول فخري صالح، رئيس قسم النشر العربي في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "تسعى الدار لتقديم أفضل الكتب والروايات للقارىء العربي والعمل على نشر الفكر العربي بشكل عام، والفكر القطري على وجه الخصوص، إلى اللغات الأخرى. وينطبق ذلك تماما على رواية "الشراع المقدس" فقد قمنا بترجمتها إلى الإنجليزية، كما قمنا ببيع حقوق الترجمة إلى اللغة البرتغالية، ليزداد بذلك عدد القرّاء باللغات الأم الثلاث في العالم بما يعادل ٧٥٠ مليون شخص".
وعبّر الكاتب آل محمود عن فخره وسعادته بترجمة كتابه إلى اللغة البرتغالية "وكأنّنا نقول للناس هذه وجهة نظرنا وهذا تاريخنا وهكذا كنا" مضيفًا: "أتمنى أن يحدث نوعًا من الجدل في أوساط المثقفين الناطقين بالبرتغالية".
تدور أحداث هذه الرواية في القرن الخامس عشر حين كان الأسطول البرتغالي البحري يهاجم الخليج العربي طمعا بإحكام السيطرة على تجارة التوابل والبهارات التي كانت رائجة ومربحة في تلك الأيام. وعلى غرار روايته السابقة "القرصان"، ينسج آل محمود بقلمه قصة اقتبس أحداثها التاريخية من مراجع عدة غاص الكاتب في صفحاتها ليسلط الضوء على حقبة زمنية ومنطقة لم تحظ في السابق بالقدر الكافي من الاهتمام. ويؤكد الكاتب بأنّ "الشراع المقدس ليس كتابا تاريخيا، ولكنه رواية اختلطت فيها الحقيقة بالخيال، ولكنه أيضا يلقي نوعا من الضوء على حقبة منسية من تاريخنا".
"عندما بدأت في التجهيز لرواية "الشراع المقدّس" توقفت في بدايتها، فلم أكن أملك ما يكفي من المراجع التي تتحدّث عن المنطقة في نهايات القرن الرابع عشر وبدايات الخامس عشر، لولا أنّي وجدت من بعض الأصدقاء مساندة وحصلت من مكتباتهم على بعض المراجع التاريخية التي كانت هي بداية الخيط. وفي سفرة الى لندن، استطعت الحصول أيضا على بعض المراجع الغربية التي أفادتني كثيرا، فزاوجت بين تلك المراجع العربية والغربية حتى تشكّلت لديّ معالم الرواية."
كان للغزو البرتغالي للمنطقة آثار عديدة، فقد دمّر، وفقا للكاتب، الكثير من الحواضر وأثر سلبيا على عملية التدوين وأفقر منطقة كانت نسبيا ثرية وهادئة ومستقرة، تتعيّش من تجارة البهارات في ذلك الوقت. ولذلك فقد ارتأى الكاتب الاستعانة في كتابه بشخصيات هي في أغلبها حقيقية، وحافظ على شكلها التاريخي، فشخصية مثل حسين الكردي والسلطان مقرن بن زامل والخواجة عطار وغيرهم من الشخصيات التاريخية ضاع دورها التاريخي وطمسها النسيان لأسباب عدة.
وعن أهمية موضوع الكتاب ومحتواه، يضيف فخري صالح قائلا: "ربما تكون هذه الرواية أول رواية عربية تتناول هذه الأحداث التاريخية وتركز من الناحية السردية على جزء غير معروف للقارىء العام عن تاريخ الخليج."