الانطلاق نحو الحياة: إحداث التأثير المستدام | HBKU

في مفترق الطرق بين الحياة الأكاديمية والعملية خمسة خريجين طموحين يتأهبون لبدء حياتهم المهنية

Stepping Stones for Life: Creating Sustainable Impact

عالم واعد يدرس مشروعًا ضخمًا في مجال الاستدامة بعناية فائقة، فقيه قانوني مُبَشِر مستوعب تمامًا للنصوص القانونية، وشاهدة عايشت محنة اللاجئين في الأردن معايشةً مباشرةً، وباحثة تسعى إلى تعزيز رفاهية الإنسان، وأخصائي وسائط متعددة يشارك في توثيق التاريخ.          

ربما تكون اختياراتهم الحياتية قد قادتهم إلى سلك مسارات مختلفة، ولكن هؤلاء الشباب الواعدين والطموحين يشتركون في نفس الميزة، وهي أنهم ساروا جميعًا بفخرٍ على المسرح لاستلام شهادات تخرجهم أثناء حفل تخريج دفعة 2019 بجامعة حمد بن خليفة. 

وقد احتفلت الجامعة، في 4 مايو الجاري، بنجاحات أكثر من 170 فردًا من الشباب الواعدين الذين دفعهم طموحهم القوي وسعيهم الدؤوب لتحصيل المعرفة إلى ترك تأثير دائم وملموس على المجتمع. 

رحلة ميدانية في الأردن

تصف بشرى سلابينج، خريجة ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية، تجربتها في الكلية بأن تجربة أكاديمية ثرية ومُغَيِرة لحياتها. تقول بشرى: "أؤمن حقًا بأنه لكي يترك المرء تأثيرًا على المجتمع، فإن المعرفة يجب أن تُستخدم لتحقيق مصالح الآخرين. وخلال فترة دراستي هنا، شاركت في رحلة تطوعية إلى الأردن لدعم اللاجئين السوريين. وقد سمحت لي هذه التجربة بتوسيع مداركي وتطبيق الأفكار الإسلامية المتعلقة بكرم الضيافة والتعاطف تجاه الغرباء، وهي أفكار كانت تُمَثِل موضوعًا متكررًا باستمرار في مقرر دراسات اللاجئين والهجرة بجامعة حمد بن خليفة. وأنا ممتنة بالفعل للجامعة على منحها هذه الفرصة القيِّمة لي."   

وقد انضمت بشرى إلى مجموعة من المتطوعين تقودها جامعة حمد بن خليفة وتضم 16فردًا قدموا خدمات الإغاثة الإنسانية لسكان مخيم غزة للاجئين في محافظة جرش بالأردن.  

وحول هذه التجربة، تقول بشرى: "ساهمت هذه الرحلة في تعرفي على أفراد من جميع أنحاء العالم، وعززت مهاراتي التواصلية، ووسعت آفاقي بشأن العديد من الموضوعات. وتوفر جامعة حمد بن خليفة بيئة مثالية سيجد الطلاب فيها بكل تأكيدٍ أفضل الموظفين والأساتذة والزملاء. ولكن فوق هذا كله، تلخص الرحلة مفاهيم التعلم التطبيقي، حيث يوضع الطلاب في أحد المواقف العملية بشكل مباشر، ويُطلب منهم توظيف دراساتهم للتعامل معها بشكلٍ فعالٍ."

دراسة في التاريخ القطري 

بدوره، أكَّد محمد جواد عبد الله، خريج برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، أن مواكبة الحقبة الرقمية سريعة التطور ساعدته على صقل مهارات التفكير النقدي وقدراته التحليلية. 
 
 وقال محمد: "ساعدتني دراساتي خلال البرنامج في توسيع رؤيتي للعالم، وتوظيفها بشكلٍ فعالٍ للمساهمة في مسيرة تقدم بلادي والحفاظ على تراثها. وتمحور مشروع أطروحتي البحثية حول توثيق حكايات الثقافة القطرية، والحفاظ على اللهجة القطرية بهذه الطريقة. ويعني هذا أنني عملت على توثيق كل لحظة من لحظات مجد بلدي الحبيب، وفخرها، وتقدمها الوهاج إلى الأبد، وحفظه وإتاحته للعديد من الأجيال المقبلة في شكلٍ سيتمكنون من فهمه والاحتفاء به باستمرار.    

وكان محمد قد أمضى فترة الشهور الثمانية الأخيرة في الدراسة، والبحث، واستكشاف التسلسل الزمني المذهل للأحداث في قطر من خلال القصص المسجلة، وتوثيق كل جزءٍ منها، وإنتاج مكتبة شاملة للوسائط المتعددة اعتمادًا على دراساته.  

وحول ذلك، يقول محمد: "لقد تمكنت من فهم أن التكنولوجيا يجب أن تتكيف مع الاحتياجات الثقافية والاجتماعية للمجتمع وتلبيها، وليس العكس. وأنا سعيدٌ بالوقت الذي قضيته في جامعة حمد بن خليفة، حيث ساهمت كل لحظة قضيتها بالجامعة في تكوين معارفي وأدت دورًا مهمًا في تعزيز قدراتي." 

آراء متعددة التخصصات حول الاستدامة

يساهم وقاص نواز، خريج برنامج الدكتوراه في الطاقة المستدامة بكلية العلوم والهندسة، في تحقيق الأهداف المتفائلة الواردة في رؤية قطر 2030 من خلال عمله المرتبط بتنويع الموارد الاقتصادية لدولة قطر. وقد اشترك وقاص في تأليف كتاب بالتعاون مع مشرفه، حيث استكشف الوضع الحالي لمنظومة المعرفة في البلاد ومستقبلها.   

وقال وقاص: "أُجري بحثًا مرتبطًا بأنظمة الإدارة ضمن برنامج الدكتوراه، ولكنني في الوقت نفسه أعمل على تأليف كتابٍ مرتبطٍ بعلاقات الشراكة بين الجهات المهنية، والجامعات، والمؤسسات الحكومية في قطر، وأرى أنه موضوع مهمٌ للغاية بالنسبة لدولة قطر. وقد تمكنت من العمل على مشروعين مختلفين في الوقت نفسه، ويرجع الفضل في ذلك، في المقام الأول، إلى دراستي في جامعة حمد بن خليفة، حيث لا توجد أي حدود تقليدية تفصل بين التخصصات المختلفة. ومن المهم بالنسبة لنا أن نفهم أننا، في المجتمع العالمي، وصلنا إلى نقطة لم تعد التحديات التي تحيق بنا فيه تتمثل ببساطة في تلك المتعلقة بالفيزياء، أو الكيمياء، أو الرياضيات، ولكنها تتمثل بالأحرى في تغير المناخ، أو نظافة المياه، أو الأمن الغذائي. وتتغير التخصصات بشكل متسارع، ولهذا السبب، يتعين علينا التفكير على نطاق واسع. وهذا هو الأمر الذي تُمَكِن جامعة حمد بن خليفة طلابها من القيام به."

وتجدر الإشارة إلى أن وقاص واحدٌ من بين 41 خريجًا تخرجهم الكلية هذا العام. وتستمر قدرات الكلية في النمو مع طرح تخصصات وبرامج جديدة وتقديمها لمعارف متعمقة.  

وقال وقاص: "يتمثل السباق العالمي الآن في تحقيق تأثير مستدام، وقد خصصت قطر جميع الموارد التي تحتاج إليها لتلبية تلك المطالب. والاستدامة متضمنة في مناهج التعليم المدرسي اليومي، والممارسات الاعتيادية، وأسلوب الحياة العام بدولة قطر. إنها تمثل تحولًا في العقلية، والسلوك، والتوجه قبل أي شيء آخر." 

القانون وريادة الأعمال

دأب مانع الأنصاري، خريج برنامج "دكتور في القانون" بكلية القانون هذا العام، على العمل طوال فترة دراسته لفهم مبادئ القانون وتطبيقها، سواء تعلق الأمر بمبادئ الشريعة الإسلامية، أو القانون العام، أو القانون المدني، من منظور مقارن، حيث تتلاقى تلك المبادئ مع مبادئ إدارة الأعمال، وريادة الأعمال، والابتكار. 

وفي هذا الصدد، يقول مانع: "لقد استمتعت بالفترة الكاملة التي قضيتها في الدراسة بجامعة حمد بن خليفة، حيث خضت تجارب مجدية ومثمرة للغاية في الجامعة. وتتمثل أعز ذكرياتي في تجربة محاكاة إدارة الأعمال التي خضتها في السنة الثانية من دراستي. وقد جمعت هذه الدراسة بشكلٍ سلسٍ للغاية ما بين التجارب الفعلية والممارسات المباشرة، حيث ساعدتنا في اكتساب إحساس بالعالم الحقيقي، وعرفتنا على العديد من الطرق التي يمكن أن نتعامل من خلالها مع تعقيدات الحياة العملية." 

وطوال فترة البرنامج، عمل الأنصاري على مشروعٍ حكومي شهد تعاونًا بين ثلاث وزارات ومنظمة العمل الدولية في قطر، حيث وَظَف مانع ما اكتسبه من المقررات متعددة التخصصات التي درسها، واستفاد من تلك المهارات في مجاله.   

وذكر مانع أن طموحاته المستقبلية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجال دراساته، حيث قال: "أريد أن أصبح قاضيًا في المستقبل القريب لكي أطبق، ببساطة، حكم القانون، ولكي أُعرف في المجتمع بأنني قاضٍ عادل، وحازم، وصالح. وأعتقد أننا في حاجة إلى قضاة يجيدون أكثر من لغة في قطر؛ بهدف تلبية احتياجات مجتمعاتنا النامية والمتطورة."  

فهم الطب المبتكر

توصلت سحر الدعاس، خريجة كلية العلوم الصحية والحيوية، إلى أن دراساتها تُكَمِل عملها بصفتها مساهمةً رئيسية في مركز سدرة للطب، حيث تستخدم المناهج الوظيفية لعلوم الجينوم في وضع نماذج للأمراض البشرية.  

وقالت سحر، التي أكملت دراستها في برنامج علم الجينوم والطب الدقيق: "أعتقد أن دراستي في برنامج متميز للدراسات العليا منحتني معرفة أساسية راسخة بكيفية تصميم مشروعي بشكلٍ منظمٍ وجيدٍ."    

وأضافت: "نحن نستخدم نماذج الفحص باستخدام الأسماك، وندرس إمكانية علاج القلوب المريضة بشكلٍ ثابت باستخدام تلك الطريقة. وقد خضت أهم اللحظات المثمرة في دراستي وحياتي المهنية عندما شاهدت قلبًا مريضًا يسترد كامل عافيته. ويمكن القول إن الآفاق العلاجية المتاحة للبشر مذهلة بالفعل."  

وقد شهد حفل تخرج طلاب جامعة حمد بن خليفة تمثيلًا للطلاب من أكثر من 40 دولة في 23 تخصصًا. وتشهد الجامعة حالة متواصلة من التوسع المبشر والواعد. وبصفتها كيانًا أكاديميًا يركز على الدراسات العليا، تكللت جهود جميع أعضاء هيئة التدريس، والموظفين، والطلاب بحفل مشحون عاطفيًا. ولكن بالنسبة للعديد من الخريجين، مثَّل هذا الحفل مجرد بداية لفصلٍ جديدٍ في حياتهم.   

وينضم خريجو جامعة حمد بن خليفة إلى شبكة متنامية من الخريجين يعملون على بناء الغد. اكتشفوا المزيد من المعلومات حول البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة على: www.hbku.edu.qa.