جائزة التميز العلمي: حوار مع سارة الخواجة من جامعة حمد بن خليفة
الهيئة:  كلية العلوم الصحية والحيوية
جائزة التميز العلمي: حوار مع سارة الخواجة من جامعة حمد بن خليفة

حازت سارة الخواجة، خريجة كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، على جائزة التميز التعليمي لهذا العام. وفي هذا الحوار، تحدثنا معها عن مزايا الحصول على الجائزة، وكيف ساعدها التعليم الذي تلقته في جامعة حمد بن خليفة في صقل جميع المهارات اللازمة للنجاح في حياتها المهنية.

أخبرينا عن مجال دراستك في جامعة حمد بن خليفة

مشروع الدكتوراه الخاص بي هو أول دراسة وطنية أُجريت في دولة قطر بهدف تحديد الطيف السريري والخصائص الجينية لمرض السكري أحادي الجين بين سكان دولة قطر، مع تسليط الضوء على استخدام تقنية الخلايا الجذعية متعددة القدرات للتعرف على نموذج خلوي جديد للمرض.

لماذا اخترت هذا المجال الوظيفي؟

يندرج مشروع الدكتوراه الخاص بي ضمن نطاق عمل الاتحاد الدولي للسكري، حيث يهدف إلى إرساء نموذج جديد للعلاج الشخصي في مجال السكري لدى الأطفال، وهو أكثر أمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي شيوعًا لديهم. ويتناول مشروعي البحثي أيضًا أحد أهم أولويات الرعاية الصحية الوطنية، وهو مرض السكري، من خلال نهج بحثي تحويلي يعتمد على البنية التحتية البحثية الحالية لتعزيز الابتكار، وتوفير رعاية طبية متطورة للمرضى في قطر في نهاية المطاف.

وكانت الاستراتيجية الوطنية للسكري قد أُطلقت في قطر خلال شهر مايو 2016 تحت شعار "معًا للوقاية من السكري 2016 - 2022"، ويتمثل هدفها الأسمى في التخفيف بشكلٍ كبيرٍ من عبء مرض السكري في الدولة، وتقديم الرعاية الطبية بمستوى تميز بارز على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويتماشى مشروعي البحثي بشكلٍ كبيرٍ مع المسار الرامي إلى تحقيق أولويات أبحاث الطب الشخصي، حيث يهدف إلى توفير رعاية صحية مخصصة لمرضى السكري بناءً على خصائصهم الجينية لتوجيه القرارات التي تُتخذ فيما يتعلق بالعلاج، والانتقال من البيانات الجينية الأولية إلى البيانات السريرية. ويهدف مشروعي البحثي كذلك إلى تعزيز التميز العلمي من خلال إنشاء فريق متعدد التخصصات من الباحثين والأطباء السريريين الوطنيين والدوليين للتعاون في مجال مرض السكري واضطرابات التمثيل الغذائي (حسبما ينعكس في منشوراتي الخمسة عشر)، مع توفير فرص واسعة لنقل المعرفة وتطوير برنامج متكامل للرعاية الصحية داخل قطر.

ما الذي يعنيه تكريم اليوم بالنسبة لكِ؟

أنا سعيدة جدًا باختياري للفوز في يوم التميز العلمي الوطني للباحث المتميز عن فئة حاملي الدكتوراه.

والجائزة تعني الكثير بالنسبة لي، حيث أن استلام الجائزة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله، وتكريمي من بين العديد من المتقدمين المتميزين هو شرف عظيم. وتعترف الجائزة التي تلقيتها بالإنجازات المتميزة لحاملي الدكتوراه القطريين في المجال العلمي وتكرمهم على هذه الإنجازات.

وأنا فخورة أيضًا بإنجازي لأن هذه الجائزة شهدت تنافسًا شديدًا ولا تذهب إلا لمتقدم واحد من حاملي شهادة الدكتوراه في المجال العلمي سنويًا.

كيف سيحفزك هذا التكريم على تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل؟

تعزز الجائزة ثقافة التميز في مجالي الحالي في الطب والبحث العلمي، حيث أواصل العمل من أجل تحقيق الاستراتيجيات الوطنية للرعاية الصحية. وقد عزز تواجدي في خط المواجهة خلال جائحة كوفيد-19 من أهمية البحث العلمي، إذ تظل معالجة السكان المصابين بمرض السكري من الأولويات لجميع الأطباء. وما زلت أواصل عملي باعتباري أخصائي أول للأمراض الجلدية مقيم في مؤسسة حمد الطبية، أكبر مستشفياتنا الوطنية، وأنا أفعل ذلك باهتمام كبير في مجال داء السكري المتعلق بالاضطرابات الجلدية الالتهابية.

كيف ساعدتك جامعة حمد بن خليفة على تحقيق هذه الجائزة، حسب اعتقادك؟

أنا ممتنة للغاية لجامعة حمد بن خليفة على تجربة التعلم المتميزة التي تلقيتها في كلية العلوم الصحية والحيوية بالجامعة. كما أنني فخورة جدًا بالمشاركة في البحوث الرائعة التي تُجرى بدولة قطر. وقد حزت بالتأكيد عظيم الشرف بعدما تمكنت من معالجة بعض التحديات والأولويات الوطنية في مجال الرعاية الصحية أثناء دراستي لدرجة الدكتوراه.

أخيرًا، لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر للدكتور عصام عبد العليم، المشرف على أطروحتي للدكتوراه، على الجهود الكبيرة التي بذلها والإشراف الرائع الذي تلقيته طوال سنوات دراستي الأربع في كلية العلوم الصحية والحيوية. لقد تعلمت الكثير من الجامعة، وما زلت أتعلم، وأنا أتطلع بالتأكيد إلى رد الجميل لجامعة حمد بن خليفة يومًا ما عبر تحفيز علماء المستقبل على الدراسة في قطر.

هل تأملين في أن تلهم الجائزة طلابًا آخرين في جامعة حمد بن خليفة وأن تدفعهم لمحاولة محاكاة نجاحك؟

آمل أن يساعد إنجازي في إلهام الشابات القطريات لممارسة مهنة الطب والبحث العلمي. وآمل أيضًا أن يتذكر زملائي دائمًا أن رد الجميل لبلدنا الحبيب والمساعدة في الحفاظ على ثقافة الاستدامة أمرٌ بالغ الأهمية. وأنا فخورة للغاية بأن هذه الجائزة جاءت تقديرًا للعمل الرائع الذي تم إنجازه بدولة قطر في المختبرات القطرية، والتعاون مع الأطباء والعلماء القطريين، وأن نتائج هذا البحث السريري والأساسي تُرجمت لفائدة السكان القطريين. إن وجود هذه الرؤية الوطنية العظيمة المستوحاة من قادة بلادنا يجعلني سعيدة للغاية.

هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته؟

لقد تلقيت دراستي في مجال الطب هنا بدولة قطر في وايل كورنيل للطب - قطر، التي زودتني بأفضل الأسس الطبية ومهارات التفكير النقدي الرائعة. وقد حفزتني البيئة التعليمية المتميزة التي توفرها مؤسسة قطر على متابعة دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم البيولوجية والعلوم الطبية من كلية العلوم الصحية والحيوية. كما قدمت لي جامعة حمد بن خليفة برامج تعليمية وتدريبية على أعلى مستوى ساعدتني على إنجاز بحثي. ولذلك، أنا ممتنة للغاية لمؤسسة قطر على توفيرها لهذه البيئة التعليمية الملهمة.