أُتيحت مؤخرًا الفرصة لطلاب جامعة حمد بن خليفة للدفاع عن أطروحة الماجستير أمام هيئة التدريس وفريق العمل قبل الاحتفال بتخريج أول دفعة من كلية العلوم والهندسة، إحدى كليات جامعة حمد بن خليفة، التي تُعنى بالبحوث. تحتفل جامعة حمد بن خليفة هذا العام، بإنجاز أكاديمي جديد يتمثل في تخريج أول دفعة من طلاب درجة الماجستير في كلية العلوم والهندسة. وتتضمن دفعة خريجي عام 2017 من كلية الهندسة والعلوم (7) خريجين في برنامج الماجستير في العلوم البيولوجية والطبية الحيوية، و(7) خريجين في برنامج الماجستير في الطاقة المستدامة، و(3) خريجين في برنامج الماجستير في البيئة المستدامة.
ومع التطور الاقتصادي السريع والنمو السكاني المتزايد في قطر، فقد تم تحديد الرعاية الصحية والاستدامة وتسليط الضوء عليهما باعتبارهما من التحديات الكبرى التي يجب التعامل معها كجزء من رؤية قطر الوطنية 2030. كما تم التركيز عليهما في استراتيجية قطر الوطنية للتنمية 2011-2016، والتي تدعو إلى "توسّع حضري أكثر استدامة وبيئة معيشية أكثر صحة". وقد تم إطلاق برنامج الماجستير في العلوم البيولوجية والطبية الحيوية وبرنامجي ماجستير الاستدامة قبل عامين، وذلك كاستجابة للطلب المتزايد من قطاع الصناعة على خبراء في هذه المجالات، والتي تم اعتبارها ركائز أساسية لتطلعات قطر والمنطقة واحتياجاتها على المدى الطويل.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز الأكاديمي، قال الدكتور منير حمدي، العميد المؤسس لكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة: "انطلاقًا من دورها كمؤسسة تعليمية رائدة، فإن تخريج أول دفعة من حملة الماجستير في العلوم البيولوجية والطبية الحيوية، والطاقة المستدامة، والبيئة المستدامة، يمثل إنجازًا بارزًا لجامعة حمد بن خليفة. ويعد إنشاء العديد من معاهد العلوم الطبية الحيوية والعلوم الصحية والمشاريع الوطنية في قطر، وتدفق الباحثين في مجالات العلوم البيولوجية والطبية الحيوية، دليلًا واضحًا على الإمكانات الموجودة هنا في قطر في هذا المجال، حيث يمكن للمرء أن يجد برامج دراسات عليا تقليدية في علوم الحياة في أي مكان تقريبًا. إلّا أن الروابط الجديدة التي برزت بين البيئة، وعلم الوراثة، وتطور الأمراض، والطب الشخصي، قد دفعت جامعة حمد بن خليفة لإنشاء برامج دراسات عليا في العلوم البيولوجية والطبية الحيوية المتعددة التخصصات".
وقد وفر برنامج ماجستير العلوم البيولوجية والطبية الحيوية من جامعة حمد بن خليفة للطلاب المتخرجين حديثًا أحدث العلوم الأساسية والسريرية، وبحوث علوم الحياة المترجمة. ويتم تدريب الطلاب ليكونوا الجيل القادم من الخبراء في مجال عملهم، وتزويدهم بمجموعة كاملة من المعارف في كثير من المجالات المترابطة، إضافة إلى التدريب المتخصص للغاية، لضمان قدرتهم على ترجمة نتائج البحوث إلى فوائد سريرية ملموسة.
وفي السياق ذاته، تعالج برامج ماجستير الطاقة المستدامة والبيئة المستدامة القضايا المهمة التي تواجه المنطقة في مجال الطاقة والبيئة. ويتوقع الخبراء أن القرون القادمة ستجلب معها تحديات لا حصر لها، ناجمة عن عدم الكفاءة، وعدم التكافؤ في توفير السلع والخدمات الأساسية للمجتمع، بما في ذلك الغذاء والمياه والطاقة والأرض والمأوى. والجدير بالذكر أن هذه المشاكل تتضخم، وفي بعض الحالات، تنشأ عن طريق ممارسات وسياسات غير مستدامة. ويمثل الانتقال إلى مجتمع مستدام سلسلة من التحديات المترابطة والمتعددة التخصصات والمتضاربة لجميع المهن، وخاصة للمهندسين والعلماء والمعلمين ورجال الأعمال وصناع القرار.
وأضاف الدكتور حمدي: "تم تصميم برامج الاستدامة في جامعة حمد بن خليفة، لتنمية الأجيال القادمة من أصحاب المصلحة والمبتكرين والقادة والعلماء والمهندسين والمديرين ورواد الأعمال الذين يتمتعون بفهم متقدم لقضايا الاستدامة ومهارات البحث في هذا المجال. ويهمنا التأكيد على أن خريجي برامج الاستدامة يغادرون جامعة حمد بن خليفة مع مهارات كبيرة في إيجاد توازن بين احتياجات التنمية على المدى الطويل وحماية الصحة والثروة والبيئة".
وكما هو الحال في برنامج ماجستير العلوم البيولوجية والطبية الحيوية، فإن الجانب المتعدد التخصصات موجود أيضًا في برنامجي الطاقة المستدامة والبيئة المستدامة في جامعة حمد بن خليفة، حيث يدمج البرنامجان دراسة مجموعة واسعة من العلوم البيئية والعلوم الاجتماعية والهندسة والتكنولوجيا في ضمن المناهج الدراسية، إلى جانب توفيرهما فرصة استثنائية للبحوث.