– بالتعاون مع المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي في الجزائر، وجامعة إندونيسيا، أجرى باحث من معهد قطر لبحوث الحوسبة، أحد معاهد البحوث الوطنية الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، دراسة حديثة تناولت استخدام كلمة "حلال" على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن خلال تحليل أكثر من 1.3 مليون منشور حديث على (انستغرام)، وجدت الدراسة بأن المصطلح لم يعد مستخدمًا في سياق ديني فقط، بل تحوّل إلى مصطلح لأسلوب حياة يرتبط بقطاعي الصحة والأزياء حول العالم. وركزت الدكتورة يلينا ميجوفا، وهي مؤلفة رئيسية في معهد قطر لبحوث الحوسبة، في تحليلها على السكان الناطقين بالعربية والإنكليزية والإندونيسية. ووجدت بأن ذكر كلمة "حلال" بالإنكليزية غالبًا ما يرتبط بمفاهيم عن الصحة والغذاء؛ أما باللغة الإندونيسية، فركزت الكلمة أكثر على مستحضرات التجميل والصحة، بينما شملت المراجع العربية موضوعات فرعية تمحورت حول الأزياء والتكنولوجيا.
وتتوافق هذه البيانات مع حوار عالمي حول مفهوم الحلال، لا سيما بين "الجيل M"، وهو مصطلح وضعته المؤلفة شيلينا جان محمد في عام 2016، لتصف به جيل الشباب المسلمين الملتزمين دينيًا، والذين يعتنقون الحداثة في الوقت نفسه. ووجدت الدراسة بأن جيل الشباب أكثر اهتمامًا بالمنتجات الحلال اليوم، حيث أن المسلمين المهتمين بمجالي الصحة والأزياء، وحتى غير المسلمين، يربطون هذه الكلمة بشكل وثيق بمفاهيم مثل تنبني أنظمة غذائية نباتية أو عضوية.
ويشير المعنى التقليدي للكلمة إلى المواد المسموح بها في الدين الإسلامي، وتنطبق على منتجات تشمل الطعام والشراب والمواد المضافة للأغذية. وقالت الدكتورة ميجوفا: "أصبحت كلمة ’حلال‘ مصطلحًا عصريًا يشير إلى نمط الحياة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وتسلط البيانات الضوء على منشورات (انستغرام) التي حصدت آلاف الإعجابات لأنها تروج لعروض الأزياء الحلال، وثقافة اللياقة البدنية الحلال، والأفلام الحلال، والمنشورات الأخرى المتعلقة بنمط الحياة والتي تصور الملابس والأشياء المحيطة العصرية. ومن المثير للدهشة أن المنشورات التي تذكر وجود شهادة حلال تحصد إعجابات أقلّ من تلك التي لا تقدمها".
ولاحظت ميجوفا أن عدد المنشورات التي تذكر كلمة "حلال" لا ترتبط بالضرورة بالتركيبة السكانية للمسلمين الذين يعيشون في بلدان مختلفة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقالت: "حين نرى استخدام مصطلح ,حلال‘ في سياق الثقافة والعادات المحلية، ندرك مدى تغير فهم هذا المصطلح في جميع هذه الأماكن. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، يبدو بأنه قد اتسع ليشمل عناصر تتعلق بنمط الحياة".
جدير بالذكر أن نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة "فرونتييرز إن ديجيتال هيومانيتيز"، مفيدة لصانعي السياسات، ومنتجي المنتجات الحلال، والعاملين في قطاع الصحة، وعلماء الدين، حول كيفية تسويق السلع الحلال بشكل فعال. وتنوي الدكتورة ميجوفا الاستناد إلى هذه الدراسة لاستكشاف كيفية تفاعل الثقافة مع السلوكيات الصحية مثل اتباع حمية غذائية صحية، وممارسة الرياضة، بهدف المساعدة في تصميم حملات صحية أفضل. لمزيد من المعلومات حول الدراسة، يمكنكم زيارة الرابط: https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fdigh.2017.00021/full.