دار جامعة حمد بن خليفة للنشر تصدر عددًا خاصًا حول دراسات ...

نشرت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر ضمن إصدارات مجلة كيوساينس كونيكت الأكاديمية المفتوحة والخاضعة مقالاتها البحثية لمراجعة نظراء من الخبراء. وتهدف الدار من خلال إصدارات مماثلة إلى توفير الوصول الحرّ للبحوث والمعارف الأكاديمية في شتى المجالات بدءًا بالعلوم والصحة والطب ووصولًا إلى الإنسانيات والعلوم الاجتماعية لمجتمع الباحثين وأعضاء المجتمع على حد سواء. 

وقد اختارت الدار لهذه المجلة الأكاديمية مقاربة مبتكرة مغايرة تمامًا لما تعتمده مثيلاتها في الركون إلى المجالس التحريرية التقليدية. وتهدف من خلال هذا إلى تمكين القرّاء من تحديد قيمة المقالات البحثية بأنفسهم بناء على استخداماتها وعدد الاستشهادات المحقّقة. ومن هذا المنطلق، ترسي المقالات المتعددة التخصّصات موقعها الخاص في عالم المجلات الأكاديمية، كما يحصل المؤلفون على فرصة نشر أعمالهم التي طبّقوا فيها منهجية بحثية علمية بأسلوب متناسق وجديد وأخلاقي. 

يقول الدكتور الوليد الخاجة، محرّر أول في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "تسعى مبادرة كيوساينس كونيكت إلى الإسهام في نشر المعرفة لأكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع بدون فرض أي قيود، من خلال التركيز على البحوث الثابتة والأخلاقية الهامة عوضِا عن الاهتمام الذي يمكن أن يستقطبه موضوع البحث، ". 

تستند مجلة كيوساينس كونيكت بعددها الخاص المعنون "ترجمة الخليج: تخطي حواجز المعرفة" إلى مخرجات المؤتمر السنوي السادس الذي أقامه معهد دراسات الترجمة في كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة. وقد استقطب المؤتمر الذي يحمل التسمية ذاتها كوكبة متنوّعة من الباحثين الذين استكشفوا في ورشات عمل وعروض مختلفة ارتباط الترجمة الوثيق بابتكار المعرفة ودورها البارز في ردم الهوات التي تفرّق الثقافات ضمنيًا وفيما بينها، سواء في دول الخليج أو خارجها. وتدعم الدار من خلال العدد الخاص لمجلة كيوساينس كونيكت التزام معهد دراسات الترجمة في توفير التعليم العالمي المستوى ومساهمته في إنماء اقتصاد المعرفة فتمحورت كافة الأوراق البحثية حول التحديات والانقسامات الثقافية والسياسية التي يواجهها الباحثون في مجال الترجمة في منطقة الخليج 

وتقول الدكتورة أمل المالكي، العميد المؤسس لكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية التي ينضوي معهد دراسات الترجمة تحتها: "يلتزم معهد دراسات الترجمة بتطوير البحوث في مجالات دراسات الترجمة وتأهيل الطلاب لتبوء مناصب كمترجمين كتابيين وفوريين وأكاديميين. وعليه فإننا نعتبر بأن نشر بحوث خاضعة لمراجعة باحثين من نظرائنا، كما هو الحال في هذه النسخة من مجلة كيوساينس كونيكت، أساسي لترسيخ موقعنا في مجال التميز الأكاديمي والبحثي."

تتطرّق الدكتورة العنود الشارخ، الباحثة في مجال ديموجرافيات الشباب والجندر، وأمن دول مجلس التعاون الخليجي، والتيارات الثنائية الثقافات في بحثها المتمحور حول "الحثّ على التغيير الاجتماعي: ترجمة المساواة بين الجنسين في العالم العربي والهند"، إلى موضوع صعب ولكن هام في الوقت ذاته، ألا وهو تمثيل المرأة في العالم العربي والهند ودور المترجم في الكشف عن المشكلة وطرح فرصة للتغيير. وتشير الشارخ التي تعمل حاليا كزميل زائر في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن إلى أنّ المساواة بين الجنسين يعتبر مفهوما غربيا كون اللغة في العالم النامي لم تلحق بركب المفاهيم الجديدة المبتكرة في هذا المجال بالتحديد. ووفقا للشارخ، يجد المترجم نفسه أمام خيارين فإما يحافظ على الوضع على ما هو عليه أو يصبح مبتكرا فيقوم بابتداع مصطلحات جديدة. 

وفي ورقة بحثية أخرى، تستكشف مريم الهاشمي من جامعة ليدز، الزيادة الكبيرة في الطلب على الترجمة في العالم العربي وأثر ذلك في ظهور نماذج جديدة لضمان الجودة والكفاءة. وتقول الهاشمي في بحث "إدماج إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات الترجمة" بأنّ أعداد مشاريع الترجمة قد ازدادت زيادة تصاعدية خلال السنوات القليلة الماضية في المنطقة، ما أدّى إلى خلق طلب على الوسائل التنظيمية والمكننة ولا سيما نظام يُعرف بتسمية "إدارة الجودة الشاملة". ومن خلال دراستها لمشاريع في دولة الإمارات العربية المتحدة، اكتشفت الهاشمي بأنّ هذا النظام يشجع لا بل يسهم في تعزيز اقتصاد المعرفة. وتكمل في مقالتها بطرح إمكانية تطبيق هذا النظام في دول عربية أخرى، علّ ذلك يدفع عجلة التقدم في هذه الدول للارتقاء إلى مرحلة جديدة من التعليم والتقدم العلمي. 

ومن جهتها، تنكبّ بهية الزمني من جامعة نورا بنت عبد الرحمن في الرياض في مقالتها البحثية عن ترجمة الروايات والقصص القصيرة التي ألفتها كاتبات سعوديات إلى اللغة الفرنسية، على استكشاف الرهانات اللغوية بين اللغة الأصلية واللغة المترجم إليها في المؤلفات الأدبية. وتشير الزمني إلى أنّ ضعف البحوث في الترجمة سبّبت ضعفا في عملية نقل الفروقات الثقافية والاجتماعية خلال عملية الترجمة – وهي تزمع السعي لردم هذه الهوة. وتحاول الزمني من خلال بحثها الحفاظ على هوية المرأة السعودية الحقيقية ومنع كل ما من شأنه أن ينتقص شيء من الثقافة الأصلية خلال عملية النقل اللغوية. 

ويختم صلاح باسلامة الأستاذ المشارك في معهد دراسات الترجمة والمحرّر الضيف للعدد الخاص من مجلة كيوساينس كونيكت، بورقة بحثية تقيّم مجال دراسات الترجمة المتنامي نموا سريعا. ويفترض باسلامة بناء على دراسة تيارات هذا المجال وتشعباته، بأنّ هذا التخصّص الدراسي الجديد إلى حد ما يخضع لعملية تفتيت نظامية وزيادة في التخصّصية قد تقوّضان في نهاية المطاف الصفة التماسكية التي تتسم بها. وينبري بعد ذلك إلى حصر مختلف تشعبات دراسات الترجمة مختتما مقالته بالتساؤل عما إذا كان من الممكن أن تضطلع الترجمة بدور العدسة التي يمكن من خلال رؤية عالمنا "العولمي والمشوّش". وقد يكون الهدف من وراء ذلك إرساء فلسفة الترجمة ضمن هذا التخصص بغية إضفاء طابع المرونة عليها بالدرجة الأولى ومن ثم توسيع إطارها لتتخطى الحدود العلمية وتصبح على شاكلة موشور زجاجي يمكننا أن نرى من خلال المجتمع والعالم. 

تلعب اللغة دورا حيويا في استيعاب التحديات الاجتماعية وقد تكون أيضا الآلية التي من خلال يتم ابتكار الحلول. ويثبت المؤتمر والمقالات البحثية في هذا العدد الخاص للمجلة الأكاديمية بأن للترجمة معان مختلفة وتطبيقات متنوعة. وتشارك دار جامعة حمد بن خليفة للنشر من خلال مجلة كيوساينس كونيكت العلمية في هذا الحوار الحيوي حول دور الترجمة في ردم الفجوات الثقافية والاجتماعية في العالم العربي وعالم بأسره. 

لقراءة المقالات البحثية بأكملها، يرجى زيارة كيوساينس كونيكت على http://www.qscience.com/loi/connect