أعلن معهد قطر لبحوث الحوسبة (QCRI)، أحد معاهد البحوث الوطنيّة المرموقة التابعة لجامعة حمد بن خليفة (HBKU)، عن الشراكة مع موقع "قطر ليفنج" الذي يشكل مصدرًا غنيًّا للمعلومات غير الرسميّة عن دولة قطر؛ لإدراج تقنيّة معالجة اللغة الطبيعيّة على موقع "قطر ليفنج".
وعملت مجموعة تقنيّات اللّغة العربية (ALT) في معهد قطر لبحوث الحوسبة على تطوير هذه التقنيات لأكثر من عامين. وبالتعاون مع فريق من المهندسين من "قطر ليفنج"، أصبح هذا التطوير جاهزًا الآن للتطبيق في الموقع، ممّا يُوفّر لزوّار الموقع القدرة على توفير الوقت في الحصول على الأجوبة لاستفساراتهم بسهولة وبسرعة أكبر.
وقد عمل الباحثون في معهد قطر لبحوث الحوسبة مع نظرائهم في مختبر علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT-CSAIL) على تطوير خوارزميات مبتكرة لمعالجة اللغة باستخدام البيانات من "قطر ليفنج".
وقال الدكتور أليساندرو موشيتي، عالم رئيسي في معهد قطر لبحوث الحوسبة والباحث الرئيسي من جانب المعهد: "يمنحنا التعاون مع "قطر ليفنج" الفرصة المميّزة لإبراز كفاءة تقنيّاتنا، واكتساب الرؤى من خلال تطبيقها في العالم الحقيقيّ. وقد أثمر التعاون بين معهد قطر لبحوث الحوسبة ومختبر علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن تعزيز قدرتنا على بناء أحدث التقنيات في مجال فهم اللّغة الطبيعيّة."
وقال الدكتور جيمس جلاس، عالم بحوث أول في مختبر علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والباحث الرئيسي من جانب المختبر في هذا المشروع: "بالتعاون مع الباحثين في معهد قطر لبحوث الحوسبة وباستخدام البيانات المقدّمة من "قطر ليفنج"، نجحنا معًا في تطوير أساليب متقدّمة لمعالجة اللّغة الطبيعيّة، التي من شأنها أن تعود بالنفع على المجتمع، وذلك من خلال توفير وسائل أسهل وأكثر كفاءة للبحث عن المعلومات المتوفِّرة في المنتديات المجتمعيّة".
وعلى الرغم من دور شبكة الإنترنت في زيادة قدرة الوصول بشكل كبير إلى كمية هائلة من المعلومات، فقد أصبحت كميات البيانات المتزايدة باستمرار تُشكّل عقبة في وجه العمل بكفاءة، إذ يضطر المستخدمون للبحث لأوقات طويلة من الزمن بغية الوصول إلى النتائج المرجوة. وهناك فرصة بأن يكون للعمل الذي يقوم به معهد قطر لبحوث الحوسبة التأثير الإيجابي على الحياة اليومية للمستخدمين وكذلك الشركات التي تُركّز على إدارة المعلومات.
وتعتمد التقنيّة المقترحة من معهد قطر لبحوث الحوسبة على التعلّم الآلي والتحليل اللّغوي والدلالي العميق، مما يُتيح للآلات فهم الأسئلة والتعليقات من قِبل مستخدمي المنتدى. ومن خلال إجراء عمليات بحثٍ ذكيّة للبيانات النصيّة، يُمكن لأجهزة الحاسب الآلي تحليل طلبات المستخدمين والعثور خلال ثوانٍ قليلة على المعلومات الأساسيّة من بين آلاف التعليقات المنشورة على الإنترنت مثل موقع "قطر ليفنج". ومع إدخال تقنية المعالجة الدلالية، يحظى مستخدمو الإنترنت بعدد من المزايا، مثل زيادة كفاءة البحث ودقتها، وفي المستقبل القريب ستكون هناك إمكانية التحقّق تلقائيًا من صحّة المعلومات التي يتلقوها.
وقال بلال رنديري، المدير العام لموقع "قطر ليفنج": "باعتبار "قطر ليفنج" الموقع المحلي الأكثر تصفّحًا في قطر، نحن متحمّسون لمساعدة مستخدمي موقعنا على إيجاد المعلومات التي يحتاجون إليها بسهولة أكبر من خلال الاستفادة من أحدث التقنيّات المتطوّرة من قِبَل الفريق في معهد قطر لبحوث الحوسبة ومختبر علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ويقوم مستخدمونا بزيارة موقع "قطر ليفنج" للحصول على المساعدة من المجتمع؛ لأن هناك نقصًا في المعلومات الموثوقة فيما يتعلق بالجوانب المختلفة للعيش والعمل في دولة قطر. كما تُوفّر لنا هذه الشراكة فرصة الاستفادة بكفاءة من المعلومات الغنيّة عبر الموقع، وتحسين تجربة المستخدم بشكل أفضل بعد إعادة تصميم موقعنا مؤخرًا".
وخلال الأسبوع الماضي، تم دمج تقنيّة معالجة اللّغة الطبيعيّة في موقع "قطر ليفنج" وتم أيضاً تقديم البحث خلال في الاجتماع السنويّ المخصّص لمراجعة المشاريع البحثيّة بين معهد قطر لبحوث الحوسبة ومختبر علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأسبوع الماضي في الدوحة.
وبعد إطلاق التقنية، بدأ فرق البحوث بالعمل على تطوير نوع جديد من تقنيّات البحث باللّغة العربيّة، إضافة إلى الجيل القادم من تقنيّات البحث الدلاليّ عن النصوص، حيث تضمّ واجهات مستخدم مخصّصة وآليات قياس لموثوقيّة البيانات وكذلك تحديد المستخدمين المحتالين واستعلامات البحث شبه المتكررة.
ويُشكّل هذا المشروع البحثي المشترك بين مؤسّسات عدة، والذي يُتوقع منه أن يكون البحث الأكثر كفاءة وفعاليّة؛ لتوفير معلومات متكاملة للمقيمين في قطر، دليلاً على الأولويّة القصوى التي تضعها جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، لتنمية المجتمع. ويؤكد المشروع أيضًا التزام الجامعة بتوفير كافة المعارف والمهارات التي تُلبّي الاحتياجات المحليّة، والاستجابة للتوجّهات العالميّة، مع السعي من خلال التطوير التقني إلى التأثير بصورة إيجابيّة على الشركات في دولة قطر والمنطقة وبقية العالم.
لمعرفة المزيد عن هذه المبادرة وغيرها من البحوث التي يُجريها معهد قطر لبحوث الحوسبة، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://qcri.com/