جامعة حمد بن خليفة تستضيف ندوة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

في إطار سعيها للتوعية بالآثار البعيدة المدى للتهديدات السيبرانية على الأمن القومي والاقتصادي، نظمت كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة نسخة جديدة من سلسلة ندوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بعنوان "التهديدات السيبرانية الناشئة"، وذلك يوم الخميس 30 نوفمبر. وناقشت الندوة التي شهدت مشاركة الدكتور سيف الكواري، الضيف المحاضر والأكاديمي البارز، الفوائد والتهديدات التي حملتها التطورات التقنية الأخيرة إلى الدول الحديثة.

جامعة حمد بن خليفة تستضيف ندوة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بعنوان

وشارك الدكتور الكواري طلاب الدراسات العليا نتائج بحثه، كما سلط الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا اليوم في مختلف المجتمعات، والاقتصادات الوطنية، والنظام التعليمي، ومنشآت الرعاية الصحية والساحة السياسية حول العالم. وأشار إلى أن بزوغ العصر الرقمي قد ساهم في إحداث تحسينات هائلة على مستوى المعيشة حول العالم، لكن على الرغم من ذلك، فقد حملت التكنولوجيا معها نوعًا جديدًا من التحديات والتهديدات على شكل جرائم إلكترونية. 

ولتوضيح هذا الأمر، استشهد الدكتور الكواري بدراسات حالة حديثة ليبين كيفية ارتكاب الهجمات الإلكترونية بشكل خفي، والتأثيرات السياسية والاقتصادية المدمرة التي تحملها على المستويات الفردية والمؤسسية والدولية، كما تناول بشكل ملخص الأوجه الأساسية الواجب اعتمادها في البنية التحتية للأمن السيبراني لمنع التهديدات المستقبلية.

وفي معرض تعليقه على الفرص والتهديدات الكامنة في الفضاء السيبراني، قال الدكتور منير حمدي، عميد كلية العلوم والهندسة: "بات الأمن السيبراني اليوم من أولويات الأمن القومي، ومن الأولويات الاقتصادية، مما يحتم إعادة النظر في مواطن تركيز مناهجنا الدراسية. ويعد جيل الشباب في دولة قطر– بمن فيهم الطلاب الحاضرون معنا هنا اليوم في سلسلة ندوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات -- ’مواطنون رقميون‘. فهمbb لم يعرفوا أبدًا عالمًا لم يكن فيه الإنترنت والاتصال بالفضاء السيبراني أمرًا شائعًا. ولذلك، فإن الديناميكية المتغيرة للتهديدات تؤثر عليهم أضعافًا مضاعفة. وبالنظر إلى أنهم يشكلون المحركات التي تدفع اقتصادنا الوطني في المستقبل، فقد رأينا بأنه من الأهمية بمكان تنظيم هذه الندوة بمشاركة قادة القطاع وأبرز الأكاديميين؛ لمشاركة معارفهم وخبراتهم، ولتعم الفائدة".

وعلى الرغم من أن هذه الندوة لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالهجمات السيبرانية التي شهدتها دولة قطر في وقت سابق من هذا العام، إلا أنها تأتي في مرحلة دقيقة بالنظر إلى مستقبل دولة قطر التكنولوجي. وتركز المؤسسات التعليمية في الدولة على نحو متزايد على ضمان أن يكون الجيل المقبل مدركًا ومستوعبًا لمخاطر الهجمات السيبرانية بشكل كامل. 

ومن جانبها قالت الدكتورة مروة كراك، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة:

"إن لحديث الدكتور الكواري أهمية خاصة بالنسبة لدولة قطر لأنه يسلط الضوء على التهديدات المحتملة التي يمكن أن تتعرض لها التكنولوجيات الناشئة. وبما أن اعتماد التطورات التكنولوجية يحدث بسرعة كبيرة، فإن المستهلكين لا يتمكنون من مواكبة وفهم المخاطر المحتملة لهذه التقنيات على مستوى المجتمع والتعليم والصحة والاقتصاد والسياسة. والدكتور الكواري يناقش هنا الكثير من الحوادث السيبرانية الأخيرة وكيف جرى تنظيمها، وماهي تأثيراتها على دولة قطر".

جدير بالذكر أن الدكتور الكواري هو صاحب الكثير من الإنجازات والجوائز الأكاديمية ذات الصلة بهذا المجال، بما فيها شهادة جامعية في هندسة الشبكات والكمبيوتر من جامعة إسكس، ودرجتي دكتوراه في علم التشفير الإلكتروني وعلوم الجرائم والأدلة الجنائية الإلكترونية من جامعتي باث ولندن على التوالي. وخلال مسيرته الأكاديمية، تلقى اثنيتن من الجوائز البلاتينية لأدائه المدرسي المتميز. وللدكتور الكواري عدد من المؤلفات الأكاديمية التي نشرت باسمه، وهو زميل المعهد البريطاني للهندسة والتكنولوجيا IET ومعهد الكمبيوتر البريطاني BCS، وعضو بارز في معهد مهندسي الإلكترونيات العالمي IEEE، واتحاد الكمبيوتر العالمي ACM، وعضو في الاتحاد الدولي لعلوم التشفير الإلكتروني IACR، والاتحاد الأمريكي لعلوم الرياضيات MAA. كما أنه عضو في اللجنة الوطنية لأمن المعلومات.