جامعة حمد بن خليفة تعمل على تطوير تقنية داعمة لشبكة ;لاي فاي
جامعة حمد بن خليفة تعمل على تطوير تقنية داعمة لشبكة

يجري مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة بحوثًا مبتكرة تهدف إلى إنشاء نموذج أولي يدعم تقنية "لاي فاي" (Li-Fi)، وهي ابتكار رائد لنقل البيانات بين الأجهزة المختلفة عن طريق الضوء.

وتعمل تقنية "لاي فاي"، التي لا تزال قيد التطوير حاليًا، على تحقيق نفس الغرض الذي تقوم به تقنية الواي فاي المعروفة، ولكنها تعمل من خلال تحويل كثافة الضوء إلى بتّات ثنائية تنتقل بمعدلات سرعة عالية، بحيث يمكن للأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وكاميرات الهواتف المحمولة التعرف عليها. 

وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتبرون تقنية "لاي فاي" آمنة مع أدنى حدّ من احتمالات الانقطاع، فإن كلية العلوم والهندسة تعمل على تطوير نموذج أولي يضمن استمرارية وحماية اتصالات البيانات. وقد أصبح بالإمكان إجراء هذا المشروع البحثي بعنوان "الاتصالات الضوئية المرئية بمساعدة التتابع" بفضل دعم المنح البحثية التي تقدمها مؤسسة قطر. 

وسيستخدم النموذج الذي اقترحته الكلية عُقد متعددة، فإذا ما تم حظر نقطة اتصال محددة، يمكن إعادة توجيه الضوء تلقائيًا إلى عُقدة أخرى، وهو ما يضمن استمرارية الإرسال في جميع الأوقات.

وقال الدكتور منير حمدي، عميد كلية العلوم والهندسة: "تتمثل مهمتنا في الكلية في العمل على تطوير حلول مستقبلية تستهدف تلبية احتياجاتنا في المستقبل القريب. وإن الدعم الذي نتلقاه من جامعة حمد بن خليفة ومؤسسة قطر له أهمية بالغة في نجاحنا في تطوير التطبيقات ذات الصلة بالبيئة المحلية ومواجهة التحديات الملحة المختلفة".

وتعد تطبيقات شبكة "لاي فاي" واسعة للغاية، إذ تمتد لتشمل إدارة حركة المرور عن بعد وبكفاءة عالية، بحيث يمكن الاستفادة من هذه التقنية من خلال تسهيل "المحادثة اللاسلكية" بين سيارتين بهدف منع الاصطدام. كما تعتبر تقنية "لاي فاي" أساسية في تشغيل المدن والمنازل الذكية. وفي المستشفيات، تصبح هذه التقنية بالغة الأهمية حين تتوقف حياة المرضى على نقل البيانات بسلاسة. وأخيرًا، يمكن الاستفادة من هذه التقنية في مراقبة الأنظمة تحت الماء وفحص أنابيب الغاز في حال وجود أي تسرب، وبالتالي تجنب عواقب كارثية.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد الله، الباحث الرئيسي في المشروع: "تسعى كلية العلوم والهندسة باستمرار إلى دخول مجالات بحثية جديدة. وتهدف جميع الأبحاث التي نجريها اليوم إلى إيجاد حلول فعلية يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية".

وسيعمل الدكتور عبد الله مع باحثين من جامعة تكساس إي أند إم في قطر وجامعتي أوزيجين وتوبيتاك التركيتان لعام كامل من أجل تقديم نموذج أولي للنظر فيه، وفي حالة نجاحه، سيتم الانتقال إلى مرحلة تنفيذ المشروع. 

وقال جابر الخوري، وهو طالب دكتوراه في عامه الثاني ويعمل على المشروع إلى جانب الدكتور حمدي والدكتور عبدالله: "يركز بحثي على دمج تقنية ’لاي فاي‘ لتشكيل نظام هجين يمكن لكلتا التقنيتين العمل ضمنه. وبالقيام بذلك، يمكننا تقليل الضغط على شبكة الواي فاي المزدحمة باستخدام شبكة لاي فاي، والاستفادة من المزايا الملموسة التي يوفرها طيف الضوء المرئي مجاني الترخيص، ونقل البيانات بسرعة عالية. نحن نركز حاليًا على جانب الأمن باعتباره أحد العوامل الرئيسية في أي تقنية جديدة. ونعمل على تطوير نموذج يمكن من خلاله نقل البيانات إلى المستخدم المتصل من دون أن تتأثر بالعوامل الخارجية".

يشار إلى أن كلية العلوم والهندسة التابعة لجامعة حمد بن خليفة تقدم برامج متعددة التخصصات عبر مجموعة واسعة من المجالات. وتركز جميع برامج الكلية على مجالات حيوية ومهمة للازدهار المحلي والإقليمي والعالمي. وتقدم الجامعة حاليًا ثلاث عشرة درجة أكاديمية ضمن أقسامها الثلاثة، وهي علوم الحياة، وتكنولوجيا المعلومات والحوسبة، والتنمية المستدامة.

هذا وتعمل الكلية عن كثب مع شركاء محليين ودوليين لإطلاق بحوث رائدة والاستفادة المتبادلة من الموارد والخبرات. 

للاطلاع على أحدث المشاريع البحثية والفعاليات والمبادرات التي تنظمها كلية العلوم والهندسة، يمكنكم زيارة: www.hbku.edu.qa/cse