وقع اختيار شركة التكنولوجيا الحيوية النمساوية "أفيريس أي. جي" (AFFiRiS AG)على فريق بحثي يترأسه الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذيّ بالإنابة لمعهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ (QBRI)، أحد معاهد البحوث الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، لتقييم بعض العوامل المختارة الخاصة بالتجارب السريرية لنهج مبتكر قائم على مبدأ العلاج المناعي لمضاد ألفا سينوكلين. وكانت شركة أفيريس قد طوّرت هذا المضاد لمعالجة مرض باركنسون.
وقد جذبت الأبحاث التي أجراها فريق العلماء الذي يقوده الدكتور الأجنف، والتي تستخدم تقنيات حديثة لتحديد المؤشرات الحيوية لمرض باركنسون في الدم البشري، وعينات السائل الشوكي الدماغي، انتباه شركة أفيريس، إحدى الشركات الرائدة في مجال تطوير العلاجات المناعية للأمراض المزمنة التي لم يتم التوصل لعلاج ناجع لها بعد، مما دفع الشركة إلى الاستعانة بالفريق العلمي المقيم في قطر، بغرض استخدام الأدوات والخبرات التي طورها هذا الفريق في جامعة حمد بن خليفة؛ من أجل دراسة مضاد ألفا سينوكلين، الذي وضعته الشركة كعلاج مناعي لمرض باركنسون، وذلك في بادرة هي الأولى من نوعها. وقد تم تطوير المنتج في أوروبا على يد فريق من العلماء، بينما قامت مؤسسة "مايكل جي. فوكس" بدعم تطوير المنتج في المرحلتين السريرية وما قبل السريرية.
وباستخدام تقنيات التحليل المتطورة التي يعتمدها الفريق، سيقوم باحثو جامعة حمد بن خليفة بتقييم قدرة المنتج على التفاعل مع المضاد المستهدف، ألفا سينوكلين. وسيقوم علماء معهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ بدراسة المؤشرات الحيوية الجديدة التي اكتشفوها، والتي تسهل التشخيص المبكر لمرض باركنسون وعلاجه، إلى جانب استخدام التقنية التي طورها باحثو جامعة حمد بن خليفة، لتقييم مدى تفاعل المركب الجديد القائم على مبدأ العلاج المناعي.
وتعليقًا منه على مشاركة فريقه مع شركة أفيريس أي. جي، قال الدكتور الأجنف: "ما يزال مرض باركنسون من الحالات الطبية المتعِبة التي لا يوجد علاج لها إلى الآن. وتفيد العلاجات المتاحة عادة المرضى الذين تم تشخيص المرض لديهم في مراحله المبكرة. ورغم الخيارات العلاجية الجيدة المتوفرة لأعراض المرض، إلا أنه لا تزال هناك حاجة ماسة لتحديد عوامل تعديل المرض، وإيجاد بدائل لخيارات العلاج الموجودة. ونظرًا لكثرة المصابين بمرض باركنسون في العالم، أخذ معهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ على عاتقه مهمة إجراء بحث تعاوني مع شركاء ملتزمين حول العالم مثل شركة أفيريس وغيرها من الشركات المنتشرة في أوروبا، للمساهمة في إيصال فكرة أوضح حول طريقة العمل، والمساعدة في تحقيق علامة فارقة في علاج مرض باركنسون.
وأضاف الدكتور الأجنف: "بدلًا من الاكتفاء بإجراء تحسينات عَرَضية على معاناة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، كما هو الحال في استراتيجيات العلاج المتاحة الآن، سيؤدي التعاون مع شركة أفيريس إلى الانتقال بالمنتج إلى المرحلة التالية والاقتراب من النهج المناسب لتعديل المرض. ونحن سعداء بأن تُتاح لنا هذه الفرصة للمشاركة في هذه العملية، التي تهدف إلى دراسة الآثار المستجدة لمركب شركة أفيريس على المضاد ألفا- سينوكلين، وإخضاع هذه المستجدات لاختبارات شاملة وصارمة، تهدف إلى تعزيز الخطوات التالية من تطوير المنتج".
ويركز فريق الدكتور الأجنف، الذي يعمل في مختبرات معهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ في المدينة التعليمية بالدوحة، على بحوث الطب الحيوي التي تتناول مرض باركنسون والاضطرابات العصبية التنكسية المتصلة به، كما يشاركون أيضًا في تطوير العقاقير المسؤولة عن علاج الأمراض العصبية التنكسية. وخلال السنوات الأخيرة، نجح الفريق في بناء ملف بحثي قوي، الأمر الذي وضع مختبر المعهد وبحوثه المطبوعة في طليعة الجهات المعنية بالبحوث العصبية في العالم.
وقد رسّخ معهد قطر لبحوث الطّبّ الحَيَويّ مكانته كمعهد بحثي رائد معني بدراسة الأمراض في منطقة الشرق الأوسط، ويقوم الآن بتشغيل ثلاثة مراكز بحوث تستهدف ثلاثة أمراض، وهذه المراكز هي: مركز بحوث الاضطرابات العصبية، ومركز بحوث السرطان، ومركز بحوث السكري. ومن خلال مشاركتهم في أول تجربة سريرية تركز على طريقة عمل مركب شركة أفيريس لمعالجة مرض باركنسون، يؤكد باحثو جامعة حمد بن خليفة التزام الجامعة بتمهيد الطريق لتحقيق إنجازات جديدة في مجال الطب، ومعالجة تحديات الرعاية الصحية الرئيسة التي تواجه قطر والعالم في يومنا الحاضر.