استضافت كلية القانون والسياسة العامة بجامعة حمد بن خليفة محاضرة عامة بعنوان (التحفيز وما بعده: من الاقتصاد السلوكي إلى السياسة العامة).
وألقى المحاضرة، التي عقدت بالتعاون مع وحدة قطر للتوجيه السلوكي التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث، البروفيسور بجامعة هارفارد، كاس صنستين، الذي شغل منصب مدير مكتب الإعلام والشؤون التنظيمية في البيت الأبيض أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وهو أيضًا مؤسس ومدير برنامج الاقتصاديات السلوكية والسياسة العامة في كلية هارفرد للقانون، ومشارك في تأليف كتاب (التحفيز: تحسين القرارات المتعلقة بالصحة والثروة والسعادة).
كما قدمت هذه المحاضرة مفهوم (التحفيز) وسلطت الضوء على آثاره في مجال الصحة، والاقتصاد، والتشريع، والتعليم، والحياة المدنية. وينطوي مصطلح (التحفيز) على دلالات سياسية واقتصادية، إذ أنه يستخدم التعزيز الإيجابي ويقدم اقتراحات غير مباشرة لتغيير السلوك الفردي أو الجماعي وصنع القرار بطريقة سهلة ومنخفضة التكلفة. ويمكن لصانعي السياسات الذين يعملون على تغيير سلوك الناس وتعديل قراراتهم، أن يكونوا أكثر كفاءة باستخدام "التحفيز" بدلاً من التشريع أو الإنفاذ المباشر، لتحسين حياة ورفاهية الناس والمجتمع.
وفي هذه المحاضرة، ناقش صنستين فعالية التدخلات المبنية على المعلومات السلوكية لتنظيم خيارات نمط الحياة، وكذلك شرعية اعتماد برامج "التحفيز" لتعزيز أنماط حياة أكثر صحة. وأشار إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، بما في ذلك منطقة الخليج، هو خيارات نمط الحياة والعادات الغذائية التي تؤدي إلى السمنة وأمراض القلب والسكري. ولهذا السبب، يمكن أن تلعب أساليب (التحفيز) دورًا مهمًا من خلال الدفع نحو تبني أنماط حياة أكثر صحة.
وقال البروفيسور صنستين: "هناك اهتمام طويل الأجل في هذا البلد، كما في بلدان أخرى، بتحسين الصحة وزيادة ممارسة الرياضة والأنشطة لدى الشباب. وتشهد دولة قطر أيضًا اتجاهًا متزايدًا في ريادة الأعمال لتوفير الكثير من المرافق الترفيهية. وقد ينطوي ذلك على تقديم معلومات وتذكيرات للناس، بالإضافة إلى غرس ثقافة العطل الرياضية، والتي يمكن أن تدفع الناس نحو المشاركة في أنشطة تحسن من حياتهم."
وأضاف البروفيسور كلينتون فرانسيس، العميد المؤسس لكلية القانون والسياسة العامة: لقد تشرفت الكلية بتقديم البروفيسور صنستين لهذه المحاضرة المهمة، التي يمكن أن تساعد دولة قطر مستقبلًا في مجال الاقتصادات السلوكية".
كما أشار فرانسيس إلى أن وحدة قطر للتوجيه السلوكي التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث، منخرطة بنشاط في عدد من التجارب لتعزيز مجالات السياسة المتعلقة بالتعليم، ورفاهية العمال، والاستدامة البيئية، وأنماط الحياة الصحية. وستمهد تجارب السياسات هذه الطريق لتطوير سياسات جديدة تقود دولة قطر والمنطقة نحو مستقبل أفضل، بما يتوافق مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
جدير بالذكر أن جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تنظم محاضرات عامة على مدار العام حول مواضيع ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع القطري. وهناك العديد من الأنشطة الأخرى المتنوعة متاحة حاليًا أمام الجمهور لتسجيل الاهتمام بالحضور، وسيتم استضافتها جميعها في المدينة التعليمية.