دار جامعة حمد بن خليفة للنشر تقدم بعض النصائح لتحسين الكتابة
دار جامعة حمد بن خليفة للنشر تقدم بعض النصائح لتحسين الكتابة

تُقدِم دار جامعة حمد بن خليفة للنشر عددًا من أهم النصائح المُلهِمة للكُتّاب الساعين إلى تحسين قدراتهم المهنية، أو ممارسة هواية جديدة أثناء المُكوث في المنزل، التزامًا بتعليمات التباعُد الاجتماعي الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وحول هذه النصائح، توضح غنوة يحيى ملاعب، أخصائي تطوير المحتوى في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر: "لقد شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية تزايدًا ملحوظًا في الأعمال المقدمة إلينا، مما يدل على أن الجمهور يعطي أولوية للكتابة والتأليف خلال فترة العزل. وإن تحسين مهارات كلٍ من القراءة والكتابة هو أمر له أهمية كبرى لتنمية قدراتنا المعرفية وفهمنا للعالم الذي نعيش فيه. وإننا نُقدِم هذه النصائح أملًا في تشجيع عامة الناس على الاستثمار في قدراتهم الخاصة وتنمية مهاراتهم المفيدة والبنّاءة."

وتُلاحظ سهى أبو شقرا، محرر أول في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، عُمق التجربة الشخصية التي تنطوي عليها عملية الكتابة. فتقول: "يمكن أن تصير الكتابة تجربةً استكشافية. فالبعض ربما يجد نفسه يخُط بالقلم على الأوراق بُغية الغوص في عمق مشاعرهم وأفكارهم والتعبير عنها خلال هذا الوقت العصيب. ومن ثم تعتبر وسيلةً ناجعةً للتنفيس عما يُحاك بداخلهم."
وأضافت: "إنها أيضًا بمثابة أسلوب رائع لإطلاق سراح الخيال الخصب، وخلق عالم أدبي يمنح النفوس راحةً ولو قصيرة من الواقع المرير الذي نعيشه اليوم."

جدير بالذكر أن سهى أبو شقرا كاتبة ومحررة، وتلفت النظر إلى العديد من العوامل الأساسية المشجعة على الكتابة الناجحة.

التأهب الدائم: إنك لا تدري متى يأتيك وحي الإبداع، فاحرص دومًا على وجود شيء ما يمكنك تدوين أفكارك عليه في متناول يديك، سواءً أكان ذلك الشيء قلمًا وبعض الأوراق على طاولة سريرك الجانبية أم تطبيق ملاحظات على هاتفك، وذلك لتكون جاهزًا دومًا لقنص أفكارك قبل أن تطير بعيدًا. فإن نسبة كبيرة من أفضل قصصنا تكون مستوحاة من واقع حياتنا اليومية.

أوجِد متسعًا من الوقت: يحرص الكُتّاب المحترِفون على إثراء قدراتهم المهنية. فهم يعلمون أنهم بحاجة دائمة إلى إيجاد وقت للجلوس والكتابة، سواءً أكان 10 دقائق من الكتابة في دفتر اليوميات في الصباح قبل أن يستيقظ الجميع، أو تخصيص ساعة يوميًا للكتابة. وذلك ربما يكون أصعب في ظل ظروف الحجر المنزلي، فالكتابة في جو هادئ ربما تكون من الرفاهيات غير المتاحة للجميع. ولكن إذا لم تتمكن من إيجاد وقت، فأوجِده. ضع هاتفك جانبًا لمدة عشر دقائق، وتجاهل الرغبة في مشاهدة "حلقة واحدة أخرى فحسب" من المسلسل الذي تتابعه، واكتب جملة واحدة -واحدة فحسب- لكي يتوالى تدفق الأفكار الإبداعية.

اكتشف صوتك: القراءة هي أفضل وسيلة لتحسين مهاراتك في الكتابة. عليك أن تلاحظ كيف يستخدم المؤلفون الناجحون الآخرون اللغة والأساليب لصياغة الحبكة الدرامية والشخصيات. ثم فكّر بطريقة نقدية حيال كيفية إعادة كتابة عدد من الكتابات المفضلة لكي تعكس أسلوبك الخاص. صحيحٌ أنه ثمة مقولة شهيرة تقول: المحاكاة هي أعلى درجات الإطراء"، غير أن المؤلف القدير ميج روسوف يقول: "إن صوت كتابتك هو أعمق انعكاس محتمل لشخصيتك الحقيقية. فوظيفة صوتك لا تقتصر على الإطراء أو المغازلة أو صياغة جُمل رصينة. بل إن القراء يجب أن يتمكنوا من الاستماع إلى محتويات دماغك وقلبك وروحك."

اكتب بلا انقطاع وحرّر بلا شفقة: عندما تكون في وسط عملية الكتابة، لا تشغل بالك بأي شيء آخر سوى إخراج مكنون أفكارك. انس أمر القواعد والأصول، واكتف بالكتابة، الكتابة وحسب، حتى تحصل على أول مسودة من رأسك مباشرةً. وعندما تحرّر، فلا تتوان في التغيير عندما يتعلق الأمر بالمسودة الثانية؛ امسح أي شيء لا يضيف إلى القطعة، ولا يحرك الحبكة الدرامية ولا يطور الشخصيات، حتى إن المؤلف الأمريكي صاحب المؤلفات الأكثر مبيعًا نيل جيمان أجاد حين وصف هذه العملية بأنها لا بد فيها مما يلي: "كتابة كل شيء يحدث في القصة [في المسودة الأولى]، وفي المسودة الثانية، اجعله يبدو كما لو كنت على عِلم بكل ما كنت تفعل."

استرِح: قَفلَة الكاتب أمر حقيقي. إن الإجهاد الذهني، وبخاصة في الوقت الحالي، أمر نعاني منه جميعنا. فأحيانًا تتوقف الكلمات ببساطة عن الانسياب. لا بأس من التوقف، والاستراحة، واستعادة النشاط. وابتعد عن القطعة التي تكتبها، واقض وقتًا كافيًا لإضفاء بعض الوضوح وتكوين رؤية محددة. واعلم أن أفضل الكتابات هي تلك القطع الناتجة عن الشغف بالإتقان وحبه. وإذا صارت الكتابة عبئًا، فقد حان وقت الاستراحة. وعُد إليها حينما تكون مستعدًا.

واختتمت سهى أبو شقرا تلك النصائح القيّمة: "إن الوقت الحالي هو وقت رائع للإبداع وبدء التفكير حيال كتابة شيء ما أكثر من مجرد هواية. وإذا لم تكن مستعدًا للعمل في رواية، فستكون كتابة أي شيء، بدايةً من قصيدة إلى مقالة تعبر عن رأي شخصي هي أنسب نقطة بداية."

جدير بالذكر أن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر قد أطلقت أيضًا دعوة عامة لتقديم أي أعمال أدبية و/أو فنية مستوحاة من واقع الحياة في العزل المفروض بسبب انتشار وباء فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19) عالميًا والمتغيرات التي أثرت على الحياة الشخصية بسبب هذه الأزمة التي أصابت العالم أجمع.

باب القبول مفتوح حتى 6 مايو 2020 للأعمال المكتوبة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. ولمزيد من التفاصيل حول المتطلبات والشروط والأحكام، ندعو المهتمين بالمشاركة إلى زيارة هذا الموقع الإلكتروني الذي يحتوي على نموذج طلب التقديم وتفاصيل أخرى حول إجراءات التقديم.